لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يواجهون البرد والمطر والوحل بلا تجهيز ولا تقدير.. قصة "جندي المحليات المجهول"

01:29 م الأحد 28 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الغربية - مروة شاهين :

يعملون على تسهيل حركة المارة، مشاة وسيارات، ويبيتون لياليهم في الشوارع والخلاء، يقودون عربات سحب المياه، ويمسكون بأدواتهم وسط البرك والمستنقعات التي خلفتها الأمطار، في درجات حرارة تقترب من الصفر في ليالي الشتاء الباردة، إنهم عمال البلدية.

تجربة إنسانية عشناها مع عمّال البلدية، بمحافظة الغربية، التي اجتاحتها موجة من الطقس السيء مصحوبة برياح شديدة، وأمطار غزيرة، خلّفت وراءها وحل وبرك ومستنقعات، ورجال يسهرون الليالي لسحب المياه، وتنظيف الشوارع، وإعادة الأمور إلى طبيعتها. 

واجب.. ولقمة عيش

"واجبنا هكذا، ولابد أن نقوم به" بكلمتين مقتضبتين بدأ رمضان أبوزيد، عامل شفط المياه، بالوحدة المحلية بقرية كتامة، التابعة لمحافظة الغربية، حديثه لـ"مصراوي" وعلى استحياء أسهب "لقمة عيشنا ولازم نستحمل نشتغل ليل ونهار لنُنظف الشوارع".

"أبوزيد" يعمل عامل نظافة منذ 9 سنوات، يبدأ عمله الرسمي، يوميًا من السابعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، لكن مع ظروف الشتاء، والطقس السيء، والذي يجلس فيه الكثيرون في منازلهم لتفادي أذى الأمطار ووحولها، يمتد عمله طوال اليوم والليل.

رواتب لا تكفي.. ودون ضمان اجتماعي

ومع ما يخوضه من مخاطر التعرّض لتقلبات الطقس، وتعرّضه بالفعل لوعكات صحية بسبب طبيعة عمله المرهقة، يتقاضى "أبوزيد" راتبًا لا يتجاوز 800 جنيه، ليُعالج نفسه على نفقته الشخصية، من أمراض العمل، ويصرف على 4 أبناء في مراحل التعليم المختلفة.

ليس هذا وحسب، فعم "أبوزيد" يعمل بنظام التعاقد، فهو غير مُعيّن، ليست له حقوق الموظفين بالدولة، وإذا ما أصيب بمرض أقعده عن العمل، لن يتقاضى معاشًا، ليُترك في مواجهة الحياة دون أية حقوق تُذكر.

"لنا الوحل.. ولهم الفلوس"

"أعمل منذ أكثر من 10 سنوات، بنظام التعاقد المؤقت، ويُجدد كل عام، تتراوح رواتبنا من 300 جنيه حتى 900 جنيه، حسب الأقدمية"، هكذا أوضح محمد السماوي، عامل البلدية، الأمر، مضيفًا "يعني أعلى واحد منا يتقاضى 900 جنيه، ماذا يفعل هذا المبلغ، أترك بيتي طوال النهار، وأحيانًا أواصل العمل طوال الليل، نهارًا نجمع القمامة، وليلًا نشفط مياه الشتاء، وننظف الشوارع من الوحل"

"لنا الوحل فقط، وعندما يأتي موعد الفلوس لا أجد ما يكفي أطفالي"، بخيبة أمل كبيرة ألقى "السماوي" كلماته، مستدركًا "عيالي يأخذون دروسًا خصوصية بــ500 جنيه في الشهر، كيف سنأكل ونشرب ؟ حتى لو توجد فرصة لأعمل عملًا إضافيًا أزيد دخلي به، فعملنا شاق ومرهق ويأكل وقتنا أكلًا".

لا أدوات ولا تجهيزات.. يعملون بأيديهم

"نعمل بأيدينا" أدهشنا سند الزمراني، عامل النظافة بقرية كتامة، قائلًا "نعمل بأيدينا، لا أحد يُسلمنا أدوات للعمل، ولا حتى قطعة ملابس، صغيرة أو كبيرة، يضعونا أمام المخاطر، ويتركوننا غير مجهزين، فمعظم المدن تتعاقد مع شركات نظافة خاصة، كما الوضع في مدينة طنطا، ومن المفترض أن تجهّز هذه الشركات زيًا للعمّال لحمايتهم من مخاطر البرد والأمطار والمياه".

رسميًا.. هذه هي الحقيقة

من جهته أكد محمود الشرقاوي، رئيس الوحدة المحلية بقرية كتامة، لـ"مصراوي" ما سبق من حديث العمّال، موضحًا أن قسم النظافة يضم 8 عمّال، يخدمون 5 قرى محيطة، ويعملون أحيانًا ليلًا ونهارًا من أجل نظافة الشوارع من مياه الأمطار، والقمامة، ومخلفات الشتاء، ودون وجود معدات مخصصة للعمل، وأحيانًا يعملون بأيديهم.

وأشار "الشرقاوي" إلى أن العمّال غير مثبتين، ويتقاضون رواتبهم من صندوق النظافة، الذي يحصد ريعه من اشتراكات النظافة للمواطنين، وأحيانًا لا يكفي الصندوق رواتب جميع العمّال، فتُرَحّل رواتب بعضهم للشهور المقبلة، وهكذا، مؤكدًا أنه طالب أكثر من مرّة بتثبيتهم، وصرف رواتب مجزية لهم، ومعاش ضمان اجتماعي، دون جدوى، مختتمًا حديثه بوصفه لهم بأنهم بمثابة الجندي المجهول للمحليات.

 

فيديو قد يعجبك: