مأساة فقيرات "سملا".. ذهبن من أجل الزيت والسكر فعدن أموات ومصابات

الغربية - مروة شاهين :

ذهبت أميمة، صاحبة الـ45 سنة، إلى الجمعية الخيرية بالقرية، على قدميها، كل ما كان يجول في خاطرها، مجرد الحصول على زجاجة زيت وكيس سكر، من التي كانت توزع بالمجان، لكنها عادت بكسور وكدمات وخلع كتفها.. "رحت أجيب زجاجة زيت وكيس سكر رجعت مابتحركش".. هكذا لخصت "أميمة" حكايتها.

كانت قرية سملا التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، شهدت مساء أمس الأحد، انهيار سور إحدى الجمعيات الخيرية التي كانت توزع سلعًا تموينية مجانية على الفقراء، ما أدّى إلى وفاة عزيزة سليمان 25 سنة، ربة منزل، وإصابة العشرات من السيدات اللاتي تزاحمن للحصول على زجاجات الزيت، وأكياس السكر.

نجت "أميمة" من الموت، بعد إصابتها بكسور وكدمات وخلع كتفها، لكنها لم تنجو من الفقر، قالت إن جارتها أخبرتها أن تأتي معها بصور بطاقات أفراد أسرتها للحصول على كيلو سكر، وزجاجة زيت، من الجمعية الخيرية التي توزّع سلعًا مجانية.

ذهبت تحت ضغط الحاجة، وكانت أول مرة حسب كلامها، وقالت لــ"مصراوي" "جمعوا منا صور البطاقات، وكان عددنا كبير، ومع التزاحم، دخلوا وأغلقوا باب الجمعية، فبدأت السيدات في التدافع لأسبقية الحصول على السلع، كُنا خائفين الحاجة تخلص قبل ما نأخذ نصيبنا".

وقفت السيدات على الدرج، متزاحمات، متدافعات، حتى ضغطن على سور الدرج، الذي تهاوى فجأة بهن، ما أدى إلى وفاة السيدة عزيزة، وإصابة أميمة وعشرات أخريات.

أميمة.. لها 4 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة، زوجها مريض، ولا يعمل، تسعى على رزقها ورزق عيالها، فتقوم بأعمال متفرقة، وتحصل على مساعدات أهل الخير، والجمعيات، لمساعدتها على مواجهة ظروف المعيشة الصعبة.

من جهته أوضح إبراهيم سلمان، موظف بالوحدة المحلية لقرية سملا، أن الجمعية قامت بتأجير الطابق العلوي للوحدة المحلية بقرية سملا منذ شهرين تقريبًا، وانحصر نشاطها على توزيع السكر والزيت على فقراء القرية، مشيرًا إلى أنه فوجئ مساء أمس، بتزاحم مجموعة كبيرة من السيدات على سلالم المبنى، ما أدى إلى دفع سور السلالم بقوة، وانهيار جزء منه، فسقط عدد منهن فوقه.

بينما قال الدكتور خالد أبو المجد، المتحدث الإعلامي باسم مديرية التضامن الاجتماعي بالغربية، إن المبنى غير تابع لمديرية الشؤون الاجتماعية، وإنما يملكه أحد أهالي القرية، وأجّرت المديرية الطابق الأرضي فقط، في حين أجّرت الجمعية الخيرية الطابق الرابع والثاني.