الأديرة ونبع الحمراء.. مزارات تنتظر سياح الرحلة المقدسة بوادي النطرون
البحيرة – أحمد نصرة:
يُعد وادى شيهات أو بري شيهت، والمعروف الآن بوادي النطرون، أحد النقاط المهمة التي مرّت بها العائلة المقدسة في رحلتها بمصر هربًا من بطش الإمبراطور الروماني هيرودس، وعقب إحياء مسار الرحلة واعتمادها من قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ودعوته لمسيحيي العالم للقيام بهذا الحج، ينتظر الأفواج السياحية عدد من الزيارات المهمة بالمنطقة التي تضم أديرة الأنبا بيشوي، والسيدة العذراء "السريان"، ودير البراموس، ودير القديس أبو مقار، إضافة إلى نبع الحمراء.
دير الأنبا بيشوي
يُنسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي الذي كان تلميذاً للأنبا مقار، وقام بإنشائه أواخر القرن الرابع الميلادي، وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمس كنائس، أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوي"، وهي أكبر كنائس وادي النطرون، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة ومائدة الرهبان الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان، ومن المعروف أن البابا شنودة الثالث كان يلجأ إلى هذا الدير كل فترة للاعتكاف، ويوجد به ضريحه حاليا
دير البراموس
وتعود نشأته إلى القديس مكاريوس المكان المعروف الذي حفر لنفسه مغارة بالمكان وبدأ يتعبد بنسك كثير، وسرعان ما ذاع صيته واجتمع حوله عديد من المريدين، ويقع هذا الدير غرب ملاحات وادى النطرون في بقعة اشتهرت في الأزمنة القديمة باسم نتريا وبالدير خمسة كنائس أثرية - وهو ملئ بالأيقونات الأثرية ذات الطابع الفنى الفريد، يمثل القسم القديم الحصن أربعة كنائس بالإضافة إلى بعض المخازن اما القسم الثاني الحديث نسبياً فهو يضم كنيسة يوحنا المعمدان وقصر الضيافة الجديد ومكتبة ومخبز بالإضافة إلى مدفن الرهبان ويحتفظ هذا الدير برفات اثنين من مشاهير الرهبان
دير السيدة العذراء (السريان)
هو أصغر الأديرة العامرة الأربعة بوادي النطرو، ويعود إنشائه إلى القرن الخامس الميلادي، ويوجد بهذا الدير ثلاثة كنائس أثرية وبه ايقونات قبطية ونقوش، وهذا الدير على جانب كبير من الأهمية الأثرية والفنية، من أهمها جدارية من الفريسك تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وتمثل صعود المسيح إلى السماء داخل الهالة الكونية ويحمله ملاكان مجنحان وحول رأس السيد المسيح الهالة النورانية الخاصة به ويده اليمنى مرفوعة في وضع منح البركة.
دير أبو مقار
يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون، وبدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي، تبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي الدير على سبع كنائس؛ ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير. هناك أيضاً مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، كما توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، أيضاً ملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.
نبع الحمراء
وفقا للتراث المسيحي اشتد الظمأ بالسيد المسيح، فلم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت لأمتار داخلها وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها، ليتحول الماء إلى عذب ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة جسدت معجزة نبع الحمراء.
قال القمص هابيل، أحد رهبان دير الأنبا بيشوي عنها: "من المعروف إن وادي النطرون لا يوجد به أي عيون مياه عذبة سطحية، فالمياه العذبة تكون على بعد لا يقل عن 80 متر، وكانت السيدة العذراء تحمل السيد المسيح ومعهما يوسف النجار، وعندما عطش السيد المسيح ، دخلت لمسافة 10 أمتار داخل الملاحات واحتفنت منها وأعطته ليشرب، فلما شرب تحولت المياه المالحة إلى عذبة، وبنفس المكان تفجرت مياه عذبة متدفقة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية، والتدفق لازال حتى اليوم".
وأضاف القمص هابيل: "هذه المياه مباركة ولها معجزات سواء المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها".
وأعلنت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، رصد أكثر من 100 مليون جنيها لرفع كفاءة ورصف الطرق الداخلية، وتوصيل كافة المرافق لمسار الرحلة المقدسة التي تضم 3 نقاط بالأديرة التاريخية بوادي النطرون.
كما أشارت إلى توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة السياحة لتفعيل آليات تنفيذ وتطوير مواقع رحلة العائلة المقدسة، ورصدت وزارة السياحة مبلغ 250 مليون جنيه لتطوير تلك المواقع بخلاف الدعم المقدم من صندوق الخدمات بالمحافظة لخدمة المشروع.
ووافقت لجنة الاستثمار بمحافظة البحيرة في اجتماع سابق على إقامة مبنى فندق ومول تجارى على مساحة 9 آلاف م2 بوادي النطرون بتكلفة إجمالية 80 مليون جنيها يوفر 600 فرصة عمل مباشرة، وكذلك إقامة منطقة تجارية وترفيهية وموتيلات وشاليهات على مساحة 10 فدان بوادي النطرون بتكلفة 235 مليون جنيها ويوفر 1000 فرصة عمل، وذلك لخدمة التدفقات السياحية المتوقعة.
كما انتهت المحافظة من إنشاء خيمة بانورامية ليتم استقبال الزائرين بها لعرض الأفلام الوثائقية عن رحلة العائلة المقدسة وعن آثار مصر العريقة من خلالها.
فيديو قد يعجبك: