بالصور.. "رحلة مرمطة" أصحاب المعاشات على أرصفة بنك ناصر بكفر الشيخ

كفر الشيخ - إسلام عمار

طوابير ممتدة.. رجال ونساء يفترشون الأرض، مشادات مستمرة مع أفراد الشرطة المكلفين وإغماءات من الزحام، وتراشق بالألفاظ النابية، هذا هو الحال اليومي أمام بنك ناصر الاجتماعي الكائن بشارع الخليفة المأمون في كفر الشيخ.

"ارحمونا وشوفوا لنا حل في بنك ناصر.. بنتعذب عشان ناخد معاشتنا".. تلك الكلمات قالها فؤاد السيد عامر، موظف بالمعاش، ويقيم بمدينة بيلا، مناشدًا محافظ كفر الشيخ اللواء السيد نصر، بضرورة التدخل، للقضاء على معاناة أصحاب المعاشات الشديدة شهريًا في الحصول على مستحقاتهم من البنك.

وقالت منيرة عبد الدايم، ربة منزل، لـ"مصراوى"، إنها تحضر لبنك ناصر الاجتماعى بمدينة كفر الشيخ شهريًا، للحصول على النفقة المحددة لها من المحكمة، عقب انفصالها عن زوجها، وكلما تأتى لا تجد سوى الزحام والسباب والشتائم، والمشاجرات بين المواطنين وبعضهم فتضطر إلى الجلوس على أي رصيف يقع بمحيط البنك، انتظارًا لتحقيق حلمها بحصولها على نفقتها- حسب وصفها.

وأشار ناصر المهدي متولي، موظف بالمعاش، إلى أن الزحام أمام بنك ناصر، عادة يومية تزداد خلال الأيام المحددة لصرف الاستحقاقات الخاصة بالمواطنين سواء كانت معاشات حكومية، أو نفقات للمطلقات، موضحًا أن حل هذه الأمور، يتمثل بضرورة، إقامة فروع أخرى بمدن ومراكز المحافظة.

أما نجية عبدالسلام الدمشرى، موظفة بالمعاش، فتعتبر حصولها على المعاش حلمًا تحقق على أرض الواقع، مؤكدة أنها تقطع مسافات طويلة بمركز الحامول، من الصباح الباكر، لحجز دورها فى طابور العملاء، والذى يبدأ من داخل البنك أمام الموظف المختص بصرف المعاشات للمواطنين، إلى شارع جانبي يقع بمحيط البنك.

وكشف مصدر مسؤول بالبنك، في تصريحات خاصة لـ"مصراوى"، أن البنك يضم 16 موظفًا فقط، بما فيهم مديرة البنك وعاملين اثنين فقط، ومن يحال للمعاش أو يجري نقله لا يأتي بديله في ظل توقف حركة التعيينات، عقب ثورة 25 يناير، أي منذ 7 سنوات تقريبًا.

وأوضح المصدر، أن البنك يضم 10 أقسام، كل قسم يوجد به موظف واحد فقط، يباشر مهامه، وأحيانًا أي موظف يباشر عمل أكثر من قسمين، في ظل تردد وتعامل آلاف المواطنين من أصحاب المعاشات والنفقات والقروض، وتمويل المشروعات عدا قسم واحد يضم موظفين اثنين بحسب العمل به، ما ينتج عن ذلك زحام شديد داخل البنك، مع وجود أعداد كبيرة من العملاء يكسرون قواعد النظام، المعمول بها فى البنك.

وقال في تصريحات خاصة لـ"مصراوى"، إنه فى وقت سابق، جرى استخراج "فيزا كارت" لعدد من العملاء للصرف من أي ماكينة، ولكن فوجئوا بكثير من المواطنين يرفضون التعامل بها ويعودون للبنك للاستعانة بموظفين من داخل البنك، لصرف المعاش من الماكينة.
وأضاف أن موضوع انتشار الطوابير، والزحام بالبنك السبب فيه المواطنوان أنفسهم لأن صرف المعاشات يبدأ من أول كل شهر وإلى نهايته، والنفقات من يوم 17 إلى نهاية الشهر يعني على مدار 13 يومًا وعندما يحل تاريخ وقت الصرف لأي من هذه التعاملات، يحدث التكدس لأن الكل يرغب في أسبقية الحصول على دوره بطريقة سيئة، فتحدث المشاجرات.