لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استغرقت 38 عامًا.. "عم هواري" يروي رحلته مع التمر من أسوان إلى كفرالشيخ

02:50 م الإثنين 30 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كفرالشيخ - إسلام عمار:

كتف بكتف يسير عم "هواري"، الرجل الخمسيني، مع عمال وتجار التمر، القادمين من كافة أنحاء الصعيد، قاطعًا المسافة من أسوان إلى كفرالشيخ، سعيًا وراء لقمة العيش.

"38 سنة باشتغل في جمع وتجارة التمر من الفلاحين.. مايهمنيش طول المسافات لفتها بلاد.. الرزق اللي ربنا كتبه ليا أجري وراه"، هكذا بدأ "هواري الحفني عبدالموجود"، 57 سنة، والمقيم بمركز إدفو في محافظة أسوان، حديثه لـ"مصراوي" مضيفًا أن عمله في تجارة وجمع التمر، من أصعب الأعمال في الصعيد.

وروى "هواري" حكايته لــ"مصراوي": "بدأت العمل في تجارة التمر، سنة 1980، وأنا عمري 17 سنة، لما كانت الدنيا حلوة ورخيصة، والشغل كان كتير، والخير كتير جدًا، وكنت باشتغل مع واحد، بنجمع البلح، من المزارعين، ونفرزه، ونضع كل الأحجام مع بعضها، في كل محافظات الصعيد، ونروح شمال ويمين نقطع مصر بالطول والعرض، نزلنا من أسوان على روض الفرج، وربنا فتحها علينا وبدأنا شغل.

وتابع قائلًا: "عندما بدأت في هذه الأعمال كنت باشتري التمر، بالكيلو جملة من المزارعين، في مركز إدفو، مكاني، وكانت قيمته 50 قرشًا، وأسوّقه أنا وشريكي وقتها، للتجّار في روض الفرج بالقاهرة، بسعر الكيلو 60 قرشًا، وكان وقتها الجميع يقبل عليه بطريقة ملفتة، لأن الإقبال على التمور في سنة 80 و81 كان كبير جدًا خاصة من أهل القاهرة، لأنها عادة معروفة، ويحرص الجميع على توفيره، كبهجة وفرحة بالشهر الكريم".

وأضاف: "التمر كان في السنوات الماضية، سعره كان رخيص، وكان يُقبل عليه رواد المساجد، لتوزيعه على الناس لحظة الغروب، من أجل إفطار الصائمين، عملًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، بإفطار المسلمين بتمره، إنما الآن العصائر أصبحت متنوعة، مع انتشار محلات العصائر والمرطبات، وأصبح الحصول عليها سهل جدًا".

وأكد عم "هواري" أنه تعرّض لخسائر فادحة على مر تاريخ عمله بجمع وتجارة التمور، أولها كانت عام 1994 عندما انقلبت سيارة نقل على طريق الفيوم، كانت تحمل 10 أطنان، من التمر، متجهة إلى روض الفرج، وقُدرت الخسائر وقتها بمبلغ 15 ألف جنيه، وبعدها بـ 4 سنوات، وتحديدًا عام 1998، تعرضت مدينة إدفو لسيول شديدة، ووقتها أُغرقت 25 طنًا من الثمار، وقُدرت الخسائر بمبلغ 40 ألف جنيه، مقابل صرف تعويض لم يغطي الخسارة كاملة، ووقتذاك من الحكومة بمبلغ 3 آلاف جنيه فقط.

وتابع: "من 12 سنة، وتحديدًا عام 2006 توجهت بكمية 25 طنًا من ثمار بلح التمر، لسوق الحضرة بالإسكندرية، لبيع هذه الثمار، وفوجئت بتجار اسكندرانية، يسعون لجمع مبلغ مالي قيمته 30 ألف جنيه، لصالح سيدة بائعة خضروات، من الغارمات، وكانت محبوسة على ذمة قضية، ولما علمت ذلك، وقتها لم يجري جمع مليم واحد منهم، تبرعت بالمبلغ كله، لأن ربنا كان كارمني وبعت التمر اللي كان معايا بمبلغ 85 ألف جنيه".

وأوضح أنه مثل كثيرين من تجار البلح، هجروا أسواق القاهرة، لتسويق ثمارهم فيها، بسبب انتشار أعمال البلطجة، وفرض السيطرة من قبل الخارجين عن القانون، ومشاجرات كثيرة، وكان وقتها في روض الفرج، وعندما انتقل السوق إلى العبور، ازدادت أعمال البلطجة أكثر وأكثر، لدرجة إن كان فيه خارجين عن القانون يفرضون علينا المخدرات.

وأشار إلى أنهم اختاروا مدينة دسوق في كفرالشيخ، لتسويق بضاعتهم، أولًا لتمتعها بالأمان، وثانيًا لالتزام تجّار المدينة بكلمتهم، وتفهمهم مهام تجّار الصعيد، وتواصلهم معهم، وتقديمهم المعونات لهم كالأطعمة، وأماكن المبيت، وغيره تحت مسمى واجب الضيافة، طوال أيام الشهر الكريم، وكذا في أيام ما قبله، الخاصة بالاستعدادات لاستقباله، "أهل دسوق أهل كرم".

فيديو قد يعجبك: