من حكايات أكتوبر.. كيف نجحت الكتيبة "23 صاعقة" في تعطيل النابالم قبل العبور؟ (صور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
الإسكندرية – محمد البدري:
بعد مرور 46 عامًا على الانتصار لا تزال حرب أكتوبر المجيدة تحمل رصيدًا وافرًا من نماذج البطولة والتضحيات التي قدمها رجال القوات المسلحة، من أجل تحرير أراضي سيناء من مغتصبيها، ومن بين تلك النماذج بطولة جسدها رجال الكتيبة 23 صاعقة من العمليات الخاصة، في سد أنابيب النابلم الإسرائيلية لتكون أحد العوامل الرئيسية في نجاح خطة عبور قناة السويس قبل ساعات قليلة من بدء الحرب.
(مصراوي) حاور نجل المقاتل الراحل عبدالمحسن سعودي، أحد عناصر كتيبة العمليات الخاصة التي ضمت 31 مقاتلا، لتنفيذ مهمة سد فتحات النابلم على طول قناة السويس قبل ساعات من عبور الجيش المصري إلى الضفة الشرقية، والتي سلط خلالها الضوء على بطولة من مئات البطولات التي حفرها جنود مصر في ذاكرة الانتصارات.
يقول ولي الدين سعودي، نجل المقاتل الراحل، إن اكتشاف وجود النابلم بدأ أثناء حرب الاستنزاف أثناء قيام القوات بعمليات نوعية حيث اكتشفوا وجود حريق هائل على سطح مياه القناة، وعلمت القوات المصرية أن إسرائيل حددت 31 نقطة محورية على طول القناة ووضعت داخلها صهاريج تحمل نحو 900 لتر نابلم، وهي مادة كان تم استخدامها بواسطة الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى وتم تحريمها دوليُا إلا أن إسرائيل استخدمتها في حرب 1967، وبدأت في إعدادها لمنع القوات المصرية في حالة العبور.
ويروي "سعودي" لـ مصراوي من واقع ما ذكره والده الراحل عام 2010 عن عمر يناهز 63 عامًا، أن إسرائيل مدت مواسير النابالم داخل الساتر الترابي وصولًا إلى داخل القناة بمسافة تصل إلى 40 سنتيمتر داخل المياه، وبجوار كل صهريج كان يوجد جندي إسرائيلي مكلف بفتح النابلم في المياه من وحدة تحكم ليتم ضخ المادة لتغطي كامل سطح المياه بحيث أنه في حالة وصول طلقة نارية واحدة إلى سطح القناة تشعلها بدرجة حرارة تصل إلى 700 درجة مئوية، ما قد يسبب إجهاض الهجوم بالكامل.
مواقع النابالم
وأشار إلى أن عبقرية الأجهزة المصرية في الوصول إلى خريطة كاملة بمواقع وتمركز مواسير وفتحات "النابلم" بطول الجبهة قبل الحرب بفترة كبيرة، لتتم دراستها بواسطة إدارة التخطيط ووضع آلية للتعامل معها، وبقي التخطيط للوصول إلى أنسب وسيلة لمنع إطلاق المادة الحارقة التي كان يصفها الإسرائيليون بالسلاح السري.
فكرة عبقرية
وفقا لـ"سعودي"وردت فكرة مبتكرة آنذاك لأحد ضباط القوات المسلحة تعتمد على إرسال فريق من الضفادع البشرية يحملون مادة يتطلب أن تكون مقاومة للماء بحيث يتم استخدامها في سد الفتحات، وتوصلت جهود الضباط إلى اختراع مادة تتجمد في الماء، وتم عرض الفكرة على الرئيس الراحل محمد أنور السادات فأقرها، وأمر بتصنيعها سرًا.
بداية التحرك
بعد منتصف ليل يوم 5 أكتوبر انطلق 31 مقاتلًا من القوات البحرية ومجموعة من القوات الخاصة بينهم المقاتل عبد المحسن سعودي، غوصًا في مياه قناة السويس نحو الضفة الشرقية حاملين معداتهم نحو منابع النابالم الإسرائيلية، وقامت الوحدات الخاصة من القوات البحرية المصرية بالغطس تحت سطح مياه قناة السويس لمسافة تصل 15 مترًا، للبحث عن الفتحات وتعطيلها.
نجاح العملية
وخلال ساعات قليلة نجح المقاتلون المصريون في سد فتحات المواسير وقطع الإمداد قبل عبور القوات المصرية بساعات، وسط غفلة من الجانب الإسرائيلي، حتى عادوا إلى قواعدهم بسلام، حتى يستكملوا باقي مهامهم في مشاركة زملائهم من القوات في تنفيذ مهام قتالية بعد ساعة العبور، ولم تفلح جهود العدو في إشعال حريق واحد طوال فترة العبور، بسبب جهود الأبطال المشاركين في تلك العملية التي كانت عاملًا رئيسيًا للنصر.
فيديو قد يعجبك: