بالفيديو والصور.. "وجيه" يروي كيف أماتوه وعاد بعد 17 عامًا من تربة الغربة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
سوهاج – عمار عبد الواحد:
ترك بلدته "جزيرة محروس" التابعة لمركز أخميم شرقي محافظة سوهاج، باحثًا عن الرزق مثله مثل ملايين من الشباب المصري، لكنه لم يتصوّر أنه بعد غياب 17 عامًا سيجد اسمه في دفاتر الموتى.
قُيّد وجيه يوسف فهيم إبراهيم، 43 سنة، عامل، في دفاتر المتوفين عام 2010، في هذه الأثناء كان في المملكة الأردنية، يبحث عن رزقه، وكان غادر "جزيرة محروس" عام 2001، وانقطعت الاتصالات بينه وبين أسرته حوالي 6 سنوات، ليفقد أهله وزوجته الأمل في عودته، فأصبح بالنسبة لهم ميتًا، ردد عدد من أهل القرية وأقاربه أنه مات هناك.
"مصراوي" التقى "وجيه" الذي أصرّ أن يحكي حكايته في حقله، كأنه يريد أن يوصل رسالة مفادها أن الأرض هي الأصل والجذور هنا لا يجب أن تبرح مكانها.
تحدث "وجيه" بين نباتات الذرة، عن رحلته التي استغرقت 17 عامًا، حتى عاد يوليو الجاري، وتوجّه إلى السجل المدني بمركز أخميم لاستخراج بطاقة رقم قومي، ففوجئ بأنه غير مقيد ضمن كشوف المواطنين.
"سافرت عام 2001، عاملًا في المعمار بواقع عقد إلى المملكة الأردنية، وكنت أتواصل مع أسرتي عن طريق الهاتف الأرضي حتى عام 2005، بعدها انقطع تواصلي معهم، بسبب فقد رقم الهاتف الأرضي، وتغيير محل الإقامة أثناء العمل.
وتابع أن انقطاع التواصل مع أسرته استمر حتى عام 2011، قائلًا "وقتها كنت أريد العودة مرة أخرى لأسرتي وزوجتي التي أنجبت طفلاً صغيرًا توفي، إلا أن قيام ثورة يناير، ومشاهدتي للأحداث التي كانت تحدث في مصر خلال الثورة، وما أعقبها من تبعيات جعلتني أقلع عن فكرة العودة مرة أخرى لمصر حتى تتحسن أوضاع البلاد، وأكون مطمئنًا على نفسي ومالي خلال العودة إلى مسقط رأسي.
وأضاف "اشتقت كثيرًا لوالدي وأشقائي فأخذت أبحث عن وسيلة توصلني بهم، فسمعت وقتها عما يسمى "فيسبوك" فأنشأت حسابًا عليه، وأخذ أصدقائي في الأردن يشرحون لي كيفية استخدامه، حتى أصبحت متقنًا له، عندها أخذت أبحث عشوائيًا بالأسماء عن أقاربي على "فيسبوك"، وبالصور أيضًا حتى استطعت الوصول لبعض منهم، وبعض أبناء قريتي، عندها شعرت أنني ما زلت على قيد الحياة ولم أُفقد، وكنت أتواصل معهم من حين لآخر، حتى طمأنوني أن الأوضاع في مصر أصبحت أكثر استقرارًا وأمانًا من قبل ثورة 25 يناير 2011، وهو ما ثبت لي يقينًا من مشاهدتي للقنوات الفضائية المصرية .
وأكد "وجيه" أن معالم البلد تغيرت كليةً، وأن أبرز ما فيها هو التعديات على الأرض الزراعية، وتابع "إنني أصبحت لا أعلم شيئًا في القرية سواء الأماكن أو الأشخاص".
وعن زوجته قال "وجيه" إنه "بسبب فقد زوجتي التواصل معي وعدم معرفتها لأخباري لعدة سنوات كما هو حال أسرتي كلها، أخذ العديد من أبناء القرية يردد أنني مت، فأقامت زوجتي دعوة طلاق، ودعوة غياب إلا أنه تم رفضهما من قبل هيئة المحكمة، مضيفًا إنها قامت بتحرير محضر ساقط قيد وفاة عام 2010، ما جعلني أدرج في كشوف المتوفين .
وأشار إلى أن زوجته بعد أن حررت محضرًا باسمه كساقط فيد وفاة، بمعرفة أحد المحامين، تزوجت غيري، ولفت إلى أنه يسعى حاليًا لإثبات أنه على قيد الحياة لاستخراج بطاقة رقم قومي، والعودة إلى الحياة من جديد.
واختتم حديثه لــ"مصراوي" قائلاً "الغربة تربة والبلد لا تساويها كنوز الدنيا، وأي حد يفكر يسافر في بلد مجهولة بالنسبة له لا يعرف فيها أحد وستجعله بعيدًا عن أسرته حتى في الاتصال التليفوني يقعد في بلده يبيع فجل أحسن من الغربة" .
بينما قال والده "يوسف فهيم" الرجل الستيني، إنه كان واثقًا في الله أن نجله سيعود، مضيفًا "الإنسان يلف الكون كله ويرجع بلده تاني"، مشيرًا إلى أن عودة ابنه له مرة أخرى بعد طول مدة الغياب أكبر فرح بالنسبة، وأنه لم يكن يصدق عينيه عندما شاهده، واحتضنه والدموع تنهمر من عينيه.
إبراهيم عاشور أحد جيران، قال إن العديد من أهالي القرية فقدوا رجوع وجيه يوسف، مضيفًا أن بعض أهالي المنطقة كان يقول إن وجيه مات عندما كانت ترد سيرته، موضحًا أن الجميع يقدر ويحترم وجيه يوسف، وأنهما كانا دائمي السؤال عليه لدى والده .
فيما قال أحد أهالي القرية رفض نشر اسمه إن شقيق "وجيه" بعد انقطاع الاتصال به، وتحرير زوجته محضر ساقط قيد وفاة، أجّر منزله بالقرية.
كان العقيد محمد سامي، مأمور مركز شرطة أخميم تلقى بلاغًا من وجيه يوسف فهيم، 43 سنة، عامل، ويقيم بناحية جزيرة محروس دائرة المركز بأنه كان يعمل بدولة الأردن منذ عام 2001 حتى عام 2018 وانقطاع اتصاله بأهله، وبعد عودته وتوجهه للسجل المدني لاستخراج بطاقة الرقم القومي فوجئ بأنه مقيد ضمن الوفيات، نتيجة تحرير زوجته محضر ساقط قيد وفيات عام 2010، وطلب إثبات حالة أنه على قيد الحياة لاستخراج بطاقة رقم قومي، وحُرر عن ذلك المحضر رقم 3067 إداري المركز لسنة 2018 .
فيديو قد يعجبك: