لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية أول تابوت داخل مقبرة متكاملة لتجسيد طريقة الدفن في الوادي الجديد -صور

12:27 م الجمعة 11 أكتوبر 2019

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

لا تزال الحضارة المصرية القديمة تخرج إلى العالم ما يبهره على مر العصور، في كل بقعة من أراضيها، كما يظهر في منطقة "المكس القبلي" جنوب واحة باريس بالوادي الجديد، والتي عثر فيها على مقبرة متكاملة تجسد تاريخ الدولة القديمة والعصرين اليوناني الروماني.

مدير متحف أثار الوادي الجديد، الآثاري طارق محمود القلعي، أكد أنه جرى عرض تابوت ومومياء داخل المتحف خلال الفترة الحالية بعد العثور عليه داخل مقبرة متكاملة في بداية التسعينيات في قرية "المكس القبلي" التابعة لمركز باريس، والتي تبعد 120 كم عن مدينة الخارجة، وجرى عرض التابوت والمومياء بينما يجري حاليًا عرض باقي محتويات المقبرة داخل أماكن مخصصة بعد فرزها وتصنيفها.

ويقول "طارق"، إن المقبرة جرى اكتشافها عن طريق أعمال البعثات والحفائر المصرية، وتعود لأحد الأثرياء بمنطقة باريس قديمًا، وكان يسمي "بادلي باستت"، وهي باللغة الهيروغليفية تعني "المعطي لباستت"، وتمثل المقبرة نظرًا لاكتمالها أهمية كبيرة للغاية في علم المصريات، حيث تمثل طريقة الدفن المتكاملة للعصر الكلاسيكي اليوناني الروماني.

أضاف "طارق"، أن التابوت وجد داخل المقبرة علي سرير معدني، وبجانبه تابوت آخر يمثل زوجة صاحب المقبرة، ويتجهان بأجسادهما ناحية الشرق والاله "رع"، وجرى وضع التابوتين داخل ملاءة من الكتان، وأسفلهما الأثاث الجنائزي والمكون من أواني فخارية، وكانوبية، والتي يجري بداخلها حفظ أحشاء الجثث، وأواني "الالبستر" للزينة، والخبز، في ظل عقيدة المصري القديم، في البعث، واحتياجه لأدواته للمعيشة بجوار جثمانه، وجرى حفظ كل محتويات المقبرة داخل مخزن متحفي، مع الاكتفاء بعرض التابوت فقط داخل صندوق زجاجي.

ولفت إلى، أن التابوت بداخله المومياء الخاصة بصاحب المقبرة، ولكنها بحالة حفظ سيئة نظرًا لأن صاحب المقبرة، كان رجلًا ثرًيا وليس من طبقة الحكام، وهي أولى المقابر التي جرى العثور عليها متكاملة لرجل عادي وليس من طبقة الحكام والملوك والأمراء في الدولة القديمة.

وتابع إن التابوت به نقوش وزخارف تمثل صاحب التابوت والمقبرة في العالم الأخر، وجاري دراسة عرض المقبرة بشكل متكامل داخل المتحف الفترة الحالية، في ظل العثور عليها متكاملة، لافتًا إلى أنه يوجد علي التابوت في الجزء العلوي زوجين من العيون وهما للإله "أوزوريس"، ومفتاح الحياة، ثم "جعران" ثم رسوم للإلهة "نوت" وهي ربة السماء لدي القدماء، ورسم للمتوفى صاحب المقبرة ويقدمه الإله "حورس" للإله "أوزوريس" للحساب، ثم يوجد في الجزء السفلي من التابوت رسم للإله "أنوبيس" إله الجبانة قديمًا، ثم رسم لصاحب المقبرة وسط أبنائه وهن 3 إناث، و3 ذكور.

وأشار إلي، أن الجزء السفلي الأخير رسوم من التابوت تجسد جزء من عملية "طقس الفم" وهي في المعتقد المصري القديم وقوف الإله "حورس" أمام المتوفى داعيًا له بالشهادة والقسم أنه كان إنسانًا صالحًا، ثم يشهد المتوفى أنه كان يعمل أعمال الخير وأنه كان متزوجا من السيدة المتواجدة بجواره في المقبرة، ومن أهم طقوس الحساب لدى المصر القديم، أنه كان يقسم أمام الإله "حورس" بألا يلوث مياه نهر النيل.

والتابوت عليه رسوم للشقيقتين "إيزيس" و"نفتيس"، ويجسدان آلهة السماء وآلهة الأرض، ثم أخر جزء في التابوت وهو عبارة عن رسم لشكل طائر يسمي قديما طائر "الباه" وهو يمثل روح المتوفى، والتي تخرج لتدخل بوابة مرسومة على التابوت هي بوابة الجنة في المعتقد المصري القديم.

وأوضح، أن التابوت مصنوع من خشب شجر "الجميز"، ويرجع تاريخ التابوت لعام 232 قبل الميلاد أي عمره يتجاوز الألفي عام، وتمثل المقبرة أهمية كبرى لوجودها متكاملة بجميع محتوياتها "التابوت والمومياء والأثاث الجنائزي داخل المقبرة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان