لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ذكرى رحيله.. مغامرات مكاوي سعيد في "البقعة المباركة"

03:04 ص الإثنين 03 ديسمبر 2018

مكاوي سعيد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عاطف:

"أنا أحب القاهرة لأني وُلدت في عاصمتها الفخرية في منطقة وسط البلد، التي عشقت أماكنها وتاريخها وأرواح ساكنيها الراحلين التي تجوب طرقها وأسلبتها كل ليلة، والمقيمين فيها الذين يتجولون ويتجادلون ويضيفون إليها أو ينتقصون منها، وكتبت عنها في كتابي "مقتنيات وسط البلد" وعندما أكتمل كتابي هذا أسميته القاهرة وما فيها".. هكذا عبر الكاتب الروائي الراحل مكاوي سعيد، الذي حلت ذكرى وفاته الأولى أمس الأحد، عن حبه لمنطقة وسط القاهرة الخديوية، باعتبارها "البقعة المباركة"، كما أطلق عليها.

كان "مكاوي" شغوفًا باكتشاف المنطقة بل وتناولها عبر كتبه بشكل غير تقليدي، إلى جانب أنسنة العمارات الشاهقة والمباني الأثرية عبر توثيق الحكايات الشخصية لقاطنيها، انطلاقًا من خبرته مع أغلبهم.

أصدر "مكاوي" كتابه الشهير "مقتنيات وسط البلد" عام 2008، ولم يسعفه القدر أن يحتفل بصدور كتابه الأخير الذي صدر قبل رحليه بأيام، تحت عنوان "القاهرة وما فيها"، وفيه يتناول تاريخ المنطقة خلال 486 صفحة من القطع الكبير، حرص خلالها أن تكون مزدانة بالقصص الفريدة الشيقة زادت على الـ45 حكاية.

وفي كتابيه ينتقي صاحب "فئران السفينة"، وجوهًا وأماكن من وسط القاهرة، من بين جنبات تلك الشوارع المعدودة التي تَشكَّل فيها جزء هام من تاريخ مصر الحديثة؛ حيث كانت ولا تزال ملتقى المثقفين والفنانين المصريين، يمارسون فيها الفن والسياسة والكلام والصعلكة، حيث تتداخل حياة هؤلاء المثقفين وما لهم من طموحات لا محدودة وجنون مدهش، بحياة ملايين المارة اليوميين من جميع أنحاء مصر والعالم.

يتناول الكتاب قصصا خاصة، عن مقاهٍ ومطاعم وبارات ومنتديات ثقافية نشطت في وسط البلد منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات، تلك الأماكن التي منها ما يزال قائمًا يحتفظ ببريقه، ومنها ما انسحب تمامًا من الصورة بعد أن أزاحته محلات الأحذية أو الوجبات السريعة، ومنها ما تدهور حاله، وإن ظل محتفظًا باسمه ومكانه، ومنها جروبي، وريش، والنادي اليوناني، وأسترا، وعلي بابا، وقهوة الحرية، وستلا، وإستوريل، وغيرها.

في كتبه يتحسر صاحب "تغريدة البجعة"، مدينته التى عاشت تدهورا بالغا عبر قرن من الزمان، وكأنه يفرغ ما في جعبته قبل الرحيل، مُزينًا ما بين الحكايات بصور الشخصيات والأماكن التي تحدث عنها، ولم يروِ حكاياته بترتيب زمني أو رحلة محددة في المكان، بل اتخذ المتعة طريقًا كافيًا، فالرحلة المدهشة بين صفحات "القاهرة وما فيها" تنتقل بالقارىء من بدايات عصر النهضة إلى عمق الخلافة الفاطمية التي أسست القاهرة، ومن شخصيات أسست مصر الحديثة في نهايات القرن التاسع عشر إلى أشهر من مرّ بهذه "البقعة المباركة"، كما وصفها، خلال القرن العشرين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان