لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"بيت ملايين السنين".. يسجِل تفاصيل أعياد المصريين القدماء

02:10 م الأربعاء 30 أغسطس 2017

faros

الأقصر - (د ب أ):
 "بيت ملايين السنين" أو مدينة هابو ، هو الاسم الذى يطلق على ذلك المعبد، الذى شيده الفراعنة، في الجزء الجنوبي، من جبانة طيبة، في غرب الأقصر، بصعيد مصر، وبُنىَ في الموضع الذى ظهر فيه الإله آمون رع ، لأول مرة قبيل آلاف السنين.

ولا يزال هذا المعبد، الذى شُيٍدَ لعبادة إله الشمس، محتفظا بكل تفاصيله، حيث يحتفظ المعبد الذى أقامه الملك رمسيس الثالث، آخر الملوك العظام في مصر القديمة، ببواته المحصنة، وصرحه العظيم، ومجموعة من صالات الأعمدة، والحجرات، وسوره المرتفع المبنى بالطوب اللبن .

واستخدم المعبد لعبادة الربة أوزيريس، ودفن به بعضُ من كبار الكهنة، ومحظيات الإله آمون، بجانب هيكل جنائزي، لزوجات آمون المقدسات، وكان المعبد وما يحيط به من معالم أثرية، كبير الاتساع، حتى أطلق عليه اسم مدينة .

ويتفرد معبد هابو، بين المعابد المصرية، بما يحويه من نقوش ورسوم وصور نقشت ورسمت فوق جدرانه وأعمدته، لتسجل تفاصيل 282 عيدا عرفتها مصر القديمة، وأنه بجانب كونه معبد للطقوس الجنائزية، فقد كان معبدا للأعياد.

وبحسب قول الباحث المصرى، أحمد البدرى، الباحث بمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، فإن أصوات الموسيقى، كانت تصدح بين جنبات المعبد في الأعياد، حيث كانت الموسيقى، فنا مقدسا في المعابد، وكان المصريون القدماء، ينشدون التراتيل في معبد هابو ، بمصاحبة القيثارات.

ويقول البدري إنه في أيام الأعياد العظمى، كانت تقوم فرقة موسيقية كاملة من كهنة المعبد، بتقديم العروض الموسيقية، بجانب فتيات يقدمن العروض الراقصة.
وكان معبد هابو، في كل الأعياد، مسرحا لحفلات الموسيقى والرقص، واستخدمت الطبلة والرق والنقر بالأصابع والتصفيق بالايدى، وهز أطواق كبيرة من الخرز، لضبط الإيقاعات الراقصة، حتى يُطرب الناس، من زوار المعبد.

وبحسب الأثاري المصري على رضا، فإن معبد هابو بات سجلا زاخرا بتفاصيل أعياد المصريين القدماء، مثل أعياد رأس السنة، وأعياد كل شهرين، وأعياد بدايات الفصول، وأعياد البذر والحصاد والفيضان، والأعياد الملكية مثل عيد التتويج، وعيد اليوبيل، وأعياد الربيع، وأعياد تكريم الآلهة العظام، التي كانت تستمر لعدة اسابيع، وكانت تمثل موسما لحركة تدفق كبيرة للحجاج والعرافين.

وأشار إلى أنه من بين تلك الأعياد عيد بوباسطة ، وعيد الأوبت، وعيد حورس، ومواكب أعياد سايس وابيدوس، وعيد الوادي، الذى كان له ساحة وطريقا خاص في منطقة الاهرامات، وكانت تقام به طقوس هذا العيد الجنائزى.

وعيد " الحب ست " وهو عيد كان يقام بمناسبة مرو 30 سنة على وجود الملك في الحكم، ثم تحول لعيد رمزي، يقام كل عام، وكل عامين، بعد أن كان يقام كل ثلاثين عاما، وكان يتضمن ، بحسب قول الاثارية المصرية الدكتورة منى فتحى، "طقسة " أو رقصة الـ " حب ست " .

وتقول فتحي ، إن الملك يرتدي خلال هذا العيد زيه الرسمي، ويحمل كل شعاراته الملكية، وهى رقصة تحتاج لقوة وسرعة في الحركة، وفيها يؤكد الملك على قوته ، وقدرته على حكم البلاد، والجلوس على العرش لفترة جديدة مجددا، وعيد " وب رمبت " وهو عيد بداية السنة، وكان يشهد مواكب صاخبة، و يشارك فيه الملك مواطني مملكته في الاحتفال ببداية سنة جديدة.

وتقول منى فتحي إن من أهم الآلهة في مصر القديمة، هو الإله " بس " وهو مصور وله تماثيل في كثير من المعابد والمقابر، وهو إله الأعياد والاحتفالات والسعادة والفرح ، في مصر القديمة، وكان رمزا للفرح في أعياد الفراعنة، وكان ينظر له بمثابة رمز جالب للسرور.

وكذلك أعياد الموتى، التي تذهب فيها العائلات إلى الجبانات، لجلب الطعام إلى موتاها، وهى الظاهرة التي توارثها سكان القرى المحيطة بمعبد هابو حتى اليوم، ففي قرى البعيرات والقرنة، وأغلب قرى الأقصر، تخرج العائلات لزيارة الموتى، في صبيحة عيدي الفطر والأضحى، محملة بكحك العيد، الذى يقدم للفقراء من زوار الجبانة.
وهكذا، وكما كان معبد هابو مسرحا لاحتفالات عظيمة في الأعياد الكبرى، فقد كان ايضا بمثابة سجل يروى لزواره ، طقوس وتفاصيل أعياد الفراعنة على مر العصور.


فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان