إعلان

لفظ أنفاسه الأخيرة بممر المستشفى بلا رحمة.. القصة الكاملة لمأساة مريض "المنصورة الجامعي"

06:15 م الأربعاء 31 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية- رامي القناوي:

صراخ وعويل، وأجساد ملقاة بين الطرقات، وفي الممرات، وأطباء وأفراد أمن لا يبالون بشيء، إنه مستشفى الطوارئ الجامعي بمدينة المنصورة، الذي شهد حادثة موت مريض بسبب الإهمال وانعدام المسؤولية، ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، وفق ما يُخبرنا به المشهد.

كانت زينب الجزار، إحدى مرافقات للحالة المتوفاة، مقاطع فيديو توثق حجم التردي الذي وصل إليه المستشفى، إذ امتلأت جنباته وطرقاته وممراته بالمرضى، وذويهم دون أسرّة أو مقاعد، على الأرض، وسط آهات الآلام، وصراخ الاستنجاد بالمغيث، وتحوّل المشهد إلى ما يشبه "مولد وصاحبه غائب"، لكنه "مولد للأحزان والآلام".

وتعود الحالة المتوفاة إلى والد زوجة والدها "سحر"، المدعو حسن عبدالفتاح إبراهيم ناصف، 73 سنة، وتوفي بالمستشفى في 26 يناير الجاري.

وقالت "الجزّار" "إن الرجل دخل المستشفى بعد شعوره بوعكة صحية بسيطة إثر إصابته بكحة صاحبها بصق دماء من فمه"، وأسهبت "ذهبنا إلى المستشفى في تمام الثانية من صباح 26 يناير، وبدأ والد زوجة والدي، يشعر باختناق لنُفاجأ بممرض يعطي لنا جهاز "نفخ"، ويطلب منا تركيبه للمريض والنفخ له كتنفس اصطناعي.

وأضافت أن بعض الأطباء بقسم الاستقبال، أجروا الكشف على الحالة، وأكدوا أنه بحاجة ماسّة إلى أن يوضع في العناية المركزة، بقسم الصدر، فتوجهنا بالحالة إلى القسم لنُفاجأ بخلو القسم من الأطباء، وعند سؤالنا أحد العاملين، طلب منّا الانتظار حتى استيقظ الطبيب من الاستراحة.

وأوضحت أن الطبيب حضر بعد أكثر من نصف ساعة، وبعد اطلاعه على التقرير الطبي، ألقاه في وجهنا، قائلًا: "انتو مصحيني علشان الحالة دي اترموا هنا في الطرقة، ده مريض إداري، ومفيش مكان في العناية" لتزداد الحالة سوءًا، وتستمر المعاناة لأكثر من 8 ساعات متواصلة يتبادل كل من أطباء الاستقبال، وأطباء قسم الصدر مبادلتنا فيما بينهم".

وأشارت إلى أنه في تمام العاشرة صباح نفس اليوم، واصلت نجلة المتوفى النفخ لوالدها محاولة إسعافه، وإنقاذه حتى توفي دون أن تشعر، وبسبب النفخ المستمر انتفخ جسدة لتكتشف الوفاة فجأة، وعند تعالي صرخاتنا جاء بعض العاملين بالمستشفى، وطلبوا منا الصمت بسبب وجود مؤتمر طبي بالمستشفى، ولا يريدون "شوشرة" على حد قولهم، ما دفعني لإخراج هاتفي المحمول وتصوير ما يجري.

وأوضحت "زينب" أنها عندما بدأت تصوير مقاطع الفيديو حضر أطباء، وأفراد الأمن، وطلبوا من نجلة المريض مسح الفيديوهات التي قمت بتصويرها مقابل توفير خدمة طبيّة، وعند الإصرار على رفض مسح الفيديوهات، طلبوا منا التوقيع على إقرار بخروج الحالة حيّة، من المستشفى إلا أننا رفضنا ليقرروا وضع الجثمان في الثلاجة حتى يجري تشريحها، ما اضطرنا إلى الخروج بالحالة وعدم تحرير محضر بالواقعة.

وقالت زينب: "المرضى داخل المستشفى يستغيثون، وتحولوا إلى سجناء" مشيرة إلى أن بعض المرضى طلبوا منها مساعدتهم، وتصوير الوضع، مؤكدين أنهم داخل المستشفى منذ 20 يومًا، و"لا يجدون عناية أو رعاية ولا يسمح لهم بالخروج".

من جهته أكد الدكتور السعيد عبدالهادي، عميد كلية الطب بجامعة المنصورة، أن الواقعة صحيحة، مشيرًا إلى أن المريض حسن عبدالفتاح إبراهيم ناصف، 73سنة، ويقيم بقرية ميت مزاح، وصل إلى المستشفى، وقلبه متوقف، ما استدعى تدخل الأطباء لإجراء تدليك للقلب، فعاد إلى العمل من جديد، لكنه كان يحتاج إلى عناية مركزة.

وأضاف "عبدالهادي" أن المستشفى ليس به عناية مركّزة، وتم تركيب جهاز "أنبوب" كمكمل تنفس، وجرى وضع المريض بممر المستشفى لأكثر من أربع ساعات كاملة، نتيجة تكدس المرضى، وتحويل المريض لقسم الأمراض الصدرية، ولكن بسبب عدم وجود أماكن شاغرة ترك في الممر، ما أدى إلى وفاته.

لم يكن الحاج حسن هو الحالة الأولى، ويبدو أنه لن يكون الأخير، فقط هو من عرفنا قصته داخل مبنى المستشفى، وربما ينتظر آخرون في نفس الممر نفس النهاية ونفس المصير.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان