لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور| نبروه بلد الفسيخ.. إقبال كبير وإنتاج وفير ومزارع الجيش وراء تراجع الأسعار (فيديو)

02:20 م السبت 07 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية- رامي القناوي:

مدينة نبروه.. أكبر مصنع مفتوح للأسماك المملحة في مصر، ليس بالرائحة وحدها تعرف هذه الحقيقة، وإنما تراها عيناك كل 10 أمتار، أو أقل أو أكثر، إذ تلمح كل بعض خطوات محلًا أو مصنعًا بيع وإنتاج الأسماك المملحة "الرنجة والفسيخ والسردين".

تحولت المدينة التي تبعد عن المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، 8 كيلو مترات فقط، إلى قبلة لعشّاق الأسماك المملحة في بر مصر، إذ يتوافد عليها عشرات المشاهير من رموز الفن والإعلام والرياضة.

يزداد الإقبال كل عام، في موسم شم النسيم، إذ اعتاد المصريون الاحتفال بعيد الربيع، بتناول هذه الأكلة التي توارثوها عن أجدادهم القدماء.

طوابير من الزحام اصطفت أمام المحلات لشراء احتياجاتهم من الــ"فسيخ والسردين"، أكد البعض حضورهم من محافظات أخرى، باعتبارها تضم أفضل منتجي الأسماك المملحة في مصر.

"انا جيت من دمياط ومتعود أشتري من هنا" كانت كلمات السيد محمد، الذي اصطف خلف أحد الطوابير أمام أحد أشهر محلات بيع الأسماك الممحلّة في مدخل المدينة، مؤكدًا اعتياده كل عام على المجيء إلى المدينة لشراء احتياجته واحتياجات بعض أقاربه من الفسيخ للاحتفال بشم النسيم.

وأضاف "السيد" أنه رغم بُعد المسافة، ووجود بعض الباعة بمدينته إلا أنه يأتي إلى نبروه لشراء الفسيخ باعتبارها الأفضل في إنتاجه.

وعن سبب اشتهار نبروه بإنتاج الأسماك المملحة، روى محمد شعير، أحد أقدم بائعي الفسيخ بالمدينة، رحلة الأهالي مع إنتاج الفسيخ، مشيرًا إلى أن المدينة الحبيسة، غير المطلة على البحر، كان عدد كبير من الإقطاعيين يمتلكون أراضيها الزراعية، في القرن التاسع عشر، منذ أن كانت قرية، ولم يجد أبناؤها مجالًا للعمل في مهنة الزراعة، فاتجهوا إلى مهنة صيد الأسماك، وتمليحها، ما زاد عن حاجة الأسواق منها، بهدف الحفاظ عليها لفترات طويلة، لافتًا إلى اشتهار المدينة بالمنة، ليس على مستوى مصر فحسب وإنما على مستوى العالم العربي.

وقال "شعير" أن المهنة توارثتها الأجيال أبًا عن جد، وأصبحوا يمتلكون عشرات المحلات بالمدينة، والتي تتوسع عامًا بعد عامٍ.

وأوضح أن للصنعة فن وأسرار، لا أحد يعرفها خاصة أن صناعة الفسيخ ليست مجرد جلب الأسماك، ووضعها في براميل بداخلها ملح، وغلقها لعدة أيام، مشيرًا إلى أهمية الصناعة فائقة الدقة بدءًا من اختيار نوع الملح الخشن الجيّد، والصناديق الخشبية، وعدم استعمال البلاستيكية لتفاعلها مع الملح، واختيار السمكة الجيّدة العامل الأهم إلى السمكة، وغسلها جيدًا، ووضع الملح في الخياشيم ورص الأسماك داخل الصناديق، ووضع الملح الخشن بين صفوف السمك بعناية ودقّة، وتغطية البراميل بإحكام بحيث لا يتسرّب الهواء إليها لمدة 21 يومًا.

أما حمادة العش، صاحب محل آخر لتجارة الفسيخ، فأكد أن عائلته تُعد إحدى كبرى عائلات المدينة التي امتهنت صناعة الفسيخ منذ عشرات السنين، مشيرًا إلى أن أهم ما يُميّز بائع عن الآخر هو اختيار السمكة الجيدة، واتباع كافة الطرق الصحية، والآمنة في الصناعة، سواء باختيار الملح اليودي السياحات مرورًا بالبراميل الخشبية التي تستخدم في التخزين.

وعن الأسعار هذا العام كشف عبدالموجود شلبي، صاحب محل فسخاني بالمدينة، إلى أنها تراجعت هذا العام عن العام الماضي، بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الأسعار تبدأ من 50 جنيه للكيلو، وحتى 100 جنيه هذا العام مقارنة بأسعار العام الماضي التي وصلت إلى 150 جنيه للكيلو الجامبو.

وأرجع أسباب تراجع الأسعار هذا العام إلى افتتاح القوات المسلحة لعدد من المزارع السمكية، خاصة بركة غليون، بمحافظة كفر الشيخ، والتي أجبرت أصحاب المزارع السمكية إلى خفض الأسعار، وطرح ما لديهم من أسماك بأسعار مخفضة، إضافة إلى توافر أسماك البوري من مزارع غليون وشمال سيناء التي فتحت قريبًا، مع توقف التصدير إلى الخارج الأمر الذي ساهم في وجود فائض كبير.

من جهته أكد محمد جلال فهمي، رئيس مركز ومدينة نبروه، أن المدينة بها أكثر من 100 مصنع، ومحل لبيع الأسماك المملحة من الفسيخ والسردين، ورغم كثرة الباعة إلا أن غالبيتهم لهم زبائنهم الذين يأتون إليهم من كافة المحافظات للشراء.

وأضاف رئيس المدينة، أن تجارة الفسيخ ليست مقتصرة على أعياد الربيع، وشم النسيم فقط، بل تمتد طوال العام، مشيرًا إلى أن بعض المحلات تعمل في مجال التصدير مباشرة، ويبلغ إجمالي ما يتم تصنيعه خلال شم النسيم فقط ما يقرب من مائة طن.

وحول الإجراءات التي تتخذها رئاسة المدينة للتفتيش، قال "هناك حملات يومية مستمرة لمسؤولي المجلس بالتنسيق مع مديرية الصحة، والطب البيطري، والتموين ويجري فحص كافة المصانع والمحلات العاملة بمجال بيع الأسماك المملحة، والتأكد من الاشتراطات الصحية التي يجري اتخاذها عن التصنيع، وتاريخ الصلاحية ونوعية البراميل المستخدمة في التصنيع، وصلاحية الملح المستخدم، مشيرًا إلى ضبط كميات كبيرة من الأسماك المملحة خلال حملات مكبرة، وتحرير محاضر للمخالفين.

فيديو قد يعجبك: