بالصور- "مصراوي" في محطة العمل الأخيرة لـ "البحار مندي".. هنا "عاش الأسطورة الحقيقي"
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
الإسكندرية – محمد البدري:
لم يكتسب لقب الأسطورة من فراغ، فلا يزال البحر يحفظ معارك "البحار مندي" التي أرهق فيها قوات الاحتلال الانجليزي لمصر ومن بعدهم الصهاينة، في بطولات ظلت عالقة في ذاكرة من عاصروه في البحرية المصرية، وتحولت إلى رواية ومسلسل حمل اسمه ذاع صيتها بين المصريين.
"مصراوي" زار مقر مركز الكشافة البحرية في الإسكندرية، الذي قضى فيه محمد مُندي - الشخصية الحقيقية لمسلسل "البحار مندي"- آخر سنوات حياته قبل أن يرحل عن عالمنا الأحد الماضي عن عمر يناهز 95 عامًا، تاركا وراءه إرثا من البطولات الوطنية التي أرَّخها الأدب وسجلتها الدراما المصرية.
شخصية استثنائية
في البداية تحدث الكابتن صالح واصل، مدير مركز الفريق محمد أنور عبداللطيف للكشافة البحرية بالإسكندرية، قائد التدريب بالمركز، قائلا "عم مندي لم يترك أحد إلا وأسدى له النصيحة، أثر في كل الأجيال الموجودة خلال زمن خدمته في مركز الكشافة، وهو ما انعكس على برقيات التعازي والرثاء التي تلقيناها من كافة أنحاء مصر.
وأضاف واصل: "كان البحار مندي قمة في الانضباط بسبب تأثره بحياته العسكرية في القوات البحرية المصرية، فكان الجميع يضبط ساعته على روتين حياته اليومية، حتى أصبح أسطورة"، وعن فترة مرضه أوضح أن العديد من زملائه كانوا على تواصل دائم معه للاطمئنان عليه بالرغم من أن البعض لم يستطع رؤيته في تلك الحالة.
ويتابع قائد مركز الكشافة أن "مندي" كان استثنائيا حتى خلال فترة عمله التي قضاها في آخر مراحل عمره داخل نادي الكشافة البحرية، حيث دأب على العمل حتى تجاوز سن الـ90 وهو أمر يعد غير اعتيادي نظرا لتجاوزه سن التقاعد بنحو 30 عاما، إلا أنه كان يرفض التوقف عن العمل حتى وإن كان ذلك بدون مقابل مادي، في فترة من الفترات طلبنا من "عم مندي" التوقف عن العمل والراحة نظرا لحالته الصحية ولكبر سنه إلا أنه رفض، معللا ذلك بأنه يحب العمل في المكان الذي يذكره بحياته في البحرية المصرية وأكد في ذلك الوقت أنه لا يعمل من أجل المال وإنما حبا في تلك الحياة التي لا يستطيع التخلي عنها، مضيفا "مندي كسر القاعدة ليس بحكم سنه وإنما بحكم حبه لهذا المكان."
"البحر يكره الجبناء"
ويقول محمد السيد عبد الجواد وشهرته جمعة الصياد، فرد أمن بالمركز، إن البحار كان له مقولة شهيرة "البحر يكره الجبناء والجبناء يكرهون البحر، وإذا اتخذ البحر صديقا فإنه سيعطيه بسخاء" فتلك كانت فلسفته في الحياة، مضيفا أنه كان يداوم مشاركة الجميع خبراته في البحر دون أن يبخل عليهم في شيء، كما كان يمتاز بذاكرة قوية لم تتأثر بفعل الزمن حتى تجاوز التسعين عاما، فكان يتذكر تفاصيل الأيام والمواقف كأنها تمر أمام في شريط سينمائي، كما وصف.
وتابع جمعة الصياد قائلا "البحار مندي لن يعوض، إذ كان يمتاز بالمودة وحسن التعامل مع الجميع دون تمييز بين أحد، وكان أيضا يعتاد الجلوس على مقعده المفضل بجوار أفراد الأمن ولم تؤثر شهرته على تعاملاته مع الناس حتى مع أصغر العاملين في المكان."
التواضع أصل المحبة
مصطفى أبو الدهب، عضو في مركز الكشافة البحرية وأحد أبطال مصر في الصيد، كنت من ضمن الناس الذين عاصروا البحار مندي وتعاملوا معه شخصيا، كان يمتاز الأخير بالتواضع والاحترام، وطوال أكثر من 20 عاما قضاها داخل المركز بعد سنوات من تركه القوات البحرية لم نر منه سوى الكفاءة والانضباط في كل شيء.
يضيف أبو الدهب أن أخلاق وسيرته البحار مندي أثرت في المئات من شباب الكشافة في مختلف أنحاء الجمهورية حيث كانت عبارات الرثاء والنعي تصل من كافة محافظات مصر بالرغم من أن بعض هؤلاء الشباب لم يتعاملوا معه سوى مرات قليلة.
وعلى الرغم من عدم حصول البحار مندي على شهادة دراسية عليا، إلا أن الأخير كان يتحدث عدد من اللغات بطلاقة منها الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وذلك بحكم حياته البحرية التي تأثر بها، حيث لم يكن يجد صعوبة في التعامل مع أي زائر للمكان.
وفارق "مندي" الحياة في صمت بعد صراع طويل مع المرض قضى خلاله آخر أيامه داخل إحدى مستشفيات المحافظة، وأقيم عزاءه بجوار مسقط رأسه بمنطقة بحري وسط الإسكندرية.
من هنا اكتسب "مندي" لقب الأسطورة
رحل "البحار مندي" تاركا تاريخ من المغامرات البحرية استمر لقرابة 73 عاما، ولخص جانبا من قصته صديق عمره الأديب الراحل صالح مرسي، ليطلق عليه لقب "الأسطورة" في روايته «البحار مندي» والتي تحولت إلى عمل درامي في التسعينيات أخرجه هاني لاشين وقام ببطولته أحمد عبدالعزيز، نرمين الفقي وحسن حسني.
بدأ مندي حياته البحرية عام 1938 في مركز تدريب قوات السواحل ثم انتقل إلى القوات البحرية عام 1940، ليمضي بعدها قرابة 50 عاما منها في القوات البحرية، ثم 10 أعوام في العمل بين هيئة الميناء وقرابة 13 عاما في نادي الكشافة البحرية في الإسكندرية.
واشتهر البحار مندي بوطنيته الشديدة وفدائيته لبلده التي تجسدت في مقاومة الإنجليز، حيث عرف عنه قيامه ببعض العمليات والتي كان منها حمل الألغام سباحة لزرعها في بعض الوحدات والتمركزات الإنجليزية وقت الاحتلال.
ونشأت صداقة مندي بالأديب صالح مرسي منذ أكثر من 60 عاما حيث التقيا أثناء عمل الأول في البحرية آنذاك، وكان من أبرز المحطات التي جمعتهما معا في هذا الوقت عندما رافقا الرئيس الراحل أنور السادات على المركب نفسه عندما أعطى الأخير الأمر للبحار مندي بإطلاق 21 طلقة تحية وداع للملك فاروق أثناء صعوده الى سفينة المحروسة، متوجّهاً إلى إيطاليا وسط مراسم السلام الملكي، وردّ الملك بإشارة قائلاً: "كان الله في عونكم في مهمتكم الصعبة."
وعقب ثورة 1952 تلقى مندي وعدا من الأديب صالح مرسي بأنه سيدخله التاريخ لتخليد بطولاته وبعد 10 سنوات فوجئ برواية عنوانها "البحار مندي" وأظهر مرسي خلالها مقدرة إبداعية لافتة في صياغة الاحداث، أما المسلسل فشهد الكثير من الإضافات الدرامية المغايرة لقصة مندي الحقيقية.
فيديو قد يعجبك: