لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور- قصة بنتين من بورسعيد.. مريم وجودي تتحديان الظلام بالبيانو

10:35 م الإثنين 14 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:

مريم وجودي بنتين من بورسعيد، نجحتا في تحويل نغمات البيانو إلى مشكاة نور تتحدى الظلام.

ذاع صيت الطفلتين الكفيفتين الفترة الماضية بسبب موهبتهما في العزف على البيانو والغناء والتقليد، ولم تعد تخلو أي احتفالية على أرض المدينة الساحلية منهما، ليس فقط بسبب موهبتهما التي نالت إشادة الجميع وحصلا بسببها على العديد من الجوائز وشهادات التقدير. ولدتا بإعاقة بصرية منعتهما من رؤية الدنيا فأضاءتا لنفسيهما طريق في الحياة بمصباح نور عبر نغمات الموسيقى.

مريم ولدت كفيفة

"مصراوي" انتقل إلى منزل أسرة الطفلتين "مريم وجودي" للتعرف عن كثب على قصتهما، والبداية كانت مع والدتهما هويدا أحمد عبدالهادي، التي ظلت محافظة على ابتسامة الفخر بطفلتيها طوال حديثها معنا، وبدأت حديثها قائلة:"رزقني الله سبحانه وتعالى بمريم واكتشفت أنها كفيفة، عندما بلغت 5 أشهر، من خلال متابعتي لنظراتها مع ما حولها وتكيفها مع الألوان مقارنة بأخيها الأكبر منها بسنة أثناء مروره بنفس المرحلة العمرية.

تابعت "أكد لي الدكتور أنها معاقة بصريًا، ومنحنا الله تعالى تقبل الأمر والرضا والصبر وقررنا أنها ستكون مثل أخيها في التربية، وكل شيء لدرجة إنها عرفت أنها كفيفة في عمر 7 سنوات من تلقاء نفسها نتجية أننا لم نشعرها أنها مختلفة عن أحد".

البيانو وبرايل

استكملت والدة مريم وجودي حديثها بنفس نبرة الفخر والثقة :"تعلمت مريم طريقة (برايل) في المنزل عن طريق مدرس يعلمها القراءة والكتابة بهذه الطريقة، كما تعلمت أنا أيضًا معها حتي أتمكن من مساعدتها في مذاكرة دروسها، خاصة وأن كل المواد والمقررات التعليمية الخاصة بها يتم كتابتها على الكمبيوتر (وورد) ثم يتم تحويلها إلى كتابة (برايل)، وهي الحمد لله متفوقة دراسيًا وحصلت على المركز الأول على مستوى المحافظة بالشهادة الابتدائية، وحققت إنجازات عديدة في حياتها، فهي مستمرة في طريقها لتعلم البيانو من خلال الدراسات الحرة بكلية التربية الموسيقية، وتحلم بالالتحاق بكلية الإعلام".

الإعجاب بدلًا من الشفقة

وعن قصة ابنتها الصغيرة "جودي" قالت: "في الوقت الذي اكتشفنا فيه أن لدى مريم موهبة العزف واستعدادها لتنمية موهبتها رزقنا الله تعالى بـ"جودي" أختها الصغرى، وهي أصغر من مريم بتسع سنوات، وبعد ولادتها بشهر اكتشفت أن لديها نفس المشكلة، وأنها كفيفة مثل أختها وتقبلنا الوضع أيضًا وكانت بداية مرحلة جديدة في حياتنا بإصرار آخر.

وتابعت "كانت ثقافة المجتمع عائق أمامنا وكان التحدي هو كيف أجعل كل من يرى بناتي ينظر إليهما بإعجاب وإشادة بدلًا من الشفقة، فلقد وقفت جودي وهي لديها 3 سنوات على المسرح، وأبهرت الجميع وشبهوها بسعاد حسني، وفيروز، حيث أنها تغني وتقلد العديد من الشخصيات ومن بينهم فطوطة، وهي في نفس الوقت لم تتشكل شخصيتها بعد، وأرى أن لديها مواهب عديدة، ولقد شاركت هي وأختها في حفلات عديدة ومؤتمرات آخرها مؤتمر "مصر تستطيع" الخاص بالتعليم وانبهر الجميع بها"، مختتمة حديثها بعبارة: "الحمد لله حولنا المحنة إلى منحة".

مريم تتحدث

بنفس نبرة الفخر والثقة تحدثت إلينا الطفلة مريم محسن عبدالناصر، صاحبة الـ 14 عامًا، قائلة: "بدأت أعزف على الأورج وأنا في الصف الثالث الإعدادي وكان وقتها عندي حوالي 8 سنوات ونصف، والبداية كانت من أورج الأطفال الذي كان يحضره لي أبي، ومن خلاله بدأت أقوم بعدد من الألحان، فاستمعت والدتي لذلك وأُعجبت به ووقتها طالبتها بمساعدتي في تعلم الموسيقى كخطوة جديدة في حياتي، وبالفعل بدأت أتعلم وأشعر بتحسن مستواي يومًا تلو الآخر، الأمر الذي شجعني لتحويل وجهتي إلى البيانو بدلًا من الأورج".

تكريم وأمنية

تابعت "مريم" حديثها :"تم تكريمي في العديد من الفعاليات وشاركت بمسابقة إبداع، وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، كما تم تكريمي من رئاسة الجمهورية وحصلت على درع ملتقى أولادنا لذوي القدرات الخاصة، وشاركت بحفلات على مسرح الأوبرا والجيش الثالث الميداني"، مختتمة حديثها قائلة :"دائمًا كنت أقول لنفسي أنني لست مختلفة وأستطيع أن أفعل كل شيء، وأتمنى في المستقبل أن أكون إعلامية بجانب حبي للموسيقى".

 

فيديو قد يعجبك: