لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توفر للدولة 1.5 مليار جنيه.. نجاح تجربة علمية لإنتاج تقاوي البطاطس في الوادي الجديد (صور)

03:07 م الخميس 22 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

البطاطس من المحاصيل الاقتصادية المهمة، ليس فقط للاستهلاك المحلي ولكن للتصدير إلى الأسواق الدولية وبخاصة دول أوروبا والدول العربية.

وفي مصر تزرع البطاطس بعد استيراد التقاوي "الدرنات" من البلاد الأوروبية الباردة خاصة روسيا، حيث تحتاج إلى درجات حرارة باردة وفي ظل الظروف الحالية من غلاء سعر البطاطس، توصل باحثون لإنتاج تقاوي الدرنات بشكل محلي في تجربة علمية من الممكن تعميمها بعد تدخل الأجهزة المعنية والحكومية أو القطاع الخاص، بشكل يدر عائدًا اقتصاديًا على مصر ويوفر العملة الصعبة التي نستورد بها التقاوي.

يقول الدكتور محسن عبد الوهاب، مدير فرع أكاديمية البحث العلمي بمركز الخارجة بالوادي الجديد، في تصريح خاص لـ"مصراوي"، إن أكاديمية البحث العلمي بالخارجة أقامت معملا لزراعة أنسجة النبات منذ 4 سنوات بمقر الأكاديمية بمدينة الخارجة، وفي ظل الظروف الحالية من غلاء سعر البطاطس فكر الباحثون في تجربة علمية لإنتاج تقاوي البطاطس "الدرنات" بشكل محلي، حيث تستورد مصر سنويا 250 إلف طن من التقاوي من دول مثل روسيا وبعض دول أوروبا الشرقية.

أضاف محسن، أن عملية استيراد تقاوي البطاطس "الدرنات" تكلف الدولة في ظل ارتفاع سعر الدولار مليارات الجنيهات في ظل نقلها بشكل معين داخل ثلاجات من الخارج، لأن هذه التقاوي تحتاج برودة في الطقس المحيط بها، بينما في حال نجاح التجربة ستوفر الدولة 1.5 مليار جنيها سنويا وأكثر من ذلك.

وتابع: أن الباحث الدكتور أحمد مجدي جبر وهو باحث بالمركز القومي للبحوث بدأ مشروع وتجربة زراعة تقاوي درنات البطاطس داخل معمل زراعة أنسجة النبات بمقر الأكاديمية بمدينة الخارجة، حيث يضم المعمل 10 أجهزة علمية وبحثية وتكلفة المشروع والتجربة العملية 2 مليون جنيه شاملة المعمل والأجهزة وتدريب الكوادر الفنية للتعامل مع النباتات.

وأشار محسن، إلى أن هناك 4 مراحل تمر بها عملية إنتاج تقاوي البطاطس تبدأ بأخذ نسيج نباتي ثم يزرع في بيئة خاصة معدة لذلك بها عناصر غذائية وفيتامينات ومواد محفزة للنمو ثم عملية الإكثار للنبات داخل ظروف معملية، ليخرج النبات في متتالية فردية فمثلا النبات ينتج في هذه المرحلة 1 نبات ثم 3 ثم 9 ثم 27 ثم 81 نبتة، وهنا يظهر الجيل الأول من التقاوي أو ما يسمى "الميكروتيوبرز" وهي الدرنات الصغيرة جدا والتي تؤخذ بعد ذلك لتزرع في أواني صغيرة لإنتاج درنات أكبر قليلا تسمى " الميني تيوبرز" والتي تزرع بدورها في أواني متوسطة الحجم.

ولفت إلى أن المرحلة التالية هي مرحلة زراعة "الميني تيوبرز" في التربة العادية لإنتاج التقاوي النهائية وهذه العملية تستغرق 4 أشهر منذ بدء عملية انتاج التقاوي، ثم تأتي مرحلة تسمي " كسر السكون" وهي مرحلة زمنية تترك فيها التقاوي او الدرنات لفترة معينة بعدها يمكن زراعتها في التربة لتخرج البطاطس في شكلها النهائي.

وأوضح مدير أكاديمية البحث العلمي بالوادي الجديد، أن الأكاديمية نجحت بإشراف الدكتور إبراهيم عبد المقصود الخبير المتخصص في زراعة الأنسجة النباتية والمشرف علي الأكاديمية بالمحافظة في تنفيذ المشروع مع انتهاء المرحلة البحثية وتطبيق الفكرة وجاحها حيث نجح المعمل بمدينة الخارجة في إنتاج 10 الاف درنة وهي القدرة الاستيعابية لغرفة ومعمل الإكثار والنمو داخل الأكاديمية.

وقال محسن، إن المشروع أو التجربة بدأت في سبتمبر عام 2015 واستمرت لمدة 3 سنوات حتى نجحت بشكل نهائي خلال الفترة الحالية، وسيوفر المشروع مليار ونصف المليار جنيه إذا تحول من الشكل البحثي إلى الشكل التجاري، حيث تستورد مصر حوالي 250 ألف طن تقاوي وتنتج بطاطس في الوادي الجديد 400 إلى 500 ألف طن سنويًا في زراعات تتركز بشكل كبير في منطقة شرق العوينات للتصدير وللاستهلاك المحلي داخل الأسواق المصرية وفي حال تحويل المشروع.

وأكدت الدكتورة مي عزالدين علام، المشرف العام على مراكز أكاديمية البحث العلمي الإقليمية في المحافظات، في تصريحات لـ"مصراوي"، أنه جار حاليا عملية الإكثار والتطوير للمعمل الحالي في فرع الأكاديمية ليتحول إلى شكل تجاري مبدأي ومصغر ولحين تدخل القطاعات الممولة لمشروع يتحول لشكل تجاري وتتولي الأكاديمية توفير الخبرات والتقينات الخاصة بالإنتاج للتقاوي بالإضافة إلى العمالة المدربة للتعامل مع هذه التقنيات الحديثة في زراعة تقاوي البطاطس.

وأوضحت مي، أن مصر تستورد تقاوي البطاطس لتزرعها في أرضها ويعاد تصديرها للخارج، وكميات التقاوي المستوردة الضخمة لها تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني وتكبد خزينة الدولة الكثير من العملة الأجنبية، ولذلك تقنيات زراعة الأنسجة النباتية أحد البدائل الهامة في إنتاج التقاوي لذلك هناك مساع لتحويل التجربة إلى شكل تجاري ويمكن أن تكون هذه التجربة عنصرا استراتيجيا هامة لتنمية محافظة الوادي الجديد.

فيديو قد يعجبك: