لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصر "ملايين السنين".. "الرامسيوم" يروي وقائع معركة "قادش" (صور)

04:10 م السبت 19 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر – محمد محروس:

على بعد أمتار من مقابر وادي الملوك ومعبد الملكة حتشبسوت، في البر الغربي لعاصمة مصر القديمة، تقف أعمدة معبد الرامسيوم أو كما يطلق عليه "قصر ملايين السنين"، شامخة كالحضارة الذي تنتمي إليها، وتعكس تماثيله عظمة من سكنوا مدينة الشمس قبل آلاف السنين.

ما لا نعرفه عن حضارة 7 آلاف عام أكثر بكثير مما نعرفه، فخزائن الأجداد لم تنضب بعد، وما زالت تعج بالأسرار، فمعبد الرامسيوم الواقع غربي محافظة الأقصر الذي لا يعرف الكثيرون عنه إلا القليل، بناه الملك رمسيس الثاني، يعد واحدًا من أهم المعابد الجنائزية في مصر القديمة، جدران المعبد توثق تفاصيل معركة قادش الشهيرة التي انتصر فيها رمسيس الثاني على الحيثيين.

حجارة متراصة على جانبي طريق ممهد لعدة أمتار، قبل أن تصل لساحة شاسعة تحيطه أحجار وتماثيل ضخمة، ثم ممر محاط بأعمدة أوزيرية بعضها محطم، ثم صرح ضخم تهاوى نصفه يرتفع سقفه إلى مستوى سور المعبد، ويقع المعبد في منطقة الخط الفاصل بين الوادي الأخضر والوادي الصحراوي في البر الغربي.

محمود فرح مرشد سياحي يقول: "هذا المعبد بناه رمسيس الثاني أحد أعظم الملوك في العالم على مر العصور، فقلما تجد موقعًا أثريًا في مصر ليس له بصمة فيه، الرامسيوم معبد جنائزي بناه الملك لتخليد ذكراه ويضم أكبر تمثال فرعوني إلا أن هذا التمثال تحطم قبل قرون بفعل الزلازل والجزء العلوي منه ملقى بجوار بوابة المعبد".

يضيف فرح: "يحتوي المعبد على مناظر مهمة لتخليد ذكرى المعركة الحربية الشهيرة قادش والتي استطاع فيها رمسيس الثاني بحسب روايته على الجدران، الانتصار على ملك الحيثيين، حيث تضم هذه النقوش مناظر لرمسيس الثاني بالعجلة الحربية، وهو يدك حصون الأعداء، بالإضافة لمناظر تقديم القرابين من الملك رمسيس الثاني للإله آمون رع المعبود الأساسي لطيبة ومصر في الدولة الحديثة التي تعود لحوالي 3500 عام".

يتابع فرح: "يوجد في سقف أحد صالات المعبد مناظر للأجرام السماوية التي استخدمها المصري القديم في تحديد فترات الزراعة وفيضان نهر النيل وللأسف تعرض الجزء الخلفي منه للدمار بفعل الزلازل".

ويقول الأثري سيد إبراهيم: "معبد الرامسيوم أحد أجمل المعابد المصرية التي لم تأخذ حقها في الشهرة والصيت رغم أهميته الأثرية الكبيرة كونها يضم بعض الآثار النادرة والتي توثق نقوشها تفاصيل معركة قادش الشهيرة".

يضيف إبراهيم: "رغم أن المعبد غير مكتمل وتعرضت أجزاء كبيرة منه للانهيار بفعل العوامل الطبيعية إلا أن يضم بقايا طرق وأعمدة أوزيرية محطمة وصرح ضخم محاط بسور يرتفع إلى مستوى سقف الصرح، وعثرت بعثة الآثار المصرية الفرنسية مؤخرًا على أجزاء أخرى من المعبد ترجع إلى عصر الأسرتين الـ19 و20 وتضم مجموعة أبنية كانت مخصصة للجزارة ومخازن ضخمة ومطابخ عامة ومدرسة كانت مخصصة لتعليم أبناء العمال".

ورمسيس الثاني حكم مصر لمدة 67 عام واستطاع بعد الانتصار على أعدائه بإبرام أول معاهدة للسلام في التاريخ وتزوج الملكة نفرتاري وبنى لها معبدًا جميلًا بجوار معبده في أبي سمبل.

فيديو قد يعجبك: