لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور- توارثتها الأجيال واصطدمت بآليات السوق والتكنولوجيا.. قصة "الجوبلان والكليم" في كفرا

12:20 ص الثلاثاء 14 أغسطس 2018

كفرالشيخ - إسلام عمار:

ورشة صغيرة متخصصة في صناعة الجوبلان اليدوي ضمن ورش عديدة بمركز فوه في محافظة كفرالشيخ، بها ماكينة تصنيع يدوية تقام على عروق من الأخشاب تعلوها الأصواف، والمادة المصنعة، وأدوات التصنيع.

"مهنة صناعة الجوبلان اليدوي توارثناها أبًا عن جد أعمل فيها بقالي 34 سنة، وأي حرفي اشتغل فيها تعلمها بالوراثة"، هكذا قال دربالة جابر محمد، 47 سنة، صانع الجوبلان والكليم اليدوي، بمركز فوه في محافظة كفرالشيخ، وهو يروي تاريخه مع مهنته وفنه ومكانتها بين الصناعات والحرف اليدوية.

قال "دربالة" في حديثه لـ"مصراوي": "بدأت المهنة وأنا عندي 12 سنة 1984 واتعلمتها من أخي الأكبر وهي مهنة معروفة إنها مهنة وراثة من أيام الجدود فمدينة فوه من المدن المشهورة بالآثار الإسلامية، ومهنتنا عاشت عصرها الذهبي أثناء الفترة الإسلامية"

وتابع قائلًا: "كانت أول قطعة اشتغلتها عبارة عن لوحة من الجوبلان الصوف منقوش فيها الأهرامات والنخيل طلبها تاجر يقيم بمركز فوه واستغرقت وقت عملها معي 3 أيام وبالفعل اشتراها التاجر بعد أن أعجب وانبهر بها ودفع مبلغ 20 جنيهًا وكنا وقتها سنة 1984 لما كان عمري 12 سنة في أول طريقي".

وأضاف: "مهنة صناعة الجوبلان والكليم اليدوي كانت في سنوات ماضية مصدر رزق وفاتحة بيوت كثير من الناس ولكن مع الوقت بدأت تنقرض تدريجيًا فبدأ أصحاب الأعمار المتوسطة الذين يعملون بها في هجرها، واتجهوا إلى أعمال أخرى، كلها أعمال لا تليق بمهاراتهم المشهورين بها، وفنهم الراقي، فمنهم من عمل بائع متجول، ومنهم سائق تروسيكل وتوك توك وعامل بناء".

وأكد "دربالة" أن سبب هجر هؤلاء لمهنتهم يعود لعدم وجود رعاية واهتمام بالعاملين بها خاصة بعد ظهور صناعة السجاد بالماكينات والتكنولوجيا الحديثة، وظهور أصناف أخرى من المفروشات تعرض للبيع في المحال المتخصصة بالمفروشات وغيرها من محال بيع الأجهزة المنزلية، إذ يُقبل المواطن أو ربة المنزل على شراء المفروشات الجاهزة ويبتعدون عن الصناعات اليدوية مثل الجوبلان والكليم بالرغم من أهميتهما".

وأوضح فنان الجوبلان والكليم أنه بسبب عدم الإقبال على شراء منتجاته اضطر لشراء "توك توك" للعمل عليه، واصفًا عمله الحالي بالشغل القليل في حين أنه رب أسرة، وكل يوم تزداد عليه الأعباء المعيشية ولا يمتلك أي حرفة أخرى سوى حرفته الحالية، والــ"توك توك" ليعينه على ظروف الحياة وتوفير نفقات أسرته.

وأشار إلى أن الحل في يد الحكومة المصرية من خلال إقامة معارض خاصة بمنتجات الجوبلان والكليم في الأماكن السياحية أو في المناطق المشهورة بالآثار الإسلامية لأن أكثر الناس إقبالًا على الجوبلان والكليم هم الأجانب القادمون من الخارج فهم يقدرون تمامًا قيمة هذه الصناعات القديمة، وكذا إقامة معارض للمنتجات في السفارات المصرية بالخارج، ووقتها سوف تحدث انتعاشة في عملية صناعة الجوبلان والكليم وتعود لسابق عهدها.

وفي نهاية حديثه لـ"مصراوي"، وجه رسالة لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، قائلًا: "أتمنى من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة الاهتمام بالمهنة من خلال تعليمها في قصور وبيوت الثقافة عن طريق تنظيم ورش العمل باعتبارها مهنة تراث قديمة يجب الحفاظ عليها وترويج وتسويق منتجاتها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان