حكاية الطفلة "سلمي" .. أفقدها المرض القدرة على الحركة .. ووالدتها تستغيث بــ"الصحة"

المنوفية - مروة فاضل:

تبكي طوال الوقت .. يأكل المرض في جسدها النحيل الذي لم يتجاوز وزنه العشرة كيلوجرامات، لا تستطيع اللهو أو حتى الحركة مثل قريناتها.. هذا هو حال "سلمى" طفلة لم تتعد 4 سنوات، بمركز بركة السبع، بمحافظة المنوفية، إذ تحوّل جلدها إلى ما يُشبه قشور الأسماك.

أصيبت "سلمى" بمرض السميكة، منذ ولادتها، وهو مرض جلدي نادر، وليس له علاج، إذ تُغطي قشور سمكية أنحاء الجلد، يُصاحبها احمرار، وتشقق.

تنتمي "سلمى" إلى أسرة فقيرة الحال، طرقت والدتها جميع أبواب الأطباء دون وجود علاج مناسب لحالتها.

"المرض أوقف نموّها.. فبقيت 10 كليوجرامات منذ أن كان عمرها 9 أشهر".. هكذا وصفت والدتها حالة الطفلة، وأكدت أنها طافت بها على العديد من الأطباء دون جدوى.

وقالت الأم : إن المرض أفقد نجلتها القدرة على الحركة، والسير كباقي الأطفال في عمرها، فتعرّض جسدها لأية احتكاكات يؤلمها آلامًا رهيبة تعبر عنها بالصراخ المتواصل.

وسعت الأم لعلاج ابنتها لدى أطباء الجلد، والمخ والأعصاب، وحاولت أن تجري لها علاجًا طبيعيًا لتساعدها على المشي، لكنها لم تستطع من الآلام.

وطالبت الدولة بتبني حالة طفلتها، وعلاجها، أو أن يتواصل معها أحد أطباء الأمراض الجلدية، لبيان الحالة وطبيعتها، ولفتت إلى أنها صرفت الكثير من الأموال دون فائدة، مناشدة رجال الأعمال والأطباء بتكفل علاج طفلتها لتعود إلى طبيعتها، ولتزول آلامها المستمرة دون انقطاع.

وقالت دكتورة الجلدية شهيرة الغلبان،إن مرض السمكية عبارة عن مرض جيني يسبب خلل في وظائف الجسم، وقد يصيب الإنسان منذ ولادته أو في مراحل متقدمة من العمر وينقسم إلى عدة أنواع، منها بسيط يسهل السيطرة عليه يالكريمات المرطبة وبعض الأدوية، ومنها مراحل متقدمة يصعب علاجها.

وأضافت، أن حالة الطفلة سلمي تعتبر في مرحلة متقدمة حيث طافت بها والدتها على جميع الأطباء وتم اعطاءها عقار " acitritin" في محاولة للسيطرة علي الحالة ولكنه أدى إلي خلل في وظائف الكلي والكبد وأثر علي ضعف مناعتها.

واكدت، أن الحالة تحتاج إلى رعاية طبية متكاملة داخل مستشفى بقرار عاجل من وزير الصحة دون طلب أي أوراق من الأم التي تحمل هموم نجلتها في محاولة للعلاج، حيث يتم احتجاز الطفلة في غرفة معقمة ومجهزة بطاقم تمريض لمحاولة السيطرة علي المرض الذي صاحبه التهابات جلدية شديدة ومتكررة وتحتاج إلى جراحين متخصصين.