سراديب وأسرار وحكايات.. محطة مصر قلب الإسكندرية النابض يتألم (صور)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
الإسكندرية – محمد عامر:
"القهوة العالية أم سلالم"، "حلواني العصافيري"، "سوق باب عمر باشا"، كلٌ هنا يدور في فلكها، إنها "محطة قطارات الإسكندرية"، قلب المدينة النابض بالحركة والنشاط، والذي بات يتألم بعدما حاصرته أمراض العشوائية والإهمال.
على أرصفتها، يمر الآلاف يوميا، مسافرون وعائدون، مودعون ومستقبلون، متعجلون ومتباطئون، موجات من البشر تتلاطم بين جدرانها العالية، كثيرا منهم لا يعرفون تاريخ وقيمة مبناها العريق بطرازه المستوحى من الحضارة اليونانية.
مبلغ خيالي
في أول نوفمبر 1927، وقف الملك فؤاد الأول وسط حاشيته وكبار رجال الدولة، ليعلن رسميا عن افتتاح محطة قطارات الإسكندرية الجديدة، بعد 7 سنوات من بدء تشييدها، بعدما عطلت الحرب العالمية الأولى استيراد مواد البناء من الخارج.
مبنى محطة قطارات الإسكندرية، أو كما يطلق عليها السكندريون "محطة مصر"، نفذته شركة بلجيكية متخصصة في محطات القطارات، وبلغت مساحته الإجمالية 4000 متر – وقتها – وعرض واجهته الأمامية 90 مترا.
لم يكن ضخامة وجمال المبنى فقط هو ما شغل الصحف الصادرة صباح اليوم التالي، حيث وصفت جريدة "اللطائف المصورة" تكلفة إنشاء محطة قطارات الإسكندرية- وقتها- والتي بلغت 350 ألف جنيه بـ"المبلغ الخيالي".
قائمة التراث
الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، قال إن مبنى محطة مصر وصف بالجديد وقتها لوجود محطة قطارات أخرى في القباري، مشيرا إلى أن ازدهار حركة نقل البضائع والركاب ونمو العمران وقتها استوجب إنشاء محطة جديدة.
وقال عاصم لـ"مصراوى" إن مبنى المحطة والذي مر على إنشائه 91 عاما، مسجل برقم 130 في قائمة التراث ويخضع للقانون 144 لسنة 2006، إلا أنه لم يسجل كأثر حتى الآن.
وانتقد نقيب المرشدين السياحيين السابق، الحالة المتردية التي بات عليها المبنى حاليا، قائلا:"الوضع الحالي لمبنى المحطة سيئ جدا.. وللأسف الأجانب وزوار المدينة بيصوروا ده".
ميداليات تاريخية
"الأحجار المستخدمة في البناء جلبت من اليونان وإيطاليا"، يقول أحمد عبد الفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار سابقا، واصفا مبني المحطة ببوابة البحر المتوسط لأعالي أفريقيا، وتحفة معمارية صممها المعماري أنطون لاشياك.
وطالب المستشار السابق للمجلس الأعلى للآثار، بإعادة تخطيط الفناء الخارجي لمحطة مصر وندب خبراء لترميم مبنى المحطة وإنقاذ الميداليات التاريخية التي تعلوه من الضياع بسبب القدم وعوامل التعرية.
أول قطار وصل إلى الإسكندرية عام 1853، حين كانت مصر ثاني دول العالم بعد بريطانيا في تشغيل السكك الحديدية، من أجل إيجاد طريق تجاري بري بين أوروبا والهند.
مستشفى في السرداب
وفي أبريل 2016، قادت الصدفة أحد العمال للعثور عثر على سلم يقود إلى سرداب أسفل محطة مصر، وجد بداخله ملابس وقوارير زجاجية كانت تستخدم لوضع المواد الكيميائية وعلاج المرضى وقت بناء السكة الحديد.
وصف البعض الأنفاق بأنها كانت تستخدم كمستشفى ميداني لعلاج العاملين ببناء خطوط السكة الحديد قديما، إلا أن محمد متولي، مدير منطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، نفى ذلك تماما.
وقال متولى، في تصريح لـ"مصراوى" إن الأشياء المكتشفة لم تثبت لها أية قيمة أثرية أو تاريخية، ولكنها قديمة وترجع إلى الحقبة الزمنية التي أسست خلالها محطة قطارات الإسكندرية.
جمهورية الباعة الجائلين
خارج المحطة يغوص الميدان المحيط بها والذي يعرف بـ"ميدان الشهداء" في العشوائية من كل جانب، الكلمة العليا فيه للباعة الجائلين وحدهم، بعدما احتلوا كل شبر بأرجائه، ما يجعل الانطباع الأول لزوار المدينة الساحلية عبر بوابتها، محطة مصر، انطباعا سيئا قد يزول بالوصول إلى بحرها.
مصطفى ربيع، أحد سكان العطارين، يقول إن ميدان محطة مصر تحول عزبة خاصة بالباعة الجائلين، مشيرا إلى أنهم – قاصدا الباعة - أغلقوا كافة شوارع الميدان، وسرقوا التيار الكهربائي من أعمدة الإنارة، وألقوا أطنان من القمامة بالطريق العام على مرأى ومسمع من الجميع، دون أي رقابة من الأحياء.
تطوير روتيني
وعلى غرار المحطة الرئيسية بالقاهرة، تخضع محطة مصر بالإسكندرية، منذ سنوات، لعملية تطوير لم ترى النور حتى الآن، وهو برره مصدر بهيئة السكة الحديد، قائلا:" الاعتمادات المالية ليست سبب التأخير ولكن الأعمال الروتينية والتصاريح هي السبب".
وتشمل أعمال التطوير إحلال وتجديد جميع الأرصفة من "1 إلى 8"، وصالة التذاكر الرئيسية، وإنشاء خطوط الحريق وتموين القطارات وكاميرات المراقبة، فضلا عن إجراء تحسينات شاملة لواجهة مبنى المحطة من الخارج.
لوحة رقمية
وفي آخر زيارة للدكتور هشام عرفات، وزير النقل، إلى محطة مصر، وجه بسرعة الانتهاء من أعمال التطوير ورفع معدلات السلامة والأمان على الأرصفة حفاظا على سلامة الركاب.
ووجه وزير النقل بضرورة وضع لوحة رقمية تبين مواعيد وصول وقيام القطارات – على غرار الموجودة بمحطة رمسيس – فضلا عن تطوير الإذاعة الداخلية لإعلام المسافرين دوريا بمواعيد القطارات.
فيديو قد يعجبك: