تراجع الحركة السياحية في الأقصر.. وخبير: كأس العالم السبب

الأقصر – محمد محروس:

تراجعت الحركة السياحية خلال الأسابيع الماضية في محافظة الأقصر بشكل ملحوظ مع حلول فصل الصيف، فبعد أن تجاوزت نسب الإشغال الفندقي 60% خلال فصلي الشتاء والربيع تراجعت نسبة الإشغال إلى أقل من 10%.

محمد عثمان الخبير السياحي ورئيس لجنة التسويق السياحي لمحافظة الأقصر قال لـ"مصراوي": "هناك عدة عوامل تسببت في تراجع الحركة السياحية هذا الصيف أولها كأس العالم حيث يفضل السياح قضاء فترة كأس العالم إما في البلد المضيف لكأس العالم لمشاهدة المباريات في الملاعب أو في بلدانهم لضمان مشاهدة مثالية.

يضيف عثمان: "ثاني وأهم الأسباب التي تؤدي لتراجع الحركة السياحية خلال فصل الصيف هو الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والتي تصل في بعض المواقع الأثرية لـ50 درجة مئوية أحيانا وهو أمر لا يسمح على الإطلاق بقضاء رحلة ممتعة يبحث عنها السائح ويدفع من أجلها الدولارات ويقطع آلاف الكيلو مترات".

وأشار "عثمان" إلى أن مشكلة ارتفاع درجات الحرارة يمكن التغلب عليها بفتح المزارات الأثرية ليلا وهذا ما سعت إليه وزارة الآثار، حيث انتهت من نحو عامين من مشروع إضاءة عدة مواقع أثرية استعدادا لفتحها ليلا أمام السياحة بتكلفة تجاوزت الـ500 مليون جنيه إلا أنه حتى الآن لم يتم فتح المزارات الأثرية ليلا.

بينما يقول ثروت عجمي مستشار غرفة شركات السياحة بالأقصر، إن درجات الحرارة المرتفعة ليست السبب الرئيس في تراجع الحركة السياحية في الصيف: "قبل يناير 2011 كانت الفنادق تشهد نسب إشغال مرتفعة، حيث إن هناك بعض الجنسيات كانت تفضل درجات الحرارة المرتفعة كالإنجليز والكوريين والإسبان ولكن هناك عوامل أخرى عديدة أدت لتراجع الحركة السياحية في الأقصر خلال فصل الصيف، أهمها ضعف الخطط التسويقية وإسنادها لشركات تسويق ضعيفة، فضلا عن توقف خطوط الطيران العارض مع معظم الأسواق المصدرة للسياح".

ويضيف عجمي: "يجب وضع خطط تسويق قوية من خلال الاستعانة بخبراء تسويق أكفاء إلى جانب السعي لتشغيل خطوط الطيران العارض مع الدول المصدرة للسياح وهو ما نأمل أن تحققه وزيرة السياحة الجديدة التي تولت زمام الأمور مؤخرا".

بينما يقول محمود فرح مرشد سياحي: "الأقصر معروفة في العالم بأنها مقصد شتوي حيث دائما كانت تتراجع الحركة السياحية خلال فصل الصيف حتى قبل ثورة 25 يناير فالسياح خلال فصول الصيف يفضلون المدن الشاطئية أكثر".

يضيف فرح: "هناك أيضا سبب آخر يؤدي لتراجع الحركة السياحية خلال فصل الصيف وهو ظهور أسواق أخرى منافسة مثل إسبانيا وجزر الكناري التي يقبل عليها السائحون بأعداد كبيرة حتى يلجأ بعض الأسبان لتأجير بيوتهم وقضاء عطلة الصيف في بلدان أخرى أرخص ثمنا".

ويشير مصطفى إسماعيل – موظف بأحد فنادق الأقصر-: "بالفعل فصل الصيف يشهد انخفاضا في معدل الإشغال السياحي ولكن هذا الصيف المعدل انخفض أكثر من الصيف الماضي والسبب هو كأس العالم المقام في روسيا حيث فضل معظم السياح التوجه لمؤازرة منتخبات بلادهم وقضاء عطلة الصيف هناك".

ويضيف: "منذ سنوات عديدة ونحن نلحظ تراجع الحركة لأقل من معدلاتها الطبيعية خلال فترة إقامة كأس العالم وهذا ما لاحظناه هذا العام أيضا لذا نتوقع أن ترتفع معدلات الحركة السياحية بعد انتهاء كأس العالم".