رَبّت 3 مكفوفين من بيع الخضار.. الأم المثالية على مستوى الجمهورية: "نفسي أحج"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
الدقهلية- رامي القناوي:
ضربت أروع الأمثلة في الثبات والرضا بقضاء الله، حينما منٌّ الله عليها بثلاثة أبناء مكفوفين، ربتهم واهتمت بتعليمهم، بعد وفاة زوجها الذي اختير قبل ثلاثة أعوام من وفاته "أب مثالي" هو الآخر، لتستكمل المسيرة بعده وتضرب مثلا جديدا في البسالة والتضحية، بتخريجهم من كلية أصول الدين جامعة الأزهر.
السيدة صباح حمزة حسانين، ابنة قرية عزبة واصف بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، البالغة من العمر 59 سنة، والتي أعلنت مديرية التضامن بالدقهلية اختيار الوزارة لها أما مثالية، على مستوى الجمهورية هذا العام، بعد أن ضربت مثالا ناجحا يحتذى به في الصبر والتحمل بجانب عملها كبائعة للخضر والخبز للآخرين في منازلهم بالقرية من أجل تربية أبنائها الثلاثة مع زوجها قبل وفاته منذ أربعة أشهر.
تقول "صباح": "لم أتوقع اختياري أم مثالية على مستوى الجمهورية، أنا تعبت في حياتي أوي، وكانت أمنيتي إن ربنا يكرمني وأحسن تربية أبنائي وأشوفهم متخرجين والحمد لله تحقق حلمي واشتغلوا".
وأضافت الأم المثالية أن الله منٌّ عليها بثلاثة أبناء وهم "متولي"، و"محمد"، و"فاطمة"، من فاقدي البصر ولكن عملت بجانب زوجها على مواجهة تحديات الحياة والتغلب على كافة المصاعب التي تواجه أبنائها الثلاثة حتى كبروا وألحقوا بالأزهر الشريف ليتخرجوا من كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالزقازيق، واستطاعوا حفظ القرآن الكريم كاملا، ولم يمنعهم فقد البصر من التفوق الدراسي.
وروت "صباح" رحلتها مع أبنائها، مشيرة إلى أنها تزوجت محمود متولي المرسي عبدالله، خلال فترة زواج دامت لأكثر من 43 عاما، وبعد أن أنجبت نجلها الأكبر "متولي"، فوجئت أنه ولد كفيف، حتى رزقت بنجلي الثاني "محمد" وفوجئت أنه يعاني من ذات المعاناة، ليرزق بآخر العنقود "فاطمة" فيكتشفوا أصابتها بفقدان البصر هي الأخرى.
وتابعت الأم قائلة: "ظل زوجي يشد من أزري ويؤكد أن ذلك ابتلاء من الله لمعرفة مدى صبرنا على البلاء ولكن أصر على أن يلحقهم بالأزهر لتكتمل بصيرتهم بنور القرآن".
وواصلت "صباح" استكمال قصة كفاحها لتؤكد أنها كانت تستيقظ يوميا في الفجر من أجل إعداد أبنائها للذهاب إلى المعهد لتلقي علومهم قائلة:" كنت أصحى كل يوم الصبح وأركبهم على دابة علشان خايفة عليهم وأمشي أنا جنب الدابة ثم أعود لبيع الخضر فى السوق وبعض الأيام أخبز في البيت لمساعدة زوجي على نفقات المعيشة".
وأشارت إلى أن زوجها وافته المنية منذ عدة أشهر بعد معاناته مع المرض نتيجة إصابته بالكبد وكان يعمل حرفي ميكانيكي بسيط بشركة ميت غمر للغزل والنسيج، وأكدت صباح أن زوجها أصيب بمرض أتعبه ولكنها أصرت على استكمال مسيرة أبناءها الثلاثة وتعليمهم حتى حصلو على مؤهلات عليا من جامعة الأزهر وعمل اثنان منهم المتولى، ومحمد، بوظيفة إمام وخطيب بالأوقاف، وفاطمة معلمة علوم شرعية بالأزهر الشريف.
وأضافت الأم المثالية، أنها كافحت من أجلهم هي وزوجها الراحل، حيث حصل على الأب المثالي منذ عدة سنوات، مشيرة إلى أنها عملت بائعة للخضر، من أجل تعليم الأبناء وتحقيق الحلم بأن يصبحوا من المتفوقين.
وطالبت الأم المثالية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الموافقة على منحها تأشيرتي حج لها ولابنتها الكفيفة التي تقدمت بقصتها لوزارة التضامن حتى اختيرت أمّا مثالية.
فيديو قد يعجبك: