"رحلة إلى الآخرة".. "صالح" اصطحب أسرته للإجازة فماتوا جميعا في حادث مروري (صور)

الدقهلية - رامي القناوي:
"شغل في شغل" حياة بلا راحة، بلا إجازات، هكذا هي حياة أغلب رجال الشرطة، الذين يضحون في كثير من الأحيان براحتهم لضمان أمن وسلامة المواطنين.

طوال سنوات يُلِح أبناؤه وزوجته عليه للحصول على إجازة للتنزه ولو بضعة أيام، يقضونها في المصيف، يرون البحر ويستمتعون بالشمس ورمال الساحل الساحرة، وأخيرًا وافق الأب صالح مصطفى صالح، أمين الشرطة في إدارة مرور بورسعيد، على قضاء إجازة ورحلة مصيف مع زوجته "ندى" وأبنائه "محمد" 11 سنة، و"مصطفى" 10 سنوات، و"إياد" 5 سنوات.

حزمت الأسرة أمتعتها متأهبة للرحلة الموعودة، وتوجهوا لقضاء إجازتهم في مدينة السحر والجمال، شرم الشيخ، في محافظة جنوب سيناء، لكن يبدو أن الرحلة لم تكن من نصيبهم إذ حال القدر دون وصولهم إلى مبتغاهم، فانقلبت بهم السيارة بعد أن اصطدمت بأتوبيس سياحي على طريق شرم الشيخ.

في البداية لم يفسر أهالي قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، من جيران أهل الأمين صالح، ما سمعوه من صراخ خرج من داخل منزله، إذ اعتقدوا في بداية الأمر وقوع حادثة داخل المنزل، حتى هرعوا إلى هناك ليخبرهم ذويه قائلين "الكابتن صالح مات ومعاه كل أسرته"، إذ تلقوا اتصالا هاتفيًا من مديرية أمن جنوب سيناء تبلغهم بمصرعه وأسرته كاملة في حادث طريق مع أتوبيس سياحي أثناء توجههم إلى مدينة شرم الشيخ.

"كان ابن موت وقبل كده اتعرض لحادث سير كاد أن ينهي حياته".. بتلك الكلمات روى وليد سمير عبدالمقصود، شقيق زوجة المتوفي، مشيرًا إلى أن زوج شقيقته يعمل أمين شرطة في إدارة مرور بورسعيد، الذي اعتاد على الذهاب والإياب على الطرق السريعة، وفي إحدى المرات نجى من موت محقق، بعد أن انقلبت به سيارته أثناء عودته إلى البلدة.
وأضاف أن الجميع يشهد لـ"صالح" بحسن الخلق والمعاملة الحسنة، موضحًا أنه استيقظ يوم السفر في السادسة صباحًا، وحمل الأمتعة إلى سيارته، واصطحب أسرته في رحلة إلى مثواهم الأخير.

بينما قال طاهر عابد، ابن عم المتوفى: "إن خبر وفاة الأسرة وقع كالصاعقة علينا جميعًا ولم نستطع إخبار والدة صالح، إلا بعد وصول الجثمان إلى القرية"، مشيرًا إلى أنه عقب ذهاب "صالح" وأسرته إلى شرم الشيخ، كانت والدته تتصل به من حين إلى آخر، وبعد فترة أُغلق الهاتف فشعرت بقلق شديد، حاولنا تهدئتها وتحججنا بضعف شبكة المحمول، نظرًا للطبيعة الصحراوية في تلك المنطقة".
وأوضح نجل عم المتوفى: "أنه عند وصول جثامين الأسرة، أخبرنا الأم بالحادث فسقطت مغشيًا عليها، ونُقلت إلى المستشفى في حالة يُرثى لها بعد أن فقدت الابن والأحفاد وزوجة الابن في يوم واحد".

وطالب "عابد" بمحاسبة سائق الأتوبيس السياحي الذي اصطدم بهم، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن إهمال جسيم من سائق الأتوبيس واصطدامه بهم بالمواجهة ما أدى إلى مصرعهم جميعًا.
وشيع الآلاف من أهالي القرية جثامين الأسرة ظهر اليوم السبت، عقب وصولهم بعد أداء صلاة الجنازة بالمسجد الكبير، في مشهد جنائزي مهيب.
لقيت الأسرة مصرعها، أمس إثر حادث تصادم بين أتوبيس سياحي وسيارتهم، على بعد 20 كيلو متر، على طريق "شرم الشيخ - الطور" في اتجاه الطور، ما أدى إلى مصرعهم جميعًا، ونقلت الجثامين إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي، قبل أن تنقل اليوم إلى ميت تمامة بمحافظة الدقهلية، مسقط رأسه، ومحل إقامته والأسرة.