من الإسكندرية لأمريكا.. حكاية جهاز مصري لحل مشكلة ناسا في الفضاء - صور

الإسكندرية – محمد البدري:

إنجاز جديد يضاف إلى قصص نجاح الشباب المصري، كان أبطاله 3 شباب من الإسكندرية، نجحوا في ابتكار جهاز فريد من نوعه يساعد في تحليل تربة الأجرام السماوية التي يمكن الهبوط على سطحها، والبحث عن المواد المشعة والوقود واكتشاف المياه وفحص المعادن ومكونات التربة، ما وضعهم في صدارة الفائزين بمسابقة وكالة ناسا للفضاء من بين 120 فريقًا منافسًا.

واستطاع "حسن عبد الكريم قاسم، وطارق محمد، وأحمد حسن" الحصول على المركز الأول في المسابقة التي أقيمت بمصر قبل أيام وباتوا مؤهلين للمشاركة باسم مصر في المسابقة الدولية لوكالة ناسا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتحدثوا لـمصراوي عن الفكرة وكيفية العمل عليها وصولا إلى مرحلة التنفيذ.

تحدي ناسا

في البداية قال حسن عبد الكريم، مهندس اتصالات، إن فكرة المسابقة تتلخص في تحدي أعلنته وكالة ناسا، طرحت خلاله بعض المشكلات التي تواجه رواد الفضاء خلال القيام بمهامهم على سطح القمر ومن بينها صعوبة قيام الروبوت بتحديد قيمة وأهمية العينات بشكل مباشر على سطح القمر ما يتطلب نقل كميات كبيرة من المكونات التي يشتبه احتوائها على خصائص جديدة وقد تكون في النهاية ليست ذات أهمية.

ابتكار قد يوفر ملايين الدولارات

يضيف "حسن" لـ"مصراوي"، أن تلك الإشكالية تؤدي إلى ضياع الكثير من الوقت والجهد والتكلفة التي تقدر بملايين الدولارات حيث يتطلب أولا نقل كميات كبيرة من العينات إلى الأرض ثم تحليلها وفي النهاية قد يكون أغلبها دون استفادة، ما جعل الوكالة تبحث عن أفكار مبتكرة من الشباب تمكنهم من تحقيق أعلى فائدة ممكنة من الرحلات الاستكشافية.

الفكرة

ويكمل "قاسم" أن التحدي ارتكز على ابتكار أداة لتحليل التربة بطريقة سريعة لتمكن العلماء من معرفة مدى قيمة العينات بمجرد فحصها بالجهاز دون الحاجة للعودة إلى كوكب الأرض، لافتًا إلى أنه وزملائه تقدموا للمشاركة في المسابقة، بعد العديد من الأبحاث المثقلة بمهارات اكتسبوها من دراسة هندسة الاتصالات التي يتخصص فيها أيضا زميلهم طارق محمد، بجانب مهارات علوم الحاسب الآلي التي درسها شريكهم الثالث أحمد حسن، وتوصلت جهودهم إلى فكرة جهاز متطور ملحق به أدوات استشعار عن بعد.

التصميم الأمثل

الوصول إلى تصميم نهائي يناسب رواد الفضاء لم يكن سهلا، حيث حاول أعضاء الفريق في البداية تصميم قفاز مرتبط بشاشة عرض صغيرة تظهر عليها نتائج تحليل العينات بمجرد أن يلتقطها المستكشف، إلا أنها لم تكن فكرة عملية نظرًا لثقل بدلة رائد الفضاء وصعوبة الحركة بها، إضافة إلى أن الجاذبية على سطح القمر سدس مثيلتها على الأرض، ما سيضطر رائد الفضاء للانحناء لالتقاط العينة وهذا عمل شاق للغاية بحسابات الفضاء، ما جعلها طريقة غير مجدية.

اهتدت أفكار الفريق السكندري إلى تصميم أداة فعالة أقرب إلى اللاقط الهوائي في شكلها الظاهري، بحيث راعوا أن تكون خفيفة الوزن ويمكن تركيبها على جهاز الروبوت، ويستخدمها رائد الفضاء مباشرة، ويمكن التحكم في تكبير أو تصغير قياسها بشكل فوري.

ما يمكن للجهاز فعله؟

ويستطيع الجهاز أن يكتشف أكثر من مادة من خلال أجهزة استشعار متعددة تم إضافتها له، تشمل اكتشاف المعادن الثمينة، وتحديد نسبة الرطوبة في التربة، ومدى أهمية المواد المستكشفة، بالإضافة إلى إمكانية الكشف عن أي دلائل لوجود الوقود سواء كان بترول أو أحد مشتقاته من غاز طبيعي وبروبان وبيوتان، فضلا عن أداة الكشف عن أي مواد مشعة، وتفعيل خاصية "infrared camera"، للكشف عن أي حرارة ناتجة من العينة.

نتائج في أقل من ثانية على القمر.. وتطبيق هاتف يستقبلها على الأرض

كل تلك المزايا يمكن ظهور نتائجها في أقل من ثانية واحدة بمجرد وضع العينة على الجهاز، وعلاوة على ذلك طور الفريق السكندري من الفكرة، من خلال تطبيق هاتف عكفوا على تصميمه، يمكن العاملين بمحطات الاستقبال الفضائية على كوكب الأرض من التقاط نتائج كافة التحاليل بعد لحظات من فحصها على سطح القمر.

الدكتور فاروق الباز يشارك في التكريم

نجاح الفكرة لم ينل فقط إعجاب لجنة تحكيم المسابقة بل نال أيضًا إعجاب العالم المصري الدكتور فاروق الباز الذي حرص على الحضور أثناء تتويج الفائزين لمشاركتهم الاحتفال، كما حقق الفريق أيضًا جائزة أخرى تعتمد على اختيار الجمهور ليجمع بين الجائزتين في المسابقة نفسها، عن الابتكار ذاته.

حلم رفع علم مصر

ويأمل الفريق الشاب في استكمال مهمته من خلال إضافة بعض الأجهزة الأكثر دقة والتي يصل سعرها إلى آلاف الجنيهات أملًا في المشاركة بالمسابقة الدولية لوكالة ناسا المقرر إقامتها في أمريكا، مؤكدين رغبتهم في المساهمة في عمل قد يغير العالم ويخدم البشرية باسم مصر في منافسة مرتقبة مع مبتكرين من دول كبرى في مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء.