لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قدم بشرية" كشفت حكايته.. لماذا شيد فارس روماني معبدا له في الإسكندرية؟ (صور)

10:57 م الجمعة 14 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

الوفاء بالنذر كان سبب بناءه قبل 1900 سنة، ولايزال معبد الرأس السوداء يتفرد عن غيره من المناطق الأثرية في الإسكندرية كونه المعبد الوحيد الخاص المكتشف في المدينة الساحلية والذي شيده أحد الفرسان الرومان على بعد 5 كيلومتر من البحر، لرد الجميل وفقًا لمعتقداته الدينية عقب نجاته من حادث كاد أن يودي بحياته.

يرصد "مصراوي" في السطور التالية قصة المعبد وأبرز المراحل في تاريخ المبنى الأثري وفقًا للتسلسل الزمني منذ اكتشافه قبل 82 سنة.

*صدفة قادت لاكتشافه
الصدفة وحدها كانت سبب اكتشاف المعبد عام 1936 في منطقه الرأس السوداء بسيدي بشر شرقي الإسكندرية، كما تقول الباحثة الأثرية منى عبدالله، وكانت تلك المنطقة تسمي في عهد بنائه "تابوزريس بارفا" أي المنطقة المخصصة لعبادة الإله أوزريس، ولم تكن القصة وراء بناءه عرفت بعد حتى جذب اهتمام العالم الأثري الإيطالي أكيليي أدرياني نظرُا لكونه الاكتشاف الأول من نوعه ليبدأ أعمال الحفائر بالموقع عام 1937.

تضيف الباحثة الأثرية، أن الأبحاث التي أجريت في أعقاب الاكتشاف بينت أن المعبد ينسب إلى العصر الروماني ويرجع تاريخه إلى الفترة من عصر الإمبراطور هادريان "117 – 138 ميلادية" وحتي بداية العصر الأنطونيني – عصر أسرة أنطونيوس- أي أنه يؤرخ إلي فترة منتصف القرن الثاني الميلادي.

*قدم بشرية كشفت اللغز
نموذج لقدم بشرية من الرخام تتوسط أعمدة المعبد كشفت لغز المعبد، بعد أن عثر عليها موضوعة فوق قاعدة طويلة من الرخام بين أعمدته وظهر على القاعدة نقش روماني من 9 أسطر قادت كلماته إلى قصة المعبد و سبب بنائه، وهو عبارة عن إهداء من فارس يدعى إيزدوروس إلى الإلهة إيزيس وفاء بالنذر بعد شفائه من سقطة مميتة من عربته كانت تسبب في إصابة بالغة بقدمه اليمنى.

*جولة في المعبد
بني المعبد علي أرضية مرتفعة "PODIUM" يتقدمها سلم عريض وهو المدخل الرئيسي المؤدي إلى بهو يضم 4 أعمدة من الرخام الأبيض، وفي خلفية الأعمدة تقع حجرة قدس الأقداس وهي الحجرة الرئيسية بالمعبد والتي كان يقام بها طقس تقديم القرابين للإلهة إيزيس، وعلى بعد خطوات قليلة يوجد السلم الثانوى الجانبى في الحائط الشرقي للمعبد والذي يقود إلى حجرة الكهنة، فضلا عن حجرتين شبه متهدمتين في الطابق العلوي كانت تستخدم سكنا للكهنة آنذاك.

وفي ناحية الحائط الشمالي للمعبد توجد قطعة كبيرة من الحجر الجيري كان عثر عليها وقت الاكتشاف وتضم 5 تماثيل من الرخام الأبيض الدقيق تمثل آلهة المعبد "إيزيس، حربوقراط، هرمونابيس"، بالإضافة إلى تمثالي "أوزريس كانوب"، و في الجزء الأمامي عثر على مذبح صغير اكتشف بالقرب منه تمثالين آخرين لأبوالهول، والتماثيل موجودة حاليا ضمن مقتنيات متحف مكتبة الإسكندرية، بينما لا تزال القدم ضمن مقتنيات لمتحف اليوناني الروماني.

*هربا من الصرف الصحي
بعد مرور 50 سنة، على اكتشاف المعبد تقرر نقله بالكامل إلى مكان آخر لتأثره بمياه الصرف الصحي، حتى جرى نقله تم نقله عام 1993 بعد موافقة المجلس الأعلى للآثار إلى منطقة باب شرقي، وأشرف آنذاك الدكتور أحمد البربري الخبير الأثري،على عملية التفكيك والنقل وإعادة التركيب ليظل في موضعه الحالي بالقرب من المنطقة الأثرية المجاورة لمقابر اللاتين.

*عودة التنقيب
في عام 1999 عادت مرة أخرى أعمال الحفائر الأثرية في الموقع الأصلي للمعبد بعد مرور 56 عاما من تاريخ الاكتشاف، لتسفر عن العثور على أجزاء من كتل الحجر الجيري يعتقد أنها تنتمي إلى أساسات البناء الأصلي وبقايا جدران مهدومة وبعض الأحواض الرخامية وتابوت جرانيتي وكذا بقايا أرضيات بعضها من الفسيفساء الرخام الملونة ذات أشكال هندسية كانت تستخدم في تصميمات حمامات ذلك العصر.

فيديو قد يعجبك: