لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"شاهدة على التاريخ".. قصة أقدم مدرسة بنات يزورها رئيس الوزراء في السويس

07:20 ص الإثنين 25 فبراير 2019

السويس- حسام الدين أحمد:

من بين المنشآت الخدمية والمشروعات التي سيتفقدها، اليوم الاثنين، المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تتفرد مدرسة السويس الثانوية بنات بكونها الأقدم، فضلًا عن مراحل تحويل أنشطتها أكثر من مرة لتواكب أحداثا تاريخية شاهدة على تاريخ المحافظة.

وفقًا لبرنامج زيارة رئيس الوزراء، فإن المدرسة الكائنة في شارع الشهداء بحي السويس هي المنشأة التعليمية الوحيدة، للوقوف على أعمال رفع كفاءتها وتطويرها لتناسب التطور التكنولوجي المتبع الذي تنشده وزارة التربية والتعليم في المدارس الجديدة.

4 ملايين جنيه للصيانة

قالت سلمى الشاعر مدير التعليم في السويس، إن تكلفة أعمال الصيانة بلغت 4 ملايين جنيه، واستغرقت 4 أشهر بدأت في يوليو الماضي واستمرت حتى منتصف شهر أكتوبر الماضي لتعود الدراسة فيها مرة أخرى بعد تطويرها، وتضم المدرسة 25 فصلًا، تتسع لتعليم 800 طالبة بالصفوف الثلاث.

وشملت أعمال الصيانة التي نفذتها هيئة الأبنية التعليمية، تغيير كامل لشبكة الكهرباء وطلاء للمدرسة بالكامل من الداخل والخارج، وترميم الشروخ وتأكل المباني، وتنفيذ اعمال سباكة شاملة مع صيانة ونجارة الأبواب والنوافذ.

معسكر للإنجليز

"المدرسة بنيت في عهد الملك فؤاد الأول عام 1931، وخصصت كملجأ للأيتام حتى عام 1936".. تقول ضحى تمام مديرة المدرسة، وفي عام 36 لم يكن بالملجأ أي نزلاء أيتام، فصدر قرار بتحويلها إلى روضة ومدرسة ابتدائي.

وتشير ضحى، إلى أن المدرسة تأثرت بالأحداث التي شهدتها السويس، فمع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 تحولت إلى ثكنة عسكرية للجيش الإنجليزي، نظرًا لتواجد عدد كبير من الإنجليزي في ذلك الوقت بالمدينة.

وتقول إن المدرسة استمرت على هذا الوضع حتى انتهاء الحرب عام 1945، وعادت مسؤوليتها إلى وزارة المعارف مرة أخرى، واستمرت روضة ابتدائي حتى ثورة يوليو 1952.

وتشير "تمام" إلى أن المدرسة بعد ثورة يوليو تحولت إلى مدرسة ثانوية للفتيات وسميت في ذلك الوقت، بالثانوية النسوية للبنات، وكانت أول مدرسة ثانوية للطالبات في السويس.

مستشفى ومركز إعانات

لكن لم يستمر ذلك الوضع أكثر من 15 عامًا، حيث تحولت المدرسة النسوية إلى مستشفى لاستقبال الجنود العائدين من سيناء عقب حرب يونيو 1967، وكان المبنى الرئيس يشغله عدد من الأطباء والممرضين ويقومون على علاج المصابين وتقطيب الجروح.

وعقب تجهير أهالي السويس عام 1968، تحولت المدرسة إلى مركز لتوزيع المعونات والأغذية على الأعداد القليلة التي ظلت في المدينة لتسيير أمور الحياة، وتوزيع الأسلحة ومهمات الجنود إلى جانب استقبال المصابين، من العمليات الفدائية، وحرب الاستنزاف، واستمرت على ذلك الحال حتى حرب أكتوبر 1973.

وتوضح المديرة أن المدرسة تعرضت للقصف خلال الغارات الإسرائيلية على السويس، عقب أواخر عام 67، ومرة أخرى في أعقاب حرب أكتوبر ودخول القوات الإسرائيلية للسويس وحصارها.

عقب عودة المهجرين، في مايو 1974 اهتمت الدولة بالسويس وإعادة إعمار المدينة، وتم إجراء أعمال الصيانة وترميم ما أفسدته قذائف الطائرات، ودانات المدفعية الإسرائيلية، وأعيد افتتاح المدرسة عام 1976 لتكون "مدرسة السويس الثانوية بنات"، ثم تغير إسهما إلى الثانوية القديمة بنات في 1990، ثم عادت للاسم الأول في 2010.

رغم ما شهدته منشآت المدرسة، ظلت محتفظة بطرازها المعماري، وعلى شكل الإنشاءات التي اتخذت حرف "U" رغم تغيير الغرض الذي خصصت من أجله عدة مرات، وفصولها ذات السقف المرتفع، حتى إن المدرسات يداعبن الطالبات المستجدات بمقولة: "المدرسة كان فيها عفاريت بس إحنا صاحبناهم" عندما يسألن عن علاقة المدرسة بالحرب والمصابين والضحايا الذين كانوا ينقلون إليها.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان