"إيفون".. قصة كفاح أم مثالية بدأت برفض الإجهاض

سوهاج – عمار عبدالواحد:

وراء كل قصة كفاح امرأة، هكذا يقول الواقع وأثبته قصة كفاح "إيفون حبيب لبيب" ابنة مركز جرجا جنوبي سوهاج، والفائزة بالمركز الأول في مسابقة الأم المثالية لعام 2018، على مستوى المحافظة.

وتروي "إيفون" قصة كفاحها مع نجلها "مينا" والتي اختارتها بكامل إرادتها، وأعطته خلالها كل الحب والعناية، قائلة: "تزوجت بعد قصة حب دامت عدة سنوات وكنت حينها أعمل موظفة في مجلس مدينة جرجا، وبعد زواجنا بحوالي 7 أشهر التحق زوجي لأداء خدمته العسكرية بالجيش في 1986، ولم يكتب له أن يُنهي خدمته ويعود إلينا لاستكمال مسيرة حياتنا سويا وبعد التحاقه بالجيش بمدة تصل 3 شهور تقريبا جاءنا نبأ وفاته، وفي الوقت ذاته كنت أحمل في بطني قطعة من روح زوجي ومني ووجدت نفسي مسؤولة عنه كأم وأب قبل أن يرى النور أو حتى نعرف نوعه".

وتابعت: "نصحني البعض من أهلي بالإجهاض والتخلص من الجنين وبدء حياتي من جديد، ولكنني رفضت بشدة وقلت لهم كيف أتخلص من هدية بعتهالي ربنا، وانتظرت قدومه بفارغ الصبر، ويوم ولادته شعرت أن زوجي لم يتركني وحيدة وترك لي رجلاً يعينني على صعاب الحياة رغم صغر سنه، وواصلت الليل بالنهار في تربيته والعناية به بمساعدة أهلي، ولم أترك شيئا في وسعي لإسعاده وكان نعم الابن لي وتفوق في دراسته حتى حصل على بكالوريوس علوم وتم تعيينه مدرسا في إحدى مدارس جرجا الإعدادية، ولم يكتف بذلك وأكمل دراسته العليا في تخصصه.

وعن اللحظات التي لن تناسها قالت "الأم المثالية" رغم محاولتي جاهدة لكي أسعد ابني وألا يشعر بشئ ينقصه إلا أنه جاءني في أحد الأيام قائلا "كل العيال بتقول يا بابا إلا أنا.. ينفع أقولك أنت يا بابا؟"، وحينها وجدت نفسي عاجزة عن الرد ولم يسعني إلا أن أقول له "قولي بابا وماما".

وعن استكمال قصة كفاحها مع نجلها قالت "إيفون"، انتظر لحظة عثوره على شريكة حياته المناسبة لتستكمل معه المسيرة، وقد أمنت له السكن اللازم وفضلت أن أترك له شقتي حتى لا أكون عثرة في طريقه واستأجرت شقة بمفردي لأقيم فيها.

وتابعت إن تكريمي الحقيقي يوم أن ألقى زوجي وقد أديت رسالتي تجاه نجلنا الوحيد، كما يجب أن يكون وعلى قدر استطاعتي دون أي تقصير مني.

كان وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسوهاج، محمد عبد السلام، أعلن فوز إيفون حبيب لبيب بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة لحصولها على المركز الأول، وهي أرملة تناهز الـ 59 عاما، وتوفى زوجها بعد عام من زواجهما، وكانت في الـ 32 عاما حينها، وترك لها ابن وحيد، تخرج في كلية العلوم ويعمل الآن مدرسا.