"لو مطرت رصاص".. إبراهيم ومحمود يستقبلان أمطار الإسكندرية بسنارة (صور)

الإسكندرية– محمد البدري:

في الوقت الذي فضل فيه الكثيرون الهروب من موجة الطقس السيئ التي تعرضت لها الإسكندرية أمس الجمعة، كان للبعض رأي آخر، إذ وجدوا في تلك الأجواء الصعبة، ضالتهم للاستمتاع بيومهم على طريقتهم الخاصة في أقرب نقطة من شاطئ البحر.

"إبراهيم أبو يوسف" و"محمود سعيد"، صديقان، منذ أكثر من 30 عامًا جمعتهما هواية صيد الأسماك التي يفضلها العديد من أبناء الإسكندرية، إلا أن عشقهما لتلك الهواية بلغ أقصى درجاته بحيث لم تعد أشد الأجواء المناخية حائلًا أمام عادة حافظا عليها على مدار سنوات طويلة.

سنارة صيد وصندوق ثلج وطعم، هي كل الأدوات التي احتاجها أصدقاء الطفولة للذهاب إلى أقرب نقطة من أحد شواطئ منطقة بحري، غير مباليان بغزارة الأمطار التي استمرت في الهطول على المدينة الساحلية منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة وحتى المساء.

"لو بتشتي رصاص برضو هنزل".. قالها أبو يوسف، 40 سنة، سائق تاكسي، دون أن يلوح ببصره عن موضع سنارته، مشيرًا إلى أنهم اعتادا على أجواء مناخية أكثر حدة من تلك الموجة، ما جعل الأمر عاديًا بالنسبة لهما.

وأضاف لـ"مصراوي" أن الأمر بالنسبة له لا يعد مجرد رغبة في صيد الأسماك، أكثر منه حبًا في العادة نفسها، إذ أمضى مرات كثيرة من قبل دون الحصول على أي صيد، إلا أن الأمر لم يمنعه من الاستمرار.

وبجواره التقط صديقه "محمود"، 39 سنة، عامل، أطراف الحديث، متابعًا أن تلك الأجواء الصعبة لا تقارن بأيام كادا فيها يتعرضان للغرق، حيث واجها في أحد أيام النوات التي تتعرض لها الإسكندرية موجة طقس تسببت في ارتفاع موج البحر لأكثر من 3 أمتار، ما جعلهما أمام خطر كبير إلا أن الأمر بمجرد انتهائه اعتبراه كأن لم يكن.

وأضاف "حودة" كما يلقبه رفيق دربه، أن الطقس الذي تشهده الإسكندرية في تلك الفترة لا تتوافر فيه الأسماك بكثرة، حيث تضطر للهروب إلى عمق البحر بسبب تلاطم الأمواج قرب الشواطئ، في حين أن الأيام اللاحقة لتلك الفترات تكون أفضل في الصيد.

وأوضح أنهما اعتادا المجيء يوم الجمعة وهو يوم الإجازة الأسبوعية لهما مهما كانت الظروف، مشيرًا إلى أن الجلوس أمام البحر والأجواء نفسها التي تحيط بالصيد، تشعرهما بالراحة، وهو شعور لا يوصف خاصة إذا كان بمثابة وسيلة للهروب من ضغوط الحياة اليومية.

وتعرضت محافظة الإسكندرية إلى موجة حادة من الطقس السيء منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، صاحبها هطول أمطار رعدية، ما أدى إلى غرق العديد من شوارع المحافظة، وحدوث انهيارات جزئية في عدد من المباني، فيما دفعت الأجهزة التنفيذية بسيارات مجهزة لسحب المياه وتسيير حركة المرور.