فيديو| رفضت الزواج ومنعت الزيارات.. قصة كفاح "زوزو" الأم المثالية في كفر الشيخ

كفر الشيخ - إسلام عمار:

27 عامًا قضتها "زوزو دراز" تحاول خلالها تحقيق حلم زوجها الراحل، في تعليم أولادها وتربيتهم على الوجه الأكمل، فرفضت فكرة الزواج نهائيًا، ومنعت الزيارات المنزلية، وقررت أن باب المنزل يغلق يوميًا مع دقات الساعة التاسعة مساءً، حتى استطاعت أن تحصل في نهاية المطاف على لقب "الأم المثالية في كفر الشيخ".

في شقة صغيرة داخل المساكن الشعبية بمنطقة العلوي بنطاق مدينة فوه في كفر الشيخ، حاور مصراوي "أمًا مثالية" استطاعت أن تُكمل رسالة زوجها حتى وصلت بأسرتها إلى بر الأمان.

"رسالتي كملتها نحو تربية أبنائي الثلاثة.. كنت بأقبض معاش زوجي قيمته 365 جنيهًا وبأحمد ربنا عليهم حتى عبرت بهم إلى بر الأمان".. بهذه الكلمات بدأت السيدة "زوزو بهي الدين رزق دراز"، 53 سنة، ربة منزل، الحاصلة على لقب الأم المثالية على مستوى المحافظة حديثها لتكشف النقاب عن فترة كفاح امتدت لـ27 عامًا.

تقول "زوزو" قصة كفاحي بدأت عندما توفى زوجي السعيد محمد يوسف، في يوم 1 نوفمبر 1992، وكان يعمل مهندس بترول، إثر حادث تعرض له في عمله داخل إحدى المناطق في سيناء، تاركًا لي طفلين "محمد" يبلغ عمره وقتها 4 سنوات، و"مشيرة" سنتين، وكنت لا أزال حامل في الصغيرة "جيلان".

وأكدت "الأم المثالية" أنها رفضت الزواج، رغم أن زوجها رحل عنها وعمرها 25 عامًا فقط، حيث قررت التفرغ لتربية الأبناء، مكتفية بالمعاش الشهري الخاص بزوجها الراحل وقيمته 365 جنيهًا، رافضة مساعدة الآخرين باستثناء والدها وشقيقها، حتى قادت أسرة تضم الأبناء الثلاثة، عبر مراحل التعليم إلى كليات القمة.

وكشفت "زوزو" عن مواجهتها العديد من المشاكل، وهي ما تزال شابة في العقد الثاني من عمرها، بدأت بمشاكل أسرية مع أهل زوجها الراحل تتعلق بالميراث بحثًا عن حقوق أطفالها، ورغم امتداد المشاكل نفسها إلى الوقت الحالي منذ حوالي 15 سنة ماضية، لم تشغلها عن تربية الأبناء، ونجحت في إبعادهم عنها.

وأضافت: "وفرت المسكن الذي نقيم فيه بمساعدة والدي وشقيقي، وأصررت على حضانة أبنائي بعد حرب شرسة مع أسرة زوجي لإصرارهم على تربية الأبناء وسط أفراد العائلة في قرية تابعة لمركز دسوق، ومجاورة لقريتي أبو دراز في مركز فوه، وواصلت الكفاح والحفاظ عليهم، قائلة: "كنت أرفض أي زيارات منزلية أو فتح باب المنزل من بعد الساعة 9 مساء".

وقالت الأم المثالية، إن رسالتها تحققت نحو تربية أبنائها الثلاثة وفق رغبة زوجها الراحل قبل وفاته بأيام عندما أبلغها بنيته إلحاق الأبناء بكليات علمية مرموقة تخدم المجتمع ومنذ ذلك الوقت لا تزال تتعلق في ذهنها رغبة الأب حتى نفذتها.

وأضافت أن الأبن الأكبر "محمد" حصل على بكالوريوس معهد الخدمة الاجتماعية، والابنة الثانية "مشيرة"، 27 سنة، طبيبة تخدير وعناية مركزة، وحاليًا معيدة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، والابنة الثالثة "جيلان"، 25 سنة، طبيب امتياز وخريج كلية الطب جامعة الإسكندرية.

واختتمت الأم المثالية، حديثها لـ"مصراوي"، بأمنيتها في زيارة بيت الله الحرام وقبر الرسول، من خلال رحلة عمرة تعويضًا لها عن حياة الكفاح التي عاشتها.

في السياق، قالت جيلان السعيد يوسف، الابنة الصغرى، إنها وأشقاءها قدموا ملف والدتهم لمديرية التضامن الاجتماعي في كفر الشيخ للاشتراك في مسابقة الأم المثالية من خلال تواصل السيدة فتحية كامل الحاصلة على نفس اللقب على مستوى مركز فوه، وكانوا يتوقعون حصولها على اللقب.