بالصور.. التفاصيل الكاملة لدفن 30 طن نفايات طبية خطرة بالجبل في سوهاج

سوهاج – عمار عبد الواحد:

رغم تصريحات محافظ سوهاج، الدكتور أيمن عبد المنعم المتكررة، أنه لا تهاون في محاسبة المقصرين بوجه عام، خاصة العاملين في مجال القطاع الصحي، حفاظًا على حياة المواطنين، يشهد مجمع محارق النفايات الطبية الخطرة بحي الكوثر، والذي يخدم جميع المستشفيات الحكومية والخاصة المنتشرة على مستوى المحافظة، إهمالاً شديدًا، بسبب وجود النفايات الخطرة للمستشفيات متناثرة أمام المكان، وفي محيطه، بكميات كبيرة، نتيجة عدم تشغيل المحارق الثمانية المتواجدة بالمكان؛ لتلفها بسبب عدم الصيانة، واحتياجها لقطع غيار.

هذا، فضلاً عن دفن القائمين على مجمع محارق النفايات الطبية الخطرة، 30 طن نفايات في المنطقة الجبلية، على بُعد حوالي 20 مترًا من المكان، وخلو عمليات الدفن للاشتراطات الصحية والبيئية والقانونية، حسب تقرير للرقابة الإدارية، خلال جولة مفاجئة للمكان، أمس الاثنين.

وتتصاعد كمية كبيرة من الأدخنة الكثيفة من محارق المجمع، ما يسبب خطورة على حياة السكان المحيطين به، والذين يبعدون حوالي 500 متر فقط، لا سيما الأطفال وكبار السن ومرضى الصدر، وكذلك وجود مخزنين يمتلآن بالنفايات دون غلقهما طبقًا للتعليمات، وهو ما يعدّ مخالفة صريحة وواضحة لقانون النفايات الخطرة الناتجة عن المستشفيات، ما يزيد من عمليات انتشار العدوى للأمراض المُعدية، ووجود كمية كبيرة من الرماد الناتج عن الحرق بجوار المحارق لم يجر التخلص منه؛ ما يجعله عُرضة للتناثر في الجو بفعل الرياح وعوامل الجو الأخرى.

ويعاني مجمع المحارق من عدم تواجد كافة وسائل وأدوات الحماية المدنية، حيث إن "بوش" الحريق الوحيد الموجود بالمكان معطل، و2 طفاية الحريق لا تعملان منذ فترة، وهو ما يزيد من حجم المشاكل بالمكان ويكشف عن غياب الرقابة والمتابعة.

مصدر بإدارة البيئة بديوان عام محافظة سوهاج، رفض ذكر اسمه للنشر، قال لـ "مصراوي": "إن هناك جولة سابقة لهيئة الرقابة الإدارية كشفت عن وجود 6 محارق متوقفة من أصل 8 محارق بحي الكوثر منذ فترة، مضيفًا ان كل المسئولين المعنيين، سواء في إدارة البيئة أو المجلس الإقليمي للصحة، يعلمون ذلك، ولكن الكل يتجاهل، لبعد المنطقة المتواجد بها مجمع المحارق عن الجولات الميدانية للمحافظ.

وتابع أن الجولة السابقة للرقابة الإدارية بالمكان، كشفت أن المخلفات المتناثرة في أرجاء مجمع المحارق تُقدر بحوالي 20 طنًا، وأنه لا يتم وزن النفايات الواردة بسيارات مديرية الصحة، إلا عن طريق ميزان صغير لا يتناسب مع حجم النفايات الواردة يوميًا، ما يؤدى إلى تعطيل العمل بالمجمع، وهو ما يدل على أن الكميات المسجلة بسجل حركة النفايات مغاير للواقع، أي أن الموجود على الطبيعة بالمكان أكبر بكثير مما هو مسجل في دفاتر المحارق.

وتابع المصدر، أن هناك محارق من بين الـ 6 المتوقفة، التي كشفتها الرقابة الإدارية، تعطلت في فترة الضمان، وهو ما يؤكد أنها لا تجرى لها أي عمليات صيانة.

وقال رشاد محمود، مدير عام إدارة البيئة بسوهاج، إنه كان في مطلع شهر يناير الماضي ضمن لجنة شكّلها محافظ الإقليم، مكونة من النيابة الإدارية، وإدارة البيئة بديوان عام المحافظة، ومختص البيئة والتفتيش المالي والإداري بمديرية الصحة، لمعاينة مخالفات مجمع المحارق بحي الكوثر، للوقوف على كافة مخالفاته ووضع الحلول المناسبة لها، مضيفًا أنه جرى رفع تقرير للمحافظ بكل العيوب الفنية للمكان، وكذلك اشتراطات السلامة والصحة المهنية الغائبة.

من جهتها، قالت الدكتورة رفيدة سلطان، وكيل وزارة الصحة بسوهاج: "إنها غيرت مدير إدارة النفايات الطبية الخطرة بالمديرية منذ توليها مهام منصبها الجديد في أكتوبر 2016 ، وأنها سوف تعمل على صيانة المحارق المتوقفة، ورفضت وكيل وزارة الصحة الإدلاء بأي تصريحات أخرى حول الأزمة".

وإلى الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، الذي أكد إحالة كافة المخالفات الفنية والبيئية الموجودة بمجمع المحارق بحي الكوثر للنيابة الإدارية لمباشرة التحقيقات فيها، مشددًا على أنه لا تهاون ولا تفريط في صحة المواطنين، مشددًا على أهمية التزام الجميع باشتراطات الأمن والسلامة والصحة المهنية للحفاظ على البيئة.

وأشار محافظ سوهاج، إلى أن أي مسئول أو منشأة ستخالف أو لا تقوم بتطبيق السلامة والصحة المهنية، سيُطبق عليها القوانين بكل حسم دون تأخر.

كانت حملة مفاجئة للرقابة الإدارية، أمس الثلاثاء، استهدفت المحارق الخاصة بالنفايات الطبية الخطرة بحي الكوثر، كشفت دفن القائمين عليها ٣٠ طن نفايات طبية خطرة بالمنطقة الجبلية، أمام المحرقة، بمسافة ٢٠ مترًا، دون اتباع القواعد والشروط المعدة لذلك، الأمر الذي يمثل خطرا بيئيا كبيرا على المنطقة.