لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ليست للرجال فقط.. قصة إسراء وأسماء مع ميكانيكا السيارات وحلم هندسة الطائرات

08:34 م الثلاثاء 15 أكتوبر 2019

الإسكندرية – محمد البدري:

فرضت العادات والتقاليد المصرية بعض القيود على عمل المرأة في بعض المجالات، بصورة جعلت عددًا من المهن حكرا على الرجال، خاصة الشاقة منها، والتي بات من غير المألوف أن تجد امرأة تعمل بها، إلا أن إرادة المرأة وحاجتها الملحة في كثير من الأحيان لإثبات الذات دفعت الشقيقتين "إسراء وأسماء" لإتقان أحد تلك المهن دون الالتفات إلى التحفظات الاجتماعية.

"مصراوي" رصد تجربة "إسراء وأسماء" في العمل بمجال "ميكانيكا السيارات"، والمعوقات التي قابلتها أثناء العمل.

إسراء وأسماء الديب، شقيقتان من مواليد محافظة الإسكندرية، عشقتا السيارات منذ الصغر، حتى قررتا دراسة الهندسة بعد اجتياز الثانية العامة والتحقتا بقسم الميكانيكا بهدف التميز في هذا المجال وتحقيق حلم صاحبهما منذ الطفولة.

في البداية روت المهندسة إسراء الديب، 23 عاما، لـ مصراوي، بداية تعلقها وشقيقتها الصغرى بالمجال، قائلة، خلال مرحلة الثانوية العامة كان حلمي تحقيق مجموع يؤهلني للالتحاق بكلية الهندسة إلا أن النتيجة لم تكن كافية، فكان البديل بالنسبة لي هو الالتحاق بكلية الفنون الجميلة بقسم العمارة والذي درست فيه فترة عامين في الوقت الذي كنت أبحث عن طريق آخر لدراسة الميكانيكا، حتى وجدت فرصة متاحة للالتحاق بمعهد الدراسات التقنية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

وتضيف إسراء في هذا الوقت اجتازت شقيقتي الصغرى أسماء، 20 عاما، مرحلة الثانوية العامة وبدأت أيضًا في البحث عن مكان مناسب للدراسة وفقًا للمجموع، وكانت ترغب في بادئ الأمر بدراسة تؤهلها للعمل مضيفة طيران لعدم حصولها على مجموع مناسب للهندسة، إلا أن فرصة الالتحاق بالمعهد شجعت الشقيقتين على الدراسة سويا في نفس المكان ودراسة المجال الذي كان رافقهما منذ الصغر.

مصاعب اقتحام المهنة بدأت مع أول أيام الدراسة بالنسبة للشقيقتين، حيث لم يشهد قسم ميكانيكا وجود طالبات، بل يضم القسم طلابًا ذكورًا فقط، لتصبحا من أوائل الطالبات اللاتي يتخصصن في ميكانيكا السيارات، ما جعل الأمر حائلا في البداية أمام العاملين ببعض ورش الصيانة ومراكز التوكيلات الذين كانوا يتعاملون بتحفظ شديد باعتبار أنها مهنة شاقة لا يتحملها سوى أشخاص معينين ليست الفتيات من بينهم.

بدورها أضافت الشقيقة الصغرى المهندسة أسماء، خلال فترة الدراسة تقدمنا لمنتدى شباب مصر وهو عبارة عن مسابقة تجمع المحترفين والعاملين في عدة مجالات إلا أن المسؤولين في بادئ الأمر نصحونا بالتقديم لمجال مختلف عن الميكانيكا لصعوبته، ولكن مع إصرارنا على خوض المسابقة في إطار مجال دراستنا ورغبتنا في الاستمرار به تم قبولنا لنصبح الفتاتين الوحيدتين ضمن أكثر من 20 شخص وتدربنا في الورش التابعة لجهة دراستنا قبل المسابقة بنحو 3 شهور.

لم تكتف إسراء وأسماء بخوض التجربة فقط بل أثبتن تفوقهن بشهادة المسؤولين بعد المشاركة في مسابقة المهارات لتنجحن في الوصول إلى النهائيات ويتم تصنيفهن ضمن المراكز العشرة الأولى، في منافسات ضمت أشخاصا يعملن بالمجال منذ أكثر من 15 عاما، وذلك بعد التنفيذ العملي لما درسنه في قسم الميكانيكا.

وتوضح المهندسة إسراء لـ"مصراوي" أن إتقانهن للمجال بلغ مستويات جيدة حيث أصبحن خلال فترة صغيرة يملكن من العلم والمهارة، القدرة تحديد العطل وإصلاحه أيا كان نوعه.

التفوق الذي حققته الشقيقتان أتاح لهن الحصول على فرصة التدرب في عدد من كبرى توكيلات صيانة السيارات التابعة لثلاث شركات عالمية تملك علامات تجارية شهيرة في عالم السيارات، فيما كان الفوز الأكبر بالنسبة لهن هو تغيير الصورة النمطية بين زملاء المهنة من الذكور والذين تحولت نظرتهم إلى المزيد من التشجيع والثقة في قدرت الفتيات على المنافسة في المجال.

أحلام وطموحات الشقيقتان لم تقف عند هذا الحد، إذ أفصحن عن أملهن في تحقيق إنجاز كبير في مجال الميكانيكا يبدأ بتأسيس مركز لخدمات السيارات يتيح فرص التدريب للشباب والفتيات بشكل خاص، فضلا عن استكمال الدراسة في مجال ميكانيكا الطائرات، فيما تتمثل رسالتهن الأكبر بأن الإرادة والتمسك بالحلم كافية للمنافسة والنجاح في أي مجال دون تفرقة بين رجل وامرأة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان