بيزنس حديد الزهر.. يعيد سرقات أغطية بالوعات الصرف الصحي لشوارع الإسماعيلية

الإسماعيلية- محمد عوض :

استنفرت عملية سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي، بمدينة الإسماعيلية سكان المناطق التي تعرضت للسرقة حتى أنهم وضعوا فروع أشجار لتنبيه السيارات قبل مواقع البالوعات المفتوحة.

سرقة أغطية البالوعات عادت ظاهرة بمدينة الإسماعيلية بعد تراجع عدد السرقات خلال الأعوام الماضية، ففي خلال الشهر الماضي رصدت سرقات بشوارع رئيسية بالمدينة فيما سجلت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي سرقة 150 غطاء بمناطق المحافظة حتى منتصف العام الجاري.

وتعاني شركة المياه والصرف الصحي من ارتفاع معدلات سرقة أغطية البالوعات، مما حدا بها إلي إجراءات بديلة للسيطرة علي عدد السرقات، باستخدام خامات مختلفة أقل قيمة من الحديد الزهر.

حديد الزهر الخردة المستخرج من أغطية بالوعات الصرف الصحي في الشوارع، يدخل في صفقات تجار الخردة كونه أحد العناصر المطلوبة في مصانع الحديد.

محمود علي، تاجر خردة بمدينة الإسماعيلية، يقول، " حديد الزهر كان له سوق كبير في الخردة، وسعر مرتفع ، وكانت مصانع الأدوات الصحية تعيد استخدامه في تصنيع مواسير الصرف الصحي المنزلي و لكن مع انتشار مواسير الصرف البلاستيكية، قل الاعتماد علي حديد الزهر .

ويستخدم الحديد المصهور من أغطية بالوعات الصرف بعد معالجته في صناعة أثقال معادلة أوزان المصاعد الكهربائية والمعدات الثقيلة .

أضاف التاجر أن سرقة الأغطية الحديد كانت تمثل ثروة بالنسبة للصوص ولكن أوزان الأغطية الجديدة ونوعية الحديد تزيد من المخاطرة بالسرقة أمام العائد المادي منها .

وبحسب أكثر من تاجر للخردة بمدينة الإسماعيلية تتراوح أسعار بيع كيلو حديد الزهر من 4 جنيها حتي 9 أو10 جنيهات، بحسب جودة ونظافة الغطاء وسلامته.

شركة القناة لمياه الشرب والصرف الصحي، لجأت إلى طرق جديدة في محاولة خفض حوادث سرقات أغطية بالوعات الصرف الصحي، منها استخدام أنواع حديد أقل قيمة من حديد الزهر وأغطية أخف وزنا، بحسب بيان للشركة.

وقال البيان " ننسق مع دواوين الأحياء لتحديد أماكن أغطية البالوعات المسروقة، لتغييرها بالنوع الجديد، ولكن حجم المسروقات أكبر من إمكانية تعويضها في دفعة واحدة، وبدأت الشركة في مدينة بورسعيد والسويس لتحديد نطاق لتغيير أغطية البالوعات، ولكن الكميات المطلوبة للتجديد والإحلال لم تصل كلها بعد ".

فيما قال تاجر خردة، فضل عدم نشر اسمه، إن سارقي الأغطية الحديدة أغلبهم بسبب الفقر أو الحاجة لشراء مخدرات، لأن العائد المادي من العمل في جمع بقايا الأوراق والكرتون أعلى قيمة من حديد الزهر، فسعر بيع الكرتون قد يصل إلى ألف جنيه، وهو أكثر قيمة وأسهل في الجمع من مخاطرة السرقة.

ويتراوح وزن غطاء بالوعات الصرف الصحي من 50 إلى 60 كليو جرام للغطاء الواحد، وهناك نوع جديد من الأغطية وزنه أقل من 30 كيلو جرام، ما يعطي قيمة مادية أقل لتاجر الخردة أو سارقه بحسب قول التاجر.

وقال كريم بيومي، صاحب شركة خاصة لجمع وتدوير المخلفات، إن عمليات سرقة أغطية البالوعات تنتشر في الأوقات المتأخرة من الليل وخاصة في أماكن بعيدة، لكن نراها في أماكن حيوية، إذ اختفت أغطية مصارف الأمطار في نفق الثلاثيني ونفق جمال عبدالناصر، ولا تكشتف السرقات إلا في موسم الشتاء.