لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

10 سنوات حبيس "بيت الرعب".. قصة "محمد" ضحية التنمر في الغربية

07:23 ص الإثنين 11 فبراير 2019

الغربية - مروة شاهين:

لم تكن تعرف "عزيزة أ."، التي عاشت تتسول قوت اليوم من أهالي قرية صغيرة في محافظة الغربية، أنها ستصبح يومًا ما حديث الإعلام. القنوات الفضائية والصحافة ورواد السوشيال ميديا تناقلوا أخبارها، واتهمها الجميع بحبس ابنها "محمد" لـ10 سنوات كاملة داخل غرفة في منزلها.

لكن للقصة بقية..

قرية "سجين الكوم" التابعة لمركز قطور، تحولت لاسم على مسمى، فداخل منزل "عزيزة" أو كما أطلق عليه الأهالي "بيت الرعب"، ووسط أكوام القمامة، عاش "محمد رجب الغرباوي" 26 سنة، لم ير غير جدارن بيته طوال 10 اعوام كاملة، منذ أن كان ابن 16 سنة.

القصة معروفة للجميع هناك، لكن الجرأة كانت غائبة، حتى إطلاق مبادرة وزارة التضامن لإنقاذ المشردين.

البداية كانت عندما تقدم أحد الجيران ببلاغ إلى مديرية التضامن، يتهم الأم بحبس الابن، فانتقلت الأجهزة الأمنية إلى منزل "عزيزة" واستخرجوا الشاب في حالة صحية سيئة، ونقل إلى مستشفى قطور العام وتم عمل محضر بالحالة تحت رقم 4 أحوال نقطة مستشفى قطور، وألقي القبض على الأم التي أحيلت للنيابة العامة.

في التحقيقات، قالت "عزيزة" أمام النيابة، إنها لم تحبس ابنها كما اتهمها الجيران، مؤكدة أن ابنها تعرض لأزمات نفسية كثيرة أدت به لطلب عدم الخروج من المنزل أو رؤية أي إنسان غيرها.

"كان شغال مع صنايعي محارة، وكان بيضربه، العيال كانوا بيعايروه بوالده الكفيف، وصل الأمر إلى أنهم كانوا بيضربوه بالحجارة ويجروا وراه في الشوارع".. تضيف الأم.

"الأم المتهمة" قالت إنها رفضت مساعدات الأهالي والأقارب، لم يكن أمامها سوى "مد الأيد" من أجل توفير الطعام لها ولابنها، "قررت أني مش هأخرجه، عشان ميتعبش أكتر".

أما عن سبب مكوث الابن الشاب في غرفة مظلمة دون ملابس، قالت إنها كانت رغبته هو، أن يتواجد داخل الغرفة، ولا يرى أي إنسان، رافضًا ترك مكانه، أو دخول أحد عليه غيره والدته، وعند الضرورة فقط.

"محمد عطية"، أحد جيران أهل "بيت الرعب"، قالوا إن السيدة كانت تعيش مع زوجها "رجب الغرباوي"، وكان كفيفًا، وانجبت منه 3 أبناء "محمد" 26 سنة، و"نورا" و"وردة"، وعقب وفاته تزوجت برجل آخر وانجبت منه طفل.

عطية قال لـ"مصراوي" إن "محمد" حالة واضحة للتنمر: "الشاب ضحية التنمر والمتنمرين".

وأضاف عطية أنه منذ وفاة زوج "عزيزة" وحالتها المادية سيئة للغاية: "محمد وقتها كان عمره 10 سنوات وخرج للعمل في المحارة للإنفاق على والدته، لكنه كان انطوائيًا للغاية، وفي أحد المرات اعتدى عليه غرباء بالضرب والسب ووصل الأمر للاعتداء الجنسي، وأصيب الشاب بحالة نفسية سيئة خصوصًا بعد افتضاح الأمر في القرية، ما جعل والدته تطلب منه عدم الخروج من المنزل، واكدت له أنها ستعمل وتدبر نفقات الأسرة، ومحمد استجاب لها بإرادته، وهي محبستوش".

مصدر مسؤول، في مستشفى قطور المركزي، التابع لمديرية الصحة في الغربية، قال إن الشاب وصل يوم الثلاثاء الماضي للمستشفى، وخضع للكشف وتم التوصية بضرورة إخضاعه إلى الكشف النفسي كونه يعاني مشكلات ذهنية ونفسية واضحة.

وأضاف المصدر، أن المستشفى يوفر له كافة الرعاية الطبية ولكن ليس على قوته، ومن المقرر نقله في أقرب وقت من نقطة شرطة المستشفى إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في العباسية، نظرًا لعدم توافر أماكن في مستشفى الصحة النفسية بطنطا.

من ناحيته، كشف مصدر مسؤول بمديرية الصحة في الغربية، عن أن الشاب لم يستقبله مستشفى الصحة النفسية في طنطا بسبب أن المستشفى يعمل بثلث طاقته بسبب أعمال الإصلاحات الجارية، إلى جانب أن المستشفى لا يستقبل مثل هذه الحالات نظرًا لصعوبتها، واحتياجها إلى مكان أوسع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان