بالصور- "مصراوي" يجيب عن السؤال.. من اعتدى على أيتام دار "الرشاد" بالإسكندرية؟
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
الإسكندرية – محمد البدري و محمد عامر:
تشهد الإسكندرية حالة من الجدل بشأن واقعة تعرض أطفال أيتام تتراوح أعمارهم بين عام واحد و5 سنوات إلى اعتداء بالضرب داخل دار الرشاد لرعاية الأيتام الكائنة بمنطقة السيوف شرقي المحافظة، بعد انتشار فيديو التقطته إحدى العاملات بالدار – فصلت من عملها فيما بعد- يظهر علامات الاعتداء على أجساد الأطفال حسب روايتها.
الحقيقة الثابتة كانت الاعتداء على الأطفال بالضرب، إلا أن الروايات تعددت حول هوية المتسبب في الواقعة إذ أكدت المشرفة صاحبة الفيديو المتداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي صحة ما ورد ذكره على لسان أحد الأطفال باعتداء عاملات آخريات عليهم، في حين اتهم مسؤولو دار الأيتام صاحبة الفيديو بالاعتداء على الأيتام بمعاونة زميلة لها لتصفية حسابات مع زميلات لهن وهي الرواية التي دعمتها وزارة التضامن في تصريح رسمي.
"مصراوي" زار مقر دار الرشاد في محاولة للوقوف على حقيقة الأمر، بعد أن فشلت المحاولات في التواصل مع مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية والتي امتنع مسؤوليها عن توضيح ملابسات الواقعة، وترصد السطور التالية الترتيب الزمني للأحداث وفق وروايات الشهود وأطراف الواقعة وكذا ما جرى تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي.
فيديو يثير الجدل
البداية كانت يوم الجمعة الماضي، بفيديو منشور جرى تداوله على نطاق واسع بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" جاء فيه اعتراف من طفل إلى سيدة - تبين فيما بعد أنها مشرفة بالدار- يفيد بتعرضه وزملائه بالضرب وأرفقت به صور ظهرت فيها آثار تعذيب على أجزاء متفرقة في جساد طفل لا يتجاوز العام ونصف العام من العمر .
اتهامات متبادلة
عقب ساعات من تداول الفيديو جرى حذفه من مصدره الأصلي فيما حصلت عليه إحدى الصفحات الناشطة في حقوق الطفل، وذكرت الصفحة أن مسؤولو الدار اتهموا المشرفة صاحبة الفيديو بأنها المعتدية وقامت بتصوير الأطفال لاستغلالهم، وأفادوا بأن إدارة الدار حاولت التعتيم على الأمر وغلقه، مطالبين بفتح تحقيق من قبل وزارة التضامن الاجتماعي بعد إبلاغهم رسميًا بالواقعة.
صاحبة الفيديو تتحدث
"مصراوي" تواصل مع "داليا فتحي" صاحبة الفيديو المتداول والتي أفادت بأنها تعمل في الدار منذ ما يزيد عن 3 سنوات إلا أنها كانت تركت العمل لاعتراضها على سوء المعاملة من بعض المشرفات غير المؤهلات للتعامل مع الأطفال وزعمت أنها اتخذت القرار لعدم قدرتها على تغيير الأمر، حتى طلب منها المدير المسؤول ويدعى "زكريا" بالعودة مرة أخرى في شهر مارس الماضي ووافقت لتعلقها بالأطفال خاصة وأن أحدهم يظن أنها والدته.
وتابعت داليا في حديثها: "عندما تسلمت العمل كنت ألاحظ آثار علامات زرقاء على أجساد الأطفال، وعندما كنت أسألهم عن المتسبب كانت الإجابة هي ماما، وهي الصفة التي تطلق على كافة المشرفات بالدار، في إشارة من الأطفال إلى إحدى العاملات"، مضيفة: "كررت الشكوى للإدارة أملًا في وضع حدًا للأمر إلا أنني فوجئت بمدير المكان لا يبدي أي اعتراض على تلك الممارسات باعتبارها أسلوب في تأديب الأطفال والسيطرة عليهم".
وروت داليا أن آخر الوقائع التي رصدتها كانت لطفل يدعى "نادر"، 5 سنوات، الذي ظهر في مقطع الفيديو، إذ زعمت أنه كان يتعرض للضرب بسبب تعنيف إحدى المشرفات له لعدم تمكنه من السيطرة على عملية الإخراج، ما جعل الأمر يتفاقم، بالإضافة إلى الطفل "يوسف" البالغ من العمر عام وشهرين، الذي تعرض لضرب مبرح ظهرت آثاره على وجهه دون تمكنها من معرفة مرتكب الواقعة.
وأوضحت أنها صورت الأطفال بعد أن ضاقت ذرعًا بما يتعرضون له بصفة يومية بهدف إرسال رسالة استغاثة وتحذير إلى كل من يهمه الأمر لإنقاذ الأطفال، لافتة إلى أنها تلقت تهديدًا من مدير الدار في حالة عدم حذف المقاطع المنشورة، وتابعت أن الضرب ليس الأزمة الوحيدة التي رصدتها داخل الدار حيث يعاني الأطفال- حسب روايتها- من سوء التغذية بسبب نقص المواد الغذائية التي يتوجب توفيرها لهم بشكل يومي.
بيان "تضامن الإسكندرية"
من ناحيتهم، رفض مسؤولو مديرية التضامن الاجتماعي في الإسكندرية الإدلاء بأي تصريحات صحفية بشأن الواقعة، عقب عدة محاولات من "مصراوي"، واكتفوا بكتابة منشور مقتضب على صفحتهم الرسمية جاء فيه: "أنه توجه فريق التدخل السريع للدار وتفقد الأبناء الموجودين للاطمئنان عليهم ومعاقبة أي مخطئ تجاه الأطفال وتدريب القائمين على رعاية الأبناء بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة من خلال برنامج التربية الإيجابية، لتجنب أي تعامل سيئ من المشرفين تجاه الأبناء مستقبلاً"، فيما لم توضح المديرية حقيقة الواقعة ومرتكبيها أو ماهية العقاب الذي جرى ذكره في بيانها.
اتهام مصورة الفيديو
أجرى "مصراوي" اتصالًا بإدارة الإعلام التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وحصل منها على بيان رسمي جاء فيه أن الوزارة فتحت التحقيق في واقعة الاعتداء على طفل بحضانة إيوائية تابعة لجمعية الرشاد المشهرة برقم 2636 لسنة 2011 توصل فريق التدخل السريع التابع لوزراة التضامن الاجتماعي لصحة واقعة الاعتداء وتبين تورط اثنين من مشرفات الحضانة قامت الجمعية بفصلهما فعلًا، وتم تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة ثان الرمل، وجاري إحالة المتهمين للنيابة العامة.
وأضاف البيان أن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي وجهت فريق التدخل السريع بالتحقيق في الواقعة واستمر التحقيق على مدار يومين وجاء في تقريره أنه بمراجعة السجلات تبين أن المشرفة التي قامت بضرب الطفل تدعى "دنيا. ك. ع" ومن قامت بالتصوير مشرفة صديقتها تدعى "داليا. ف. ع"، واتفقن على نشر الفيديو واتهام مشرفات آخريات على مواقع التواصل الاجتماعي لوجود خلاف شخصي بينهن.
وقال مصدر بوزارة التضامن لـ"مصرواي" إنه جرى فتح تحقيق إداري بمعرفة مأمور الضبط القضائي التابع للوزارة مع باقي المشرفات بالدار واللائي أكدن أنه عند استلام الأبناء من المشرفة "دنيا" وجدن الطفل يوسف، عام وشهرين، وبه آثار ضرب، فيما قامت إدارة الدار يوم الجمعة بفصل المشرفتين بعد التأكد من قيامهما بهذا الفعل.
وحرر مأمور الضبط القضائى محضر إدارى بالدار واصطحب المدير المسؤول لتحرير محضر بقسم شرطة ثان الرمل ضد المشرفتين المتورطتين فى الاعتداء على الطفل وإحالتهم للنيابة العامة، فيما وجهت وزيرة التضامن بالاطمئنان على باقي الأطفال والتأكد من سلامتهم جميعا وعدم تعرضهم لأي اعتداء أو سوء معاملة.
"ممنوع دخول الزائرين"
حاولنا دخول دار الأيتام للتواصل بشكل مباشر مع الأطفال المقيمين به، إلا أن الإدارة أعلنت قرارًا مفاجئًا بمنع دخول الزائرين الذين كان من المفترض أن يتم استقبالهم يوميًا للتواصل مع الأطفال وعمل الخير كدعم نفسي ومعنوي لهم.
ولم يتسن لـ"مصرواي" التقاط صور من الداخل فيما رصد الباب الرئيسي موصدًا وبجانبه لافتة كتبت حديثًا بخط اليد جاء فيها "ممنوع دخول الزائرين لدار الأيتام نظرًا لعدم الإحراج" وذيلت بتوقيع مدير المؤسسة ويدعى زكريا.
وبعد محاولات للحديث مع حارس البوابة اكتفى بالقول أن الدار سيسمح بدخول الزائرين بعد مرور أسبوع من اليوم دون إبداء أي أسباب، فيما عللت صاحبة الفيديو الأمر بأن الإدارة لا تزال تخشى إظهار الأطفال بتلك الصورة في انتظار اختفاء علامات الاعتداء من أجسادهم، تحسبًا لإفصاح أحد الأطفال عن هوية المرتكب الحقيقي للواقعة.
الطب الشرعي
استمعت نيابة ثان الرمل، اليوم الأحد، إلى أقوال أعضاء لجنة التدخل السريع التي أرسلتها وزارة التضامن للتحقيق في الواقعة وأفاد أعضاء اللجنة في أقوالهم بأنهم كلفوا من الوزارة بالتحقيق في مقطع الفيديو المتداول وتوصلت تحقيقاتهم إلى صحة الواقعة وتورط اثنين من المشرفات بالحضانة قامت الجمعية بفصلهما في وقت سابق.
وأفادت لجنة الوزارة في تقريرها الذي سلمته للنيابة العامة، بأنه ثبت أن المشرفتان المتورطتان في الواقعة على خلاف مع مشرفة أخرى وارتكبتا الواقعة وقامتا بتصوير مقطع الفيديو لإلصاقه بزميلتهن بسبب تلك الخلافات بينهن وأوضحن قيام مدير الدار بفصل المشرفتين.
وبعرض نتائج التحقيقات على المستشار مصطفى هاني المحامي العام الأول لنيابات شرق الاسكندرية الكلية أمر بسرعة عرض الطفل المجني عليه على الطب الشرعي لتحديد إصابته وتوقيت حدوثها والأدوات المستخدمة في الاعتداء.
وأمرت النيابة باستدعاء مسؤولي الدار للتحقيق وضبط ملف الدار وإحضاره إلى النيابة العامة للتأكد من صحة التراخيص، وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة، كما تقرر التحفظ على مقطع الفيديو المتداول وعرضه على لجنة فنية متخصصة، فيما توجه عضو من النيابة العامة إلى الدار للاستماع إلى أقوال الأطفال.
فيديو قد يعجبك: