قصة "إيميليا".. الأمريكية التي حزنت عليها مدينة فوه في كفر الشيخ
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كفر الشيخ - إسلام عمار:
"إيميليا سبيلتز" اسم أخذ يتردد بحزن وأسى، بين أهالي مدينة فوه، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، يتحدث الأهالي عن صاحبة الاسم الراحلة، كأنها كانت جزءًا من عائلتهم، كأنهم فقدوا شقيقة، كما يتحدث الأطفال عنها كأنهم فقدوا أختًا أو أمًا.
تركت بلاد الثلج والبرد أمريكا، كسائحة تجوب البلاد، لتجد الدفء والمودة والحب، في أرض لم يخطر في بالها أن تذهب إليها يومًا ما، في دلتا النيل في مصر.
ذهبت المدرسة الأمريكية، التي لم تتعد 28 سنة من عمرها، إلى مصر، ضمن فوج سياحي أمريكي صغير، مؤلف من 12 سائحًا، لزيارة دلتا مصر، والتعرّف على تراثها وثقافتها، فإذا بها تمتزج بالأهالي، وتعاشرهم، وتتناول معهم "العيش والملح"، بل وتخبز معهم خبزهم، وتعجن مع ربات البيوت، تتشارك معهم ابتساماتهم، وتلعب مع أطفالهم وسط الحقول، وبين أزقة فوه وشوارعها، وفي أحضان جدران منازلها المتراصّة عرفت "إيميليا" الحب كما لم تعرفه من قبل في بلادها، وعرفه معها الكثير من أطفال وأهالي فوه.
"شابة أمريكية، رائعة، كلها حيوية ونشاط، أحبت المصريين من قلبها، فأحبها المصريون، تحب المرح، دائمة اللعب مع الأطفال".. بهذه الكلمات بدأ أيمن صلاح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة تراث فوه السياحية، يقص لـ"مصراوي" حكاية "إيميليا".
وأوضح "صلاح" أن السائحة الأمريكية جاءت إلى مصر، منذ ما يقرب من 10 أيام، مع 12 سائحًا أمريكيًا، قدموا لزيارة منطقة دلتا النيل، ومن بينها مدينة فوه، كان لها أثر واضح في قلوب الناس، من مسؤولي المؤسسة، وأهالي فوه، فاندمجت مع ربّات البيوت، اللاتي عشقنها، وكانت تقوم معهن بأعمالهن المنزلية، وتخبز وتعجن.
ورغم أن كل ما مكثته في مدينة فوه، لم يتعدَ 3 أيام فقط، فإن ارتباطها بأهالي المدينة، وارتباطهم بها كان أكبر بكثير من مجرّد 3 أيام، اختلط فيها العيش بالملح بمياه النيل وضحكات المواقف، إذ تواصلت القلوب حتى بعد نهاية الرحلة، وعودتها إلى بلدها التي توفيت فيها.
انتهت رحلتها السياحية، لتعود إلى مسقط رأسها في إحدى الولايات الأمريكية بالقرب من كندا، لكنها تعرضت لحادث مروري أليم، أودى بحياتها، وعندما وصل الخبر إلى فوه، خيّم الحزن على المدينة.
نعتها مؤسسة تراث فوه السياحية، برسالة حزن عبر الصفحة الرسمية للمؤسسة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نيابة عن أهل مدينة فوه في مصر: "خالص العزاء لأسرتك وأصدقائك، وكل الذين يعرفونك.. أنت في قلوبنا جميعًا لن ولم ننسك أبدًا مدى الحياة، نحبك من القلب".
وأشار "صلاح" إلى أنه يجري اتصالات مع المسؤولين في محافظة كفر الشيخ، والوحدة المحلية لمركز ومدينة فوه، بشأن إطلاق اسمها على مكان مناسب تخليدًا لذكراها.
لم تفصل بينهم المسافات، القارات والمحيطات، فهنا في فوه بكى الأطفال عليها، كما حزن الكبار، فعبّرت "سماح"، طفلة لم تتجاوز الـ11 سنة، عن حزنها قائلة، "وعدتني أن تستقبلني في بلدها ونلعب سويًا هناك.
بينما قالت "فتحية" ربة منزل، كانت تخبز معي، وكنا نضحك، وشعرت أنها كابنتي تمامًا، الله يرحمها، كانت فرحة تتحرك على الأرض".
فيديو قد يعجبك: