مبادرة "الأبلكاش" تواجه السوق السوداء.. وصناع أثاث: "50 لوح ميعملوش أوضة"
دمياط – محمد إبراهيم:
سادت حالة من الجدل إزاء مبادرة الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط، بشأن طرح كميات من "الأبلكاش" المستخدم في صناعة الأثاث للبيع عبر منفذ واحد بسعر مخفض، تزامنًا مع وصول سعر اللوح الواحد إلى 115 جنيهًا في السوق السوداء.
وتضمنت المبادرة التي بدأ العمل بها السبت، بيع "الأبلكاش" من منفذ يقع بطريق مفارق السيالة بسعر 92 جنيهًا للوح الواحد، بشرط تحديد كمية تقدر بـ 50 لوحًا لكل فرد، مساهمة في حل مشكلة ارتفاع الأسعار وخصوصًا الخامات المستخدمة في الصناعة ودعمًا لصغار الحرفيين.
يقول أحمد جابر، نجار، إن هناك شروط تعجيزية بسبب تحديد 50 لوح أبلكاش فقط، الأمر الذي لا يمكن أن يكون عمليًا، موضحًا "الكمية دي تعمل غرفة واحدة ولو ورشة واقف فيها 3 صنايعية يبقى خراب بيوت، ولازم البطاقة اللي بتاخد بيها يكون فيها مهنتك نجار، وده مش عملي لأن معظمنا بيكتب عامل وبعض أولادنا معاهم كليات وشغالين معانا".
وأضاف جابر أنه من الضروري إدارة أزمة "الأبلكاش" في دمياط وارتفاع سعره بشكل عملي لأن دمياط كانت بلا بطالة ولكنها تعاني في الوقت الحالي من الركود الاقتصادي ووقف الحال، على حد تعبيره.
ويوضح عمرو حاسب، مالك ورشة أثاث، أن هناك المئات من الورش التي أغلقها أصحابها أو جرى تحويلها إلى مقاه أو مطاعم أو محلات بقالة، مبينًا أن مبادرة بيع الأبلكاش عبر المنفذ غير كافية، وتابع "الشغل متكدس داخل الورش والمعارض والناس بتمشي الصنايعية ومفيش حركة بيع ولا شراء، كل حاجة بتغلي، ومحتاجين الحكومة تقوم بدورها".
ولفت إلى أن بعض أصحاب الورش مضطرون إلى شراء الأخشاب والأبلكاش من السوق السوداء رغم ارتفاع الأسعار بسبب تحديد الكمية فضلا عن ضيق الوقت، موضحًا "مين هيستنى ياخد 50 لوح ومطلوب منه 10 غرف، محتاج 400 لوح، المسئولين مش شايفين الصورة كاملة وفيه بعض التجار محتكرين السوق وعايزين مصلحتهم بس على حساب الغلابة".
من جانبه، اعتبر محمد أبو النجا، مالك معرض لبيع الأثاث، أن المبادرة خطوة جيدة لتقديم الدعم لصغار الحرفيين في الوقت الذي يشهد فيه السوق طفرة فى أسعار الخامات، مطالبًا الغرفة التجارية بالتدخل وطرح حلول عاجلة لأزمة الأبلكاش، وتابع "فيه قرى كانت معروفة بجودة الشغل فيها الصنايعية قفلوا الورش واتجهوا للمخدرات، اللي مش مصدق من المسئولين ينزل البصارطة والشعراء"، كما طالب بإنشاء مصنع أو مصنعين لتصنيع الأبلكاش.
وفي أبريل، أطلق محافظ دمياط مبادرة لبيع لوح الأبلكاش "c" بجميع أنواعه بسعر 85 جنيها لمدة أسبوعين للصناع فقط، على أن يلتزم جميع مستوردى وتجار الأبلكاش بالبيع بسعر 92 جنيها بعد انتهاء المدة المقررة لتلك المبادرة لمدة خمسة أشهر.
وأكد المحافظ أن هناك العديد من الأساليب الرقابية والإدارية التى تستخدم فى الحصول على بيانات حقيقية ودقيقة عن عملية الاستيراد والتصدير الخاصة بالأبلكاش، موضحًا أنه من الأفضل القيام بتلك المبادرات حتى لا يضيع حق الصانع بين التاجر والمستوردين.
وبيّن أن أقصى كمية للبيع بتلك المبادرة هى 50 لوحا خلال عملية الشراء الواحدة بالبطاقة الشخصية أو السجل التجارى، كما أكد أنه سيتم مراقبة عملية البيع والشراء من خلال مباحث التموين.
كما أعلن أن شركة دمياط للأثاث بصدد التعاقد مع أحد التجار لإنشاء مصنع لتصنيع الأبلكاش، ووجه تعليماته لجميع تجار ومستوردى الابلكاش بضرورة تقييد كل من يتقدم بالشراء داخل السجل الخاص بالمخزن بوجود البطاقة الضريبية للمتقدم بالشراء أو البطاقة الشخصية مع توقيعه داخل السجل مقابل الحصول على فاتورة من التاجر.
فيديو قد يعجبك: