لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تسمم واختناق وابتزاز .. القصة الكاملة لأزمة "سماد أبو زعبل" (صور)

05:51 م السبت 16 نوفمبر 2019

القليوبية - أسامة علاء الدين:
لا تزال أزمة مصنع السماد بأبو زعبل مستمرة ولم تنتهي المشكلة القائمة بين أهالي المنطقة وإدارة المصنع حتى كتابة تلك السطور، بسبب أدخنة المصنع التي تسببت أكثر من مرة في إصابة أهالي المنطقة بحالات اختناق وتسمم، في الوقت الذي نفت فيه إدارة المصنع جميع الاتهامات الموجهة من الأهالي، والتي وصفوها بـ"الابتزاز"، وأن الأهالي يشكلون ضغوطًا على إدارة المصنع من أجل تشغيل أبنائهم به.

منذ 15 عامًا بدأ مصنع السماد بأبو زعبل في بناء وحدات جديدة له تحيط بعزبة السمك، وعزبة مراد، وعزبة النخل بأبو زعبل، ومنذ ذلك الوقت بدأ أهالي تلك العزب يشتكون من العادم الذي يؤثر عليهم، فضجر الأهالي وتقدموا بشكاوى للمسئولين وصلت إلى أقسام الشرطة وتحرير محاضر ضد إدارة المصنع.

ما زاد الأمر تعقيدًا واشتعالًا، واقعة تعرض 27 مواطنًا من أهالي عزبة سمك للاختناق، الأسبوع الماضي، بسبب الأدخنة، وحرر أهالي العزبة محضرًا، حمل رقم ٩٨٩٤ لسنة ٢٠١٩ إداري الخانكة، حيث لم تكن تلك هي الواقعة الأولى، ففي نوفمبر ٢٠١٤ أصيب ٩٠ عاملًا بمصنع أبو زعبل للأسمدة بالاختناق نتيجة تسرب الغاز بالمصنع، وتم الدفع بسيارات إسعاف لنقل المصابين، وتشكيل لجنة لفحص أسباب تسرب الغاز واتخاذ الإجراءات اللازمة مع المسئولين.

"يتهموننا بالكذب ولا يعلمون ما يعيشه الأهالي" .. هكذا بدأ محمد جرير، أحد أهالي عزبة مراد بالخانكة، حديثه لـ"مصراوي"، مشيرًا إلى أنه منذ بناء المصنع والأمراض انتشرت بين الأهالي بسبب الأدخنة، بالإضافة إلى تعرض مئات الأفدنة إلى البوار بسبب مواد بيضاء منتشرة في الجو تخرج من المصنع، تسبتت في تسمم الزرع والحيوان والإنسان، قائلًا "طبيعي وجود مصنع أسمدة في منطقة سكنية يتسبب في كوارث".

وأضاف محمد أشرف، مواطن بعزبة السمك، أنه من الطبيعي تواجد عمال من الأهالي يعملون داخل مصانع السماد، لافتًا أن المصنع يبث سمومه يوميًا على الأهالي، فمعظم أهالي العزبة مصابون بأمراض صدر، مطالبًا بغلق المصنع ونقله لمكان أخر حفاظًا على صحة المواطنين.

وعبّر محمود على، من أهالي عزبة مراد، عن استيائه بسبب توجيه الاتهام للأهالي بادعاء إصابتهم، من أجل الحصول على تعويضات من إدارة المصنع، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو إبادة جماعية للأهالي، مؤكدًا بأنهم لن يصمتوا على حقوقهم.

ومن جانبه، أكد الدكتور علاء مرزوق، محافظ القليوبية، أن أي منشأة تُعرض حياة المواطنين للخطر، سيكون مصيرها الإغلاق، موضحًا أنه لم يثبت حتى الآن مدى صحة تلك الواقعة وأسبابها، وأن المحافظة تعمل على الوقوف على حقيقة الأمر، حتى يتسنى اتخاذ اللازم حياله على وجه السرعة، لافتًا أنه جرى أخذ عينة من مياه الشرب والصرف الصحي بالمنطقة بواسطة الأجهزة المختصة بوزارة الصحة لتحليلها للوقوف على مدى احتوائها على أي ملوثات كيميائية من عدمه، ومن المقرر أن تظهر نتائج التحليل خلال 24 ساعة على الأكثر.

وأضاف، في تصريحات صحفية اليوم، أنه بمجرد الحصول على نتائج العينات التي جرى أخذها من قبل جهاز شئون البيئة ومديرية الصحة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين وغلق أي منشأة تعرّض حياة المواطنين للخطر.

ولفت إلى أنه جرى الدفع بفريق فني متخصص بجهاز شئون البيئة لأخذ عينة من الهواء والانبعاثات الصادرة عن المصنع باستخدام الأجهزة الحديثة المعدة لهذا الغرض، للوقوف على مدى احتوائها على ثمة ملوثات من عدمه.

وأخذ الفريق الفني عينة من الهواء والبيئة المحيطة بالمصنع من الخارج، وحتى حدود العزبة والمناطق المجاورة، للوقوف على مدى احتوائها على أي ملوثات من عدمه وأسبابها.

وفي السياق ذاته، أعلن الدكتور حمدي الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، خروج جميع المصابين، حيث استقبل مستشفى الخانكة في مقره المؤقت بقرية أبو زعبل، 27 حالة من أهالي عزبة سمك الواقعة على ترعة الإسماعلية في مواجهة مصنع أسمدة أبو زعبل، بادعاء إغماء واختناق إثر استنشاق أدخنة تسربت من المصنع، وجرى عمل اللازم وخروج المصابين عدا حالة واحدة حرجة بسبب تقدم السن.

ونفى مصدر مسئول بالمصنع، صحة ما جاء في أقوال المواطنين، مشيرًا إلى أن يوم الجمعة إجازة رسمية بالمصنع، وبالتالي كان مغلقًا، لافتًا أن ما يحدث هو ضغوط من الأهالي من أجل الحصول على تعويضات مادية وتشغيل أبنائهم داخل المصنع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان