لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التحطيب في الأقصر.. مصدر فخر وشهامة وشباب في الستين

12:32 ص الخميس 27 ديسمبر 2018

الأقصر – محمد محروس:

إبراهيم المحمدي، أحد المشاركين في مهرجان الأقصر للتحطيب في دورته التاسعة تجاوز الستين من عمره يبارز شابا في الثلاثين بخفة ورشاقة ودقة في الأداء وجمال في الحركة وكأنهما من جيل واحد.

يمارس "المحمدي" لعبة التحطيب المنتشرة في محافظات الصعيد على إيقاع راقص، مصدره مزمار صادح من أفواه رجال في أمثال عمره، ووسط حلبة دائرية محاطة بالعشرات، يتابعون النزال بشغف شديد، مأخوذة أنظارهم إلي وسط الحلبة، يترقبون المغوار الذي سيفوز بالنهاية.

يعد "التحطيب" اللعبة الأكثر شهرة في قرى الصعيد حيث أنها أحد الموروثات التي لا زال الصعيد متمسك بها، فتاريخ اللعبة يعود للفراعنة أول من مارسها ووضع قواعدها قبل آلاف السنين، وهو ما وثقته نقوش جدران معبد الكرنك، ولا زال سكان الصعيد يمارسونها في مختلف المناسبات، فلا يكاد يخلو حفل زفاف أو مولد صوفي من حلبة للتحطيب.

المحمدي ليس وحده الذي يمارس التحطيب بعد الستين فمن بين 140 مشاركا في مهرجان التحطيب المقام في الأقصر والتي بدأت فعالياته، مساء الاثنين، هناك علي الأقل 30 مشاركا تخطوا هذا السن قادمين من محافظات المنيا وسوهاج وقنا وأسوان بالإضافة للأقصر.

جذبت حلبة التحطيب عددا من السياح الذين جلسوا علي أحد الأرائك التي تراصت علي شكل دائري في قلب ساحة أبوالحجاج المطلة علي معبد الأقصر، يشاهدون الحركة الراقصة لرجال تفاوتت أعمارهم علي أنغام وإيقاع موسيقي فلكلورية صاخبة.

ورغم أن التحطيب هو مبارزة بالعصي بين رجلين إلا أنها لا تحمل أي مظاهر عنف، بل أساسها ومبدأها الاحترام المتبادل والصداقة والشجاعة والفروسية والفخر.

وقانون لعبة التحطيب هو أن الفائز في النزال من يصد ضربات منافسه ويبادر بإيصال ضربات سريعة وراقصة، فينبغي أن يتمتع المحطب بذكاء ولياقة بدنية عالية ونظر حاد وسرعة بديهة وقوة بدنية تمكّنه من الإمساك بالعصا جيدا، حتى لا تقع من يده ويصبح مثار سخرية الحاضرين.

الفنان أحمد الشافعي المشرف علي مهرجان الأقصر للتحطيب يقول :" أن لعبة التحطيب تمثل الفروسية والشهامة والنبل والقدرة علي الدفاع عن النفس والدفاع عن الجماعة "لافتا إلي أنه يتم في هذه الدورة المزج بين مشايخ اللعبة واللاعبين الشباب ويتم الاستعراض القائم علي استلام وتسلم العصا.

ويضيف الشافعي :" التحطيب لعبة مشهورة يعرفها أهل الصعيد وتمارس عادة في الموالد والأفراح ومن بين أهم قواعدها ألا يكون بين المتبارين أي خصومات أو عداءات سابقة حتى لا تتحول حلبة التحطيب إلى ساحة معركة".

ويشير الشافعي إلي أن الهيئة العامة للقصور الثقافية ووزارة الثقافة حريصة علي دعم واستمرار مهرجان التحطيب في الأقصر بهدف الحفاظ علي التراث الشعبي، حتي تستوعبه الأجيال القادمة، لافتا إلي أن المهرجان يقام في شهر ديسمبر من كل عام نظرا لتعامد الشمس علي معبد الكرنك، الذي توثق جدرانه تاريخ لعبة التحطيب التي تعود جذورها لآلاف السنين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان