بطارخ "الجوابي" في بورسعيد.. "ممنوع اقتراب الفقراء" (صور)

بورسعيد - طارق الرفاعي:

"بطارخ الغلابة يا جوابي".. هكذا يهتف ويردد ائعي الأسماك في محافظة بورسعيد بالتزامن مع بدء موسم سمك "الشبار المبطرخ" أو كما يطلق عليه أبناء مدينة بورسعيد الـ"جوابي"، حيث يتواجد بكثرة في أسواق المحافظة، ويتهاتف عليه أبناء بورسعيد والمحافظات المجاورة، لما يتميز به من مذاق خاص للحمه والبطروخ الذي بداخله ليتناولوه مع الأرز الأبيض الساحلي الشهير بالشعرية وبجانبه والسلطة الخضراء والمخللات.

ممنوع الاقتراب

ومنذ قرابة الـ 10 أعوام كان سعر كيلو "الجوابي" يتراوح ما بين 5 إلى 8 جنيهات، أما في الموسم الحالي فوصل سعر كيلو الشبار المبطرخ إلى 80 جنيهًا، مما يعني أن أسرة مكونة من 4 أفراد ستحتاج إلى 160 جنيه لشراء 2 كيلوجرام على الأقل بخلاف الأرز والسلطة والمخلل والفاكهة، ليصبح الاقتراب منه ممنوعًا للفقراء وشريحة كبيرة من محدودي الدخل.

نفسنا فيه

"عيالي نفسهم فيه".. هكذا قالت "أم حسن"، ربة منزل، وهي تقف أمام طاولة السمك عاجزة على شراء ما تريد، قائلة: "عيالي نفسهم فيه، وإذا اشتريت كيلو واحد فلن يكفيهم، من أين أتى بـ200 جنيه ثمن وجبة واحدة، كنت أشتريه الموسم الماضي بـ50 جنيهًا، أم هذا العام فلقد زاد سعره 30 جنيهًا مرة واحدة، ومنذ سنوات طويلة كنت اشتريه بـ7 جنيهات"، متسائلة: "أين المشكلة؟ ومن المسئول عن رفع أسعار السمك بهذه الطريق المبالغ فيها؟".

مُبالغ في سعرها

اتفق معها محمد ريحان، موظف حكومي، قائلًا :"سعر الشبار المبطرخ هذا الموسم مُبالغ فيه للغاية، فسعره يتراوح ما بين 70 إلي 80 جنيه وسوف يزيد سعره الأيام المقبلة وقد يصل إلي 100 جنيه، بالرغم أنه ليس من الأسماك الراقية كالدنيس والبربوني وغيرهم، حيث إ،ه كما ينادي عليه بائع السمك بسمك الغلابة، فهل يُعقل أن يصل سعر كيلوا سمك الغلابة إلي 80 جنيه"، مطالبًا التموين بشن حملات والتعرف علي أسباب ارتفاع أسعار السمك بهذه الطريقة.

ملناش ذنب

"احنا ملناش ذنب".. هكذا بدأ مصطفي فتيحة، صاحب محل بيع أسماك بحي العرب، حديثه قائلًا :"احنا ملناش ذنب في ارتفاع الأسعار، فنحن نشتريه من الصياد بأسعار عالية، والصيادين وأصحاب المراكب لديهم مصاريف أخري، كما أن مصاريف الصيانة للمراكب وأجرة الصيادين والشباك والسولار للمركب قد ارتفعت أيضًا، وبالتالي فكل شيء زاد سعره، ولا يعقل أن نبيع بخسارة، فنحن متضررين من ارتفاع الأسعار مثل الزبون".

مش هنبيع بخسارة

تحدث الحاج فوزي، بائع سمك - بعصبية شديدة - قائلًا :"احنا مش هنبيع بخسارة، بنشتري الأسماك غالية، فكيف نبيعها بأقل مما نشتري، أتريدون أن نخسر، نحن مثل المواطنين نشتري احتياجاتنا بأسعار غالية ولدينا مصاريف وأسرة وأبناء"، مضيفًا :"خلوا الصيادين يبعولنا السمك بسعر رخيص واحنا هنبيعه للمواطنين بسعر رخيص".

السماسرة والتسعيرة

ومن جانبه، اتهم محمد صبري، مدير أحد الأسواق، من أسماهم "سماسرة الأسماك" بالتسبب في ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلي أن معظم بائعي الأسماك ليسوا صيادين ولا يملكون مزارع سمكية وبالتالي يعتمدون علي السماسرة الذين بدورهم يتحكمون في الأسعار، مرجعًا ذلك لضعف الرقابة عليهم، مطالبًا بالعودة إلي نظام التسعيرة المحددة لسعر الأسماك لمنع التلاعب بالمواطنين واستغلالهم.