"حمرا دوم".. قصة جبال قرية "الدم والنار" بين "خليفة خط الصعيد" وحملات الأمن بقنا
قنا- عبدالرحمن القرشي:
تُطل عليها جبال البحر الأحمر شمالًا وشرقًا، وبعد حيز ضيق من الأراضي الزراعية، وفي الاتجاه المقابل جنوبًا وغربًا تُحدها مساحات زراعية شاسعة، يحيط بها نهر النيل الهادر، بيوت صغيرة محاطة بالحقول، والجبال، وشيء من الخوف، والترقب، تؤرقها دماء مهدرة، ودماء تُهدر إنها قرية حمرا دوم التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، المعروفة إعلاميًا بقرية "الدم والنار".
منذ عقود يحتمي "المطاريد" بجبال القرية متخذين من كهوفها خنادق، ومن صخورها ذروعًا واقية، ضد ضربات الأجهزة الأمنية المتوالية منذ عهود، وكانت لهم ثورة 25 يناير، فرصة للسيطرة على القرية بشكل شبه كامل، وتفشي تجارة المخدرات والسلاح فيها.
تتكرر الحملات الأمنية عامًا بعد عام، فتنجح مرات ويعود المجرمون إلى عادتهم من جديد مرات أخرى، متخذين من الجبال قلاعًا لهم، يختبئون فيها مسلحين بأسلحة متنوعة، بين البنادق الآلية والمدافع الرشاشة ومدافع الجرينوف وغيرها.
حاولت الأجهزة الأمنية كسر شوكة هؤلاء الجناة، وإنهاء قوتهم وخلعهم من أحضان الجبل، وبالفعل ضبطت قوات الأمن 510 مسجل خطر، ومئات الأسلحة غير المرخصة، ونجحت في إعادة الحياة إلى طبيعتها في القرية الدامية.
لكن أحدهم تصدّى لمحاولات الأمن، كاشفًا عن وجهه الإجرامي الدامي، مستخدمًا ما بيده من سلاح وجناة مطاردين في الجبال، ليُنفذ مخططاته الإجرامية ويظل حرًّا طليقًا بلا مساءلة، إنه "نور أبوحجازي" أو كما يلقبه البعض بــ"خليفة الخط"، وهو الذراع اليمين لــ"خط الصعيد" المقبوض عليه "نشأت عيطة"، يهرب "أبوحجازي" من وادٍ إلى وادٍ ومن جبل إلى آخر ومن قرية إلى أخرى، يُنغص أحلام الأهالي، ويهدد استقرارها وأمنها.
عودة الحياة إلى طبيعتها
قال مجدي الهواري أحد الرموز الشعبية بقرية حمرا دوم، إن القرية شهدت حملات أمنية كبرى، ومكثفة خلال العام الماضي، طهرتها بشكل كبير من العناصر الخارجة على القانون والهاربين من العدالة، كما شهدت القرية عودة النشاط بالمدارس، والمستشفيات، ومركز الشرطة بعد توقف دام منذ ثورة 25 يناير، إلا أن هناك بعض العناصر الإجرامية الهاربة خارج القرية، والتي ترغب في عودة النشاط الإجرامي مرة أخرى كسابق عهده من أجل رواج تجارة السلاح، والمخدرات، والخطف من جديد، ما أعلنت الجهات الأمنية رفضها المطلق له.
نور أبوحجازي .. هل هو "خُط جديد" ؟
قال مصدر أمني رفيع المستوى إن إدارة البحث الجنائي توفرت لديها معلومات مؤكدة بعودة نور أبوحجازي الهواري إلى إحدى الوديان الجبلية بقرية حمرا دوم، برفقة مسجل خطر آخر، فقررت تشكيل حملة أمنية مكبرة لضبطه وإحضاره، ونظرًا للطبيعة الجبلية الوعرة للمكان تمكّن في فتح سلاحه الرشاش باتجاه الأجهزة الأمنية ما أسفر عن مصرع النقيب محمدي رجب الحسيني، وإصابة النقيب أدهم محمد يوسف، وإصابة مجنّد آخر.
وأفاد مصدر أمني آخر لـ"مصراوي" رفض نشر اسمه، بتورط المسجل شقي خطر المدعو نور أبوحجازي، 35 سنة، في العديد من عمليات الخطف، والسرقة بالإكراه، عقب ثورة 25 يناير، وأنه تدرّب على النشاط الإجرامي والبلطجة على يد أحد أبناء عمومته نشأت عيطة، الشهير بخُط الصعيد، والذي تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليه منذ عامين .
وأضاف المصدر أن "أبوحجازي" لديه رغبة في عودة الأنشطة الإجرامية لقريتي حمرا دوم، وأبو حزام، بعد تطهيرها من قبل الحملات المتواصلة مستغلًا إحدى الوديان الجبلية بين القريتين من أجل إعادة تشكيل فريق عصابي جديد لتجارة الأسلحة، والمواد المخدرة، والخطف.
استمرار الحملة الأمنية
فيما أكد اللواء علاء العيّاط، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن قنا، مواصلة الأجهزة الأمنية بالتنسيق بين إدارة الأمن المركزي، والبحث الجنائي لتمشيط المناطق الجبلية بشمالي قنا، ومركز نجع حمادي، بعد التمكّن من تصفية شريكه المدعو صابر محمد، وضبط رشاش نصف بوصة، و100 طلقة من ذات العيار و246 طلقة رشاش جرينوف، بحوزته.
فيديو قد يعجبك: