لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"غلابة ينتظرون الموت".. "مصراوي" يحقق في لغز انهيار عقارات الإسكندرية (صور)

04:50 م الأحد 10 سبتمبر 2017

الإسكندرية – محمد عامر:

"انهيار عقار.. سقوط أجزاء من منزل.. إخلاء سكان".. سيناريو مكرر بات حدوثه أمرًا طبيعيًا ومعتادًا في الإسكندرية، فلا يمر يوم دون حدوث انهيار لعقار أو أكثر، بعضها يتحول قبور لسكانها، والآخر يتهاوى تاركًا أسر مشردة بلا مأوى.

من "محرم بك" إلى "كليوباترا" مرورًا باللبان، انهارت 4 عقارات قديمة في غضون 4 أيام فقط، الأول حصد أرواح 3 أشخاص، والثاني والثالث سقطا حتى سطح الأرض بسلام، أما العقار الرابع فشرد 5 أسر.

تشير خريطة العقارات الآيلة للسقوط إلى تركزها في الأحياء القديمة بالمدينة الساحلية، أبرزها "أبو قير" بحي المنتزه ثان، و"بحري" و"السيالة" و"العطارين" و"اللبان" بحي الجمرك، و"كرموز" و"مينا البصل" بحي غرب، و"كليوباترا" و"زنانيري" بحي شرق.

غير عابئين بإصدار الحي قرار إزالة تلو الآخر، تعيش آلاف الأسر من محدودي الدخل، ومستفيدي الإيجار القديم داخل 5 آلاف عقار آيل للسقوط، معظمهم يفضلون انتظار الموت بين جدران متهالكة على العيش في الشارع بلا مأوى.

4 عقارات تنتظر كارثة

ومع اقتراب موسم النوات والسيول الذي يضرب سواحل الإسكندرية كل شتاء، سارع سكان العقارات المجاورة لتلك المباني الآيلة للسقوط بتقديم استغاثات للأحياء خوفًا من سقوطها وتضرر منازلهم.

"الحي اكتفى بتعليق شريط أصفر حول العقار لتحذير المارة".. قال محمد جودة، أحد سكان محرم بك، مشيرًا إلى أنه تقدم بعدة شكاوى لحي وسط من وجود عقار خالي من السكان بشارع مصطفى عبادي، على الترام تتساقط الحجارة من جدرانه بين الحين والآخر، قائلًا: "انهياره بشكل مفاجىء قد يتسبب في سقوط ضحايا بين المارة".

الأمر نفسه تكرر مع شكاوى السكان من العقارات أرقام 21 بشارع ابن سلطان متفرع من عرفان بحي وسط، و80 شارع عبدالفتاح الشعشاعي بمنطقة السيوف شماعة، بحي المنتزه أول، و15 حارة ابن أجروم، بمنطقة محرم بك بحي وسط الإسكندرية.

الأسباب..

وحول أسباب تكرار انهيار عقارات الإسكندرية بالمقارنة بباقي محافظات الجمهورية، قال الدكتور هشام سعودي، خبير التخطيط العمراني وعميد كلية الفنون الجميلة الأسبق، إن الإسكندرية تستحوذ على عدد كبير جدًا من العقارات والمنازل القديمة التي يقترب عمرها من الـ 100 عام.

وأشار خبير التخطيط العمرانى، إلى أن غياب الصيانة الدورية لتلك العقارات وعدم التزام السكان والملاك بتنفيذ قرارات الترميم الصادرة لها، يؤدي في النهاية إلى انهيارها خاصة في موسم الشتاء والأمطار.

مهندس واحد !!

"طلبات الإحاطة مش هي الحل للعقارات الآيلة للسقوط.. الحل في تشريعات جديدة".. قال هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك، مشيرًا إلى أنه تقدم وزملاءه بعدد كبير من طلبات الإحاطة حول العقارات الآيلة للسقوط في مجلس النواب.

وأضاف "الحريري" في تصريح لـ"مصراوي" أن هناك ضرورة لتعديل تشريعات قانون البناء بما يضمن التزام الأهالي والمالك بعمل الترميمات أو هدم العقار في حالة وجود خطورة.

وتابع: "مشكلة العقارات الآيلة للسقوط في الإيجار القديم.. إزاي نطلب من المواطن المؤجر بـ3 جنيهات أن يدفع آلاف الجنيهات لترميم العقار.. محتاجين رفع الحد الأدنى للقيمة الإيجارية".

وكشف عضو مجلس النواب، مفاجأة حول وجود مهندس واحد فقط في حي وسط يشرف على العقارات الآيلة للسقوط، قائلًا: "أكيد هيكون في تقصير وتباطؤ في التعامل مع العقارات الآيلة للسقوط.. بالإضافة أن السكان بيرفضوا الإخلاء لعدم وجود سكن بديل".

 

المحافظ: "العدد كبير"

وفي تصريح خاص لـ"مصراوي"، كشف الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، عن إتخاذ إجراءات جديدة للتعامل مع أزمة العقارات الآيلة للسقوط، تتضمن قيام المحافظة بهدم تلك العقارات شرط أن تكون خالية من السكان على أن يتم الرجوع للمالك لتحصيل تكاليف الهدم.

وقال"سلطان": "أي عقار آيل للسقوط ملكية خاصة والمفروض أن يقوم صاحبها بهدمه في حالة صدور قرار إزالة له.. والدولة دورها تقنين عملية الهدم والبناء"، لافتًا إلى أن السكان يرفضون تنفيذ إخلاء تلك العقارات.

وحول أعداد العقارات الآيلة للسقوط في الإسكندرية، أوضح المحافظ أنه لا يوجد إحصائية دقيقة حتى الآن، قائلاً: "العدد كبير جدًا يزيد على 5 آلاف عقار آيل للسقوط في الأحياء القديمة والمناطق العشوائية كنجع العرب ومعظمها خالية من السكان عدا أسرة واحدة أو أكثر".

ويرى المحافظ أن حل أزمة العقارات الآيلة للسقوط يكمن في تعاون والتزام المواطن بتطبيق القانون، لافتًا إلى أنه يسعى مع مجلس النواب لتعديل بعض أجزاء قانون البناء وتغليظ العقوبات وتجريم البناء المخالف لكن أي قانون يحتاج وقت لصدوره - على حد قوله.

هدم 90% من العقارات القديمة

وفي حي غرب أحد أقدم أحياء الإسكندرية، قال اللواء محمد عبدالوهاب، رئيس الحي، إن معظم المباني القديمة بالحي خالية من السكان ولا يزيد ارتفاعها عن طابقين، وجاري نقل سكانها تباعًا إلى مشروعات التطوير الحضري" بشاير الخير 1 و2 و3".

أضاف رئيس حي غرب، في تصريح لـ"مصراوي"، إن معدل تنفيذ قرارات الإزالة للعقارات القديمة يفوق الـ90%، لافتًا إلى أن سيتم خلال الفترة المقبلة هدم العقارات الآيلة للسقوط على نفقة المحافظة والرجع للمالك بعدها، تنفيذًا لقرار المحافظ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان