لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حارس بحر إسكندرية.. فنار المكس الصغير خارج حسابات الآثار (صور)

05:03 م الثلاثاء 06 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

"نفسي مرجل؛ وقلبي شراع بهما في الضلوع سيري وأرسي.. واجعلي وجهك الفنار ومجراك يد الثغر بين رمل ومكس".. لم يستطع أمير الشعراء أحمد شوقي في منفاه بالأندلس عام 1920 أن ينسى محبوبته الإسكندرية وفنارها فنظم فيه الأشعار.

من لم تُسقه قدماه إلى "مكس الإسكندرية" لن يشعر بما جال في خاطر أمير الشعراء وقتها، فمكونات ثلاث كالشط والبحر والفنار، فقد يعتقد البعض أنها لا تتجمع إلا في خيال الشعراء والرسامين، دون أن يدري أن تلك اللوحة الفنية جزءا من عروس البحر المتوسط.

على بعد أمتار قليلة من شاطئ البحر، يقبع أحد أبرز مكونات اللوحة الملهمة لـ"شوقي" وهو فنار "المكس الصغير" منذ أكثر من 120 عاما، حارسا أمين ومرشدا للسفن والصيادين، وشاهدا على أحداث تاريخية مرت على مدينة الإسكندرية كخروج الملك فاروق من مصر، ودخول الإنجليز إلى البلاد.

ماذا يعني المكس؟

"المكس" اسم اشتق من "المكوس" التي تعنى في اللغة العربية "الضرائب" أو "الجمارك" على البضائع، حيث يقع فنار المكس وغيره من الفنارات الأقل أهمية كفنار المكس الكبير وفنار النجمة على رأس الممر الملاحي لميناءي الإسكندرية والدخيلة.

وعلى مدار سنوات جذبت الطبيعة البكر والمنطقة المحيطة لفنار المكس المخرجين، لتصبح جزءا من أعمال فنية كمسلسل "عرفة البحر" لنور الشريف، وأفلام" الشبح" لأحمد عز، و"حمادة يلعب" لأحمد رزق، و"بلطية العايمة" لعبلة كامل.

جدران متهالكة

وكغيره من معالم الإسكندرية صار فنار المكس يعاني من الإهمال مؤخرا، فجدرانه أصبحت مهملة ومتآكلة الأجزاء، بفعل عوامل التعرية وغياب الترميم، في ظل موجات عاتية تضرب جوانبه ليلا ونهار.

"فنار المكس غير مسجل ضمن الآثار.. لو كان يرقى للضم للآثار كان تم تسجيله".. يقول مصدر مسئول بآثار الإسكندرية لـ"مصراوي"، مشيرا إلى أن الآثار ليس لها علاقة به.

وأضاف المصدر- الذي رفض ذكر اسمه لكونه غير مخول له الحديث للإعلام- أن الجهة المسئولة عن الفنار هي لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة الإسكندرية والتي يرأسها محافظ الإسكندرية.

شروط الآثار

وبسؤاله عن شروط ضم أي مبنى للآثار، أوضح المصدر شروط التسجيل بالآثار هي أن يكون شهد حدثا تاريخيا مهما، أو تكون قد مرت عليه فترة زمنية تزيد على الـ100 عام، أو عاشت فيه شخصية تاريخية مهمة، أو أن يكون به عناصر فنية عالية.

وأشار المصدر إلى وجود أكثر من ألف مبنى تراثي في الإسكندرية تخضع للقانون 144 لسنة 2006، تقوم الآثار بانتقاء بعضها لضمها إليها، وفقا للإعتمادات المالية، وتتعامل معها وفق القانون 117 لسنة 1983.

لا آثر ولا تراث

وفجر الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية السابق، مفاجأة، قائلا:" فنار المكس ليس مسجل كآثر أو تراث.. وهو حال نصف آثارنا الإسلامية في الإسكندرية.. أليس هذا مكان تراثي وتاريخي؟".

ويضيف "عاصم" في تصريح لـ"مصراوي" أن فنار المكس يتبع هيئة ميناء الإسكندرية، وليس موضوعا على خريطة السياحة في الإسكندرية، رغم كونه يعود لعصر أسرة محمد على ولحقت به أضرار أيام الاحتلال الانجليزي عام 1882.

وأوضح نقيب المرشدين السياحيين السابق، أن الفنار ليس مهجورا ويقوم مهمته في إرشاد السفن حتى الآن وما نريده وضع لوحة توضح تاريخ إنشاءه وأهميته فهو جزء من تاريخنا – بحسب قوله.

حارس السفن

"إذا لم يرى قبطان السفينة القادمة لميناء الإسكندرية أضواء فناري المكس الكبير والصغير بشكل متطابق قد يعرض السفينة للشحوط .. فهذا يعنى أنه يسير خارج الممر الملاحي".. يقول رضا الغندور، المتحدث باسم هيئة ميناء الإسكندرية.

وأشار"الغندور" لـ"مصراوي" إلى أن فنار المكس تم تطويره منذ 4 سنوات، مشيرا إلى أنه علامة بحرية هامة تحوى حاليا أجهزة ملاحية واتصالات سلكية ولا سلكية وأضواء ويعمل من خلال 9 موظفين على مدار 24 ساعة.

وأضاف المتحدث باسم ميناء الإسكندرية، أن الفنار علامة بحرية تقوم بإرشاد السفن، قائلا:" ليس موقعا سياحيا وليس له علاقة بالجمهور لماذا أقوم بفتحه.. كل فنارات الميناء هامة.. عدا فنار النجمة فهو مهجور حاليا".

فيديو قد يعجبك: