خرج في نزهة وغرق داخل بالوعة.. "كريم" رضيع قتله الإهمال بالبحيرة (صور)

البحيرة – أحمد نصرة:

عقب فترة راحة قصيرة اقتنصها لالتقاط أنفاسه وتناول وجبة طعام داخل منزله تهيأ "سامح" سائق التوكتوك البسيط للنزول والعمل في الفترة المسائية كعادته في ليالي الصيف، اصطحب أسرته الصغيرة معه ليهرب بها من حرارة الجدران ليتركها بمتنزه عام، على أن يعود لاصطحابهم والعودة للمنزل في نهاية عمله.

في مدينة بسيطة كالدلنجات، بمحافظة البحيرة خيارات الترفيه والتنزه تعد على الأصابع، واحدًا منها متنزه الفارس العربي، أو كما يطلق عليه "ميدان الحصان" وهو ميدان بطرف المدينة جرى تطويره ليصبح متنفسًا للأهالي، طبع سامح قبلة على جبين رضيعه "كريم" وودع الزوجة وتركهما بالمتنزه على أمل العودة إليهما عقب انتهائه من عمله.

لحظات قليلة شردت فيها "أم كريم" في الحديث مع إحدى النسوة كانت كافية لتلتفت حولها فلا تجد رضيعها ذو الأربعة عشر شهرًا والذي كان يحبو تارة ويسير بتعثر تارة أخرى، جن جنون الأم وأخذت تبحث بهستيريا عن طفلها وهواجس اختطاف الأطفال تتلاعب بعقلها.

يروي أحمد العجيبي تفاصيل الحادث: "بالبحث عن الطفل عثر عليه داخل بالوعة مفتوحة، ليتم انتشاله من داخل المياه الموجودة بها في حالة خطيرة، وعقب نقله لمستشفى الدلنجات، حوله لمستشفى الغزل بكفر الدوار ومنه إلى أحد مستشفيات الإسكندرية، إلا أنه توفي في طريقه إليها".

"من المسؤول عن سقوط طفل في بالوعة مفتوحة بميدان الفارس العربي الذي جرى تطويره منذ شهور قليلة؟، هل المتبرع الذي لم يهدأ حتي غير اللافتة الخاصه بالميدان وكتب اسمه عليها؟، أم المسؤول رئيسة المدينة التي تجوب الدلنجات ولايهمها سوى الصور؟، دم هذا الطفل في رقبة من؟" يتساءل حسن عبدالرحمن من أهالي الدلنجات:

وقال أشرف هندي من أبناء الدلنجات: "كنت معدي من المكان ده مرة بالليل ولقيت كتير من غرف الصرف بلا غطيان استغربت جامد وقولت إزاى الغرف دى تنساب كده فعدى واحد بعربيته من سكان المنطقه لقانى واقف ومش عارف أعمل إيه ومش لاقى حاجه نغطى بيها الغرف فقولتله ينفع كده قاللي هنعملو ايه بتوع الخرده بيسرقو الغطيان قولتله بردو ماتنفعش تنساب كده وكده اولادكو فى خطر وللاسف لا ننتبه الا بعد وقوع المصيبة"

وقال محمد عتمان- محام: "سبق أن حذرت قبل أكثر من عام من انتشار البالوعات في الميدان ونشرت صورًا لها وأشرت إلى الخطورة الشديدة لذلك خاصة وأن المكان عبارة عن متنزه مسائي للعائلات والأطفال ولكن كعادتنا ننتظر وقوع الكارثة حتي نتحرك".

وحررت الوحدة المحلية لمركز ومدينة الدلنجات محضرًا برقم 2 جنح الدلنجات تتهم فيه شركة مياه الدلنجات بالمسؤولية عن الحادث ذكرت خلاله أن شركة مياه شرب الدلنجات أصلحت ماسورة مياه بجوار ميدان الفارس العربي بمدخل مدينة الدلنجات وفتحت غطاء غرفة المحبس الرئيسي لخط المياه والموجود داخل الميدان وعند انتهاء العمل لم تضع الغطاء على الغرفة ما أدى إلى سقوط الطفل.

وطالب النائب محمد عمارة، عضو مجلس النواب بمحافظة البحيرة، بإقالة رئيسة مدينة الدلنجات بالمحافظة، وأشار، إلى أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه المتسببين في هذا الإهمال الذي طالما تم ذكره في كثير من المخالفات، وأنه لن يتوان لحظة في إرجاع حق الطفل، مؤكدًا تواصله مع وزير التنمية المحلية في هذا الشأن ووعده بتشكيل لجنة لبحث الأمر ومحاسبة المقصرين.

ويقول سامح أبوسيف والد الطفل: "مجلس المدينة مأجر كل الحدائق بالفلوس وده المكان الوحيد اللي ممكن الغلابة يقعدوا فيه، ويشموا شوية هوا، سايبينه مهمل بالشكل ده ذنب ابني إيه ومين يجيبلي حقه ويحاسب المسؤولين"