بالصور.. تلاميذ أحمد خالد توفيق يتواصلون معه بأوراقهم على واجهة قبره

الغربية - مروة شاهين :

انفض الجمع وانصرف المشيعون، ولم يتبقّ غير باب حديد وقفل كبير، وعود ريحان، على قبر الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق.

لكنهم عادوا إليك من جديد أيها الفارس الحالم، كأنهم يريدون التواصل معك من جديد ليس فقط من خلال رواياتك وكتاباتك، لكن هذه المرة من خلال كتاباتهم لك في العالم الآخر، على بوابة قبرك، لتكون كلماتهم نورٌ لك في ظلمات القبر، كما كانت كلماتك لهم نورٌ في ظلمات الحياة... إنهم تلاميذ ومحبي الدكتور أحمد خالد توفيق.

زاره اليوم تلاميذه ومريدوه، في قبره، وكأنه استقبلهم في مقامه الجديد بمقابر قحافة، في مدينة طنطا، وترك كلٌ منهم ورقة اقتداء بالورقة الأولى التي تركها أحدهم على بوابة القبر لحظة الوداع الأخيرة، فور أن وراى جثمانه الثرى، والتي كتب عليها "جعل الشباب يقرأون"، استجابة لتدوينة كتبها "العرّاب" من قبل على حسابه على موقع "فيسبوك" متمنيًا أن تتحقق.

الورقة التي بادر صاحبها بكتابتها وتعليقها على بوابة القبر، كانت بداية لمشاعر حبٍ حقيقية، مسجونة داخل شبابٍ يريد فعل أي شيء للتعبير عن الحب عن الإرادة عن الحياة، لتُغطي اليوم أوراقهم قبر الساحر الحالم بالكامل، مكتظة بمعاني الحب والإخلاص لمن منحهم الأمل والشعور بكلماته يومًا ما.

ولم يكتف محبوه بالورقة الأولى التي كتبها المبادر المجهول، فطبعوا عبارة "جعل الشباب يقرأون" على قطعة رخام، ووضعوها أمام القبر لكي يصعب على الزمن محو الأثر الذي تركه الراحل ليس على قطعة الرخام أمام القبر، وإنما في قلوبهم، ووضعوا بجوارها مجموعة من أوراقهم وكتبه ورواياته.

"تصرفنا بشكل تلقائي وجدنا أنفسنا مدفوعين إلى فعل شيء تجاه الرجل الذي منحنا ما لا يُمكن وصفه بالكلمات بكتاباته ورواياته بأفكاره ومشاعره بوجدنا أنفسنا نكتب أوراقًا وأوراقًا نجسّد فيها مشاعرنا المتدفقة تجاه بطلنا".. هكذا قال محمود ترك، أحد تلاميذ الكاتب الراحل.

وعن الجدارية قال "تُرك" إنهم يُنفذون وصية الأديب الراحل، ولأن الأوراق تطير، قرروا عمل جدارية من الرخام، لتظل معلمًا على قبره.. "جعل الشباب يقرأون".

ودعه شبابه بعبارات كثيرة، وربما ظن بعضهم أنه سيراها أو سيشعر بها أو أنها ستواسيه في وحدته داخل القبر، "نحن معك أينما كنت"، "وداعًا أيها القريب"، "وداعًا أيها الحبيب"، "لن ننساك أبدًا أيها الغريب القريب"... أبدًا لن ننساك.