150 ألف جنيه تُنقذ حياة "أحمد".. ووالده: "محلتيش حاجة أبيعها"

الشرقية – فاطمة الديب:

رجل بسيط لا يملك إلا قوت يومه وما يُدره عليه عمله المُتقطع كـ"سائق" على سيارة نقل، يعمل 3 أيام في الأسبوع من أجل أن يذهب بطفله من عزبة "المناجاة الكبرى" بمدينة الحسينية إلى مركز الغسيل الكلوي بمدينة الزقازيق، في رحلة طويلة تتجدد كل 48 ساعة ومعها تتجدد الآلام والآمال في آن واحد.

الظروف البسيطة للأب "شحتة عبدالعال" البالغ 36 سنة، لم تكن تؤرقه بقدر مصابه في طفله "أحمد"، والذي بات في أمسّ الحاجة لإجراء عملية زرع كُلى، لكن "ما باليد حيلة" وفق رواية الأب: "ابني بيضيع قصاد عيني ومش قادر أعمل له حاجة ولا حتى عندي حاجة ينفع أبيعها وألحقه، والدكاترة قالوا لنا إنه محتاج 250 ألف جنيه علشان يزرع كلية وإحنا ربنا وحده اللي عالم بحالنا".

وأضاف شحتة لـ"مصراوي": "والله شغال يوم ويوم بسبب مرض أحمد.. ابني بيغسل 3 مرات في الأسبوع أيام السبت والإثنين والأربعاء، ويا دوب اللي بيدخل لي من شغلي يكفي حاجة البيت والعيال ومواصلات الغسيل، بشتغل يوم والتاني أروح بأحمد على الزقازيق".

وتابع: "من وقت ما جه الدنيا وهو تعبان معايا، يمكن لو كانت ظروفنا أحسن كنت قدرت أعمل له حاجة تفيده وتخليه يعيش سنه زي زمايله.. أحمد تعبه فارق معاه في حياته ومدرسته وفارق معانا كلنا، ورغم إنه بيروح 3 أيام بس المدرسة لكنه مجتهد وربنا مش بيكسفه أبدًا".

وأوضح الأب المكلوم، أن أهل الخير ساعدوه بجزء من تكاليف العملية، ولكن حالة نجله لا تسمح بالانتظار: "الناس في بلدنا والبلاد اللي جنبنا ربنا كرمهم وجمعوا 100 ألف جنيه علشان خاطر أحمد، لكن لسه فاضل له 150 ألف جنيه ربنا يكرمنا ونلاقي اللي يساعدنا بيهم وننقذه.. أحمد حالته متأخرة أوي".

واختتم الرجل حديثه برسالة إلى ذوي القلوب الرحيمة: "يا ريت صوتنا يوصل لأي حد يساعد الطفل البرئ ده إنه يعمل العملية ويعيش سنه وطفولته".