لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- رأس البر.. مصيف الملك فاروق وأم كلثوم يتحول إلى "سويقة"

12:20 م الجمعة 04 أغسطس 2017

دمياط – محمد إبراهيم:

قبل نحو ثمانين عامًا، كان المصطافون يسافرون إلى مدينة رأس البر عن طريق المراكب الشراعية والبخارية من دمياط أو الدقهلية، وكان سكان القاهرة يصلون إلى المحافظة عبر قطارات السكة الحديد، ويتخذون الطريق الشرقي "عزبة البرج" للعبور إلى المصيف المفضل، تزامنًا مع انتشار أحدث السيارات لنقلهم، في الوقت الذي يفضل فيه آخرون ركوب "الفلوكة".

وتاريخيًا، شهد المصيف زيارات متكررة للفنانين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، إلى جانب فريد شوقي ومحمود المليجي وأسمهان، وكان المصطافون يفضّلون التقاط الصور التذكارية مع النجوم الوافدين على الشاطئ، كما أن المصيف ذاته شهد زيارة الملك فاروق الذي افتتح مسجدًا يحمل اسمه حتى اليوم، وتنتشر الصور الخاصة بشقيقات الملك وهن يقضين أوقات الإجازة في شوارع رأس البر.

حملات المرافق "معروفة"

لكن الحال تغير كثيرًا بمرور الوقت، فقد أصبحت المدينة الساحلية تعاني الكثير من المشاكل وأبرزها الفوضى والغياب الأمني وانتشار البلطجة وارتفاع أسعار الوحدات السكنية، يقول أحمد عمران، عضو حملة "انقذوا رأس البر"، إن هناك فسادًا كبيرًا في المدينة لأن الإشغالات جعلت من شارع النيل مجرد "سويقة" واحتل الباعة الجائلون الأرصفة والشوارع العمومية، وانتشر المتسولون واللصوص، وأصبح العبور إلى منطقة اللسان محاطًا بالمخاطر.

وتابع عمران: "ميعاد حملات المرافق بيعرفوه وبيشيلوا كل البضايع، وبتنزل الحملة مش بتلاقي حاجة، طبعًا ده فساد ولابدّ من حساب وكنا نأمل من رئيس المدينة التصدي لهذه الفوضى".

وأبرز أنه أرسل الكثير من الشكاوى إلى الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ الإقليم، يؤكد له سرقة التيار الكهربائي من قبل الباعة الجائلين من خلال أعمدة الإنارة، لكنه لم يتلق أي ردود، وأضاف: "بنحاول نغير شكل المدينة اللي كانت بتجذب أهم السياسيين والفنانين وحتى لاعبي الكرة، هنا عاش الفناجيلي وسمير زاهر لسنوات، والخطيب كان بيحب راس البر".

أين الرقابة على الأسعار؟

وقالت عزيزة المنير، موجهة بمديرية التربية والتعليم: "إن ما يحدث من ارتفاع للأسعار بشكل جنوني جعل الكثير من الأهالي، وحتى رواد اليوم، الواحد من خارج المحافظة يتراجعون عن زيارتها، ولفتت إلى أنها قامت بتأجير 3 مقاعد وشمسية على الشاطئ بتسعيرة 100 جنيه وكان ثمن المشروب الواحد 20 جنيهًا، وتابعت "احنا بجد فين، هي رأس البر ولا شرم الشيخ، وبعدين الليلة بـ 2000 جنيه ليه، ولو عايز بـ 500 يجيب لك على بعد 10 كيلو، فين الرقابة وفين المسئولين".

وبيّنت أن صاحبة الكافتيريا التي كانت تجلس عليها برفقة عائلتها، أخبرتها أن هناك تراجعًا كبيرًا في حركة السياحة بالمصيف هذا الموسم، وأنه قرّر زيادة الأسعار لتحصيل ما دفعه من إيجار شهري، إلى جانب فواتير المياه والكهرباء، وتعلق بقولها "لازم ينضرب، هي الناس هتجيب منين للأسعار دي".

"طبيعة جميلة وخدمات مفيش"

من جانبه، عبّر شوقي المحلاوي، محام، من محافظة الغربية عن استيائه من الخدمات المقدمة في رأس البر بقوله: "كل حاجة هنا بفلوس، حتى دورات المياه بـ 4 جنيه، وشفت منظر طفل بيتبول في الشارع قدام أهله، قلت يمكن مش معاهم فلوس، فين الدورات العمومية علشان ده حق كل مصطاف".

ولفت المحلاوي، إلى أنه يأتي كل عام إلى رأس البر منذ أن كان طفلًا، لكنه يشعر بالحزن بسبب ما وصل إليه حال المصيف، وتابع: "الطبيعة جميلة وكفاية منظر الشروق أو الغروب، والصحبة الحلوة اللي بتستنى الصيف علشان تتلاقى، ورحلات الصيد والمراكب اللي في النيل والسهر لحد الصبح، لكن كل ده ومفيش خدمات، وفيه فوضى وبلطجة وتثبيت للناس في الشوارع زي ما بنشوف كل يوم وآخر، حادثة حصلت في شارع 109 من يومين يبقى بلاش المصيف أحسن".

أحمد منعم، مدير أحد الفنادق الشهيرة بالمدينة، أكد أن هناك تراجعًا في أعداد المصطافين المقيمين برأس البر خلال الموسم الجاري، مشيرًا إلى أن الأسعار المحددة والمعلنة من قبل الفنادق ارتفعت بسبب زيادة أسعار الوقود، ومن ثم كل الأشياء التي قد يستخدمها الفندق لتوفير إقامة مميزة، مناشدًا الوحدة المحلية لمدينة رأس البر تفعيل هيئة تنشيط السياحة بدلاً من الجلوس في مكاتب مكيفة، على حد قوله.

وتابع بقوله: "فيه آلاف الأسر بتعيش على دخلها في موسم الصيف برأس البر لكن المسئولين محتاجين يشوفوا الحقيقة".

عزيز: سلوكيات مرفوضة وخدمات ليلية

من جانبه، أكد محسن عزيز، رئيس مدينة رأس البر، أن هناك استنفارًا تامًا من كافة العاملين لتقديم الخدمات المتميزة للمقيمين والرواد في الموسم الصيف، لافتًا إلى أن المدينة تتحول إلى "مليونية" كل جمعة، في الوقت الذي يتواصل فيه التواجد الأمني على الشواطئ، إذ يبدأ من أول ضوء النهار وحتى بعد الغروب.

وأوضح عزيز أن هناك جهودًا كبيرة لإنقاذ المصطافين من الغرق، وجرى الدفع بـ ١٠٠ رجل إنقاذ و٦ لانشات سريعة ودراجات مائية بطول الشاطئ، إلى جانب ٤ عربات إسعاف مجهزة، و٤ خيام لتجميع الأطفال التائهين.

وبيّن أن هناك مواجهة حاسمة لدخول الدراجات النارية بعد أن وافق الدكتور إسماعيل عبد الحميد، محافظ دمياط، على المقترح المقدم من الوحدة المحلية بالإفراج عن الدراجات البخارية التي يجري ضبطها داخل رأس البر بعد 15 يومًا من تاريخ الضبط، وتحصيل مبلغ 500 جنيه لأول مرة، وفي حال تكرار المخالفة يجري تحصيل 1000 جنيه، ثم الإفراج في نهاية الموسم، وتخصص المبالغ المحصلة لصالح صندوق خدمة رأس البر.

وأكد أن هناك سلوكيات مرفوضة مثل إلقاء القمامة على الشاطئ، رغم وجود أماكن مخصصة لذلك، وهو ما يتسبب في بذل جهود مضاعفة لتحقيق الرفاهية للمصطافين، مشددًا على وجود حملات مفاجئة للشوارع والأسواق، ونوه بمرور حملات موسعة من مباحث التموين بدمياط، بالتنسيق مع الوحدة المحلية، للرقابة على محال الأغذية والأسواق التجارية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان