لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو- صيد الطريشة.. فعل خير واستخلاص الزيت لعلاج المرضى في الوادي الجديد

11:24 م الثلاثاء 15 يناير 2019

صورة من محتوى الفيديو

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تنتشر الحية التي يطلق عليها "الطريشة" في الصحراء الغربية بصفة عامة، وفي الوادي الجديد بصفة خاصة القرى، لذلك يلجأ العديد من أبناء الواحة لعم "سعيد" لإنقاذهم منها من خلال صيدها بأدوات بسيطة نجح في تصنيعها محليًا.

ففي داخل الصحراء يتجول سعيد، المعروف بصائد الأفاعي، لتتبع أثر الأفاعي السامة بحذر وبمهارة عالية ثم يلاحقها داخل جحورها لاصطيادها وترويضها فى رحلة بحث تعتبر الأكثر خطورة فى يومه.

وينتشر ثعبان الحية طوال العام ولكن يكثر ظهورها مع بداية شهر مارس وتستمر حتى نوفمبر من كل عام لتخرج من جحورها للبحث عن الطعام والتقاط فرائسها ويتم استغلال هذه الفترة لتبدأ عملية البحث عنها.

سعيد أحمد محمد حمزة، موظف بإدارة مرور الوادي الجديد بمدينة الخارجة، من أبناء واحة الخارجة، يبلغ من العمر 58 سنة.

يطلق على نفسه فاعل الخير بسبب اصطياده للحية أو ثعبان "الطريشة " أخطر وأشرس ثعابين الصحراء والتي يعتبر سمها أشد أنواع السموم فتكا بالإنسان والحيوان حيث هناك مقولة محلية يتدوالها البعض تقول " اللي قرصته الحية جهزوا له الميه" والمقصود تجهيز المياه له لتغسيله كناية عن شدة خطورة لدغتها علي الإنسان وتعرضه للموت.

التقى "مصراوي"، مع عم "سعيد "داخل الحقل الخاص به جنوب مدينة الخارجة في منطقة " البارموادي" حيث يتولى زراعة قطعة أرض وخصص غرفة داخل الحقل للاستراحة له لعمل الشاي الساخن والوجبات الخفيفة بالإضافة الي تجميع عبوات بلاستيكية مليئة بثعبان الحية، حيث إن مليئة بعشرات البرطمانات البلاستيكية التي يوجد بداخلها الحية متراصة بجوار بعضها وكأنها للعرض.

أكد سعيد، أنه يصطاد الثعابين التي تكثر في جبال الوادي الجديد ويسلخها ويستخلص دهونها ويخلطها بزيت الزيتون ويحولها لدواء يخفف الأم العظام والتهابات الروماتيزم المزمنة مجانا ولوجه الله ولا ينتظر أجراً.

وقال إنه يقوم بهذا العمل منذ 20 سنة وورثه عن والده منذ أن كان صغيرا ويبغ من العمر حوالي 15 سنة، الذي كان يقتفي أثر الثعابين لمسافات بعيدة وكان يقتل الحية في الحال، لكني اقوم بحفظه في برطمانات بلاستيكية بعد عمل عدة فتحات فيها للتهوية والتنفس وأقوم بمعاونة أحد أصدقائي بسلخ الثعبان وأخذ الدهون الموجودة في ظهره ووضع كميات زيت زيتون ساخنة عليها حتي تتفاعل مع الدهون ثم أقدمها بالمجان للمحتاجين من المرضي الذين يشكون من الأم العظام، وهناك تجارب كثيرة تمت وشفي ناس كثيرون من الأمراض.

وأوضح عم سعيد، كيفية اصطياد الثعبان، ويكشف عن السر الرئيسي في ذلك وهو " اللاقط" عبارة عن ماسورة حديد رفيعة وعليها مقبض وتشبه المسدس الرشاش وحزام يتم من خلاله عملية الاصطياد وجري تصنيعها داخل ورش المنطقة الحرفية بمدينة الخارجة، وعند حدوث الإصابة بلدغة الثعبان، تبدأ الإسعافات الأولية بقطع مكان الإصابة في الحال أو يجري الكي بالنار حتى يمكن وصول المريض لأقرب مستشفي.

لفت الي، أن ما يجري اصطياده من أفاع يتم تخزينها لمدة عام كامل حتى نستطيع تجميع أكبر عدد ممكن وفى نهاية العام تذبح الكمية المجمعة ونستخرج الجلود والدهون والزيوت منها للاستفادة منها أما فى صناعة الجلود أو معالجة مرضى السكر والأمراض الجلدية وتساقط الشعر.

أشار الي، أن مهنة صيد الأفاعي تحقق عائدًا ماليًا جيدًا حيث يختلف سم الثعبان والأفعى حسب الحجم والنوع والمكان إلا أنه رفض عروض كبيرة من شركات أدوية، مفضلًا مساعدة الفقراء وأهل قريته مجانًا فمقدار ما يتم استخلاصه من زيت الحية يمكن أن يباع بمبالغ مالية كبيرة فمثلا مقدار صغير من الزيت يملئ عبوة قطرة عين يصل الي 800 جنيه بينما زجاجة كبيرة مثل زجاجات المياه الغازية بحجم لتر تقريبا تصل الي 25-30 الف جنيه من زيت الحية الخام ولكن لا أبيع هذا الزيت بل امنحه للمرضي خاصة الفقراء منهم بالمجان.

وقال عم سعيد، إن استخلاص مقدار عبوة قطرة العين من زيت الحية بعد سلخ من 12- 15 حية واستخراج دهنها المتواجد في وسط جسمها علي هيئة قطعة صغيرة جدا من الشحم تزن 3 جرام الي 5 جرام وتخلط بعد إذابته علي النيران مع زيت الزيتون لعلاج العظام وخشونتها وتطهير الجروح وتقوية وتغذية الشعر وإعادة إنباته خاصة في مناطق التي تصيبها مرض " الثعلبة" بالإضافة إلي تطهير مواقع الجروح لمرضى السكر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان