محافظ المنيا عن أزمة "عزبة الفرن": الطرفان على حق

المنيا ــ ريمون الراوي:

قال اللواء عصام البديوي، محافظ المنيا، إن هناك "أزمة" في عادات وتقاليد ومفاهيم المجتمع تحتاج للتغيير، جاء ذلك في معرض حديث المحافظ، على هامش تصريحات إعلامية بخصوص أزمة قرية "عزبة الفرن" في مركز أبوقرقاص، بعد منع الأمن لأقباط القرية من الصلاة في جمعية بالقرية، لعدم صدور تصريح بالصلاة في الجمعية.

وأضاف محافظ المنيا في تصريحاته، أن الكثير من أبناء القرى لا يرى في وجود كنيسة في قريته أمر محرم، ولكنه يسعى لمنع هذا استنادًا لعادات وتقاليد قديمة.

وقال محافظ المنيا، إن هناك مشكلة في فتح الكنائس بالقرى، مؤكدًا أنها مشكلة حقيقية لا يمكن نفيها، لكنه أكد أن الموضوع يحتاج لتأهيل المجتمع ثقافيًا وتأهيله من جهة المفاهيم وفك طلاسم العلاقات السيئة داخل المجتمع أسريًا ودينيًا ومجتمعيًا وعاطفيًا.

وتابع بالقول: "جميع أشكال العلاقات يشوبها التوتر، الذي ازداد بسبب عدم اقتحام القرى، وتأخر تغيير الفكر القديم، الذي يظهر في الثأر، وضرورة الردع، وإدعاء البعض أنهم الأقوى أو الأكثر عددًا وأنهم بالتالي الأكثر قوة، وكل هذا يحكم علاقات المجتمع المنياوي ويسبب العديد من المشاكل".

وقال: "أنا كمحافظ مر عليّ من يوم تسلمي لمهامي حتى اليوم من 70 إلى 100 واقعة، فيهم وفيات ومصابين، منهم 4 أو 5 حوادث بين مسلمين ومسيحيين، وباقي الحوادث بين طرف واحد، إما مسلمين مع مسلمين أو مسيحيين مع نظرائهم، ولا تذكر هذه المواقع ولا يتناولها أحد، ولكن حينما يظهر طرف مسلم أو مسيحي في الموضوع نجده أخذ نوعًا من الاشتعال".

وحول أزمة قرية "الفرن" أوضح المحافظ، أن ما يحدث بإيجاز أن جهاز الأمن يطلب من الأقباط، أنه في حال تحول بيت من منزل سكني، لمكان للعبادة، فلا بد أن يتم أولًا استخراج التصاريح اللازمة لذلك، ثم يتم تشغيله ويصير الوضع "تمام"، ولكن إخواننا الأقباط يكونوا متعجلين، ومقبلين على أعياد، ومحتاجين يصلوا وليس لهم كنيسة داخل القرية، فينتخبوا بيت ما ويدخلوا المقاعد ويشرعوا في الصلاة.

وأضاف أنه بعد حدوث هذا يكون جهاز الأمن أمام واحد من خيارين، إما أن يتحرك بعض المسلمين معترضين فيتدخل الأمن لإبعاد المسلمين، أو يتحرك الأمن ليقول لو سمحتم لم ننه إجراءات التراخيص، لأن هذا سيسبب مشكلة بناء على استقراء الواقع والمعلومات المتوفرة لدى الأمن، وليس مجرد العناد من قبل الأمن كما يظن البعض.

وشدد محافظ المنيا علي تفهمه لموقف الأقباط والأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا، قائلاً: "أسقف المنيا له كل الحق في أنه عايز الناس يصلوا ويريد أن يكون في كل قرية كنيسة الناس تدخل تصلي فيها".