لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- "مصراوي" في قرية ورق البردي.. من هنا كُتبت سطور التاريخ

07:32 م الخميس 13 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب:

مهنة تحمل عبق التاريخ وبراعة المصريين منذ ميلاد الفراعنة على أرض طيبة وعلى مدار 7 آلاف سنة، فلولا "البردي" لضاعت أسرار العديد من المجالات التي برع فيها الفراعنة القدماء، والتي لم تكن لتصل إلا بكتابتها عبر مخطوطات وبرديات حفظتها لآلاف السنين.

"تاريخ مُهدد بالإنقراض".. كان هذا لسان حال أهالي قرية "طوخ القراموص" التابعة لمركز ومدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، وهم يشاهدون مهنة أجدادهم تتضائل يومًا بعد الاخر، خاصةً وأن القرية هي الأولى والوحيدة على مستوى العالم في زراعة وصناعة نبات وورق البردي.

"90% من الحريم بيقوموا بعملية التصنيع علشان تربية عيالهم".. قالها سعيد طرخان، أحد رواد القرية وصناعتها لـ"مصراوي" موضحًا أن أغلب الفتيات ممن يتعلمن الصناعة يُعلمن أبنائهن بعد الزواج لحفظ المهنة من الإندثار.

"البردي" يمر بخطوات يصل زمنها لنحو 7 سنوات حتى يُصبح جاهزًا للبيع والاستخدام، وفق ما يوضح طرخان: "بيتزرع ويفضل سنة علشان ينبت ويرعر وينفع نشتغل بيه، وبعد كدة بيفضل في الأرض 6 سنين نقص فيها النبات ونسيب الجدور علشان يطلع تاني، لكن بعد 6 سنين الجدور بتقفل الأرض وبتمنع النبات إنه يتغذي فبنطر نقلعه ونزرع غيره من جديد".

وتهتم الصناعة بتحويل البردي من نبات إلى ورق يمكن تطويعه في استخدامات عدة؛ فلكي يتم التحويل إلى ورق خام يقوم المزارعين بأخذ "العيدان" من الأرض، وقصها لعدة مقاسات، حسب الطلب، ثم تحويلها لمجموعة شرائح يتم تخميرها بـ"الطبخ" أو "السلق"، وهي الطُرق المتبعة لتحويله من مادة صلبة إلى مادة لينة يتم رص كل ورقة منها داخل قطعة قماشة، قبل أن يتم عصر الورق وتركه يجف ليكون جاهزًا للاستخدام.

"مش ممكن نتخلى عنها مهما حصل".. قالتها أم محمد، إحدى سيدات القرية لـ"مصراوي" لافتةً إلى أن عملية الطلب على ورق البردي تراجعت بصورة كبيرة خلال السنوات العشرة الماضية و"الدنيا مش مظبوطة".

وتابعت: "مستحملين الغُلب علشان دي مهنة جدودنا والحاجة الحلوة اللي عاملة لنا قيمة وسط بلاد الدنيا كلها.

والتقط طرخان أطراف الحديث مرةً أخرى، منوهًا بأن القرية هي الوحيدة التي يقوم جميع أهلها بزراعة وصناعة نبات وورق البردي، إلا أن الأحوال المعيشية لأهل البلدة تراجعت في ظل قلة الطلب على المنتج، فيما يتواصل أهل القرية مع عدد من الرسامين وأصحاب المطابع بالقاهرة، إذ يبلغ نحو 99% من إنتاج القرية ورق خام، حيث أن الفنانين يأخدون "الخامة فاضية"، بينما تكون العلاقة بالمعارض بصورة غير مباشرة، إلا أن أصحاب المراسم والمطابع يقومون بدور همزة الوصل بين الطرفين.

فيديو قد يعجبك: