لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من القضبان إلى المشرحة.. 4 مشاهد إنسانية لأبطال مجهولين في حادث قطاري الإسكندرية - "صور"

03:28 م الأربعاء 16 أغسطس 2017

الأهالي يساعدون مصابي قطاري الإسكندرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

"دائمًا ما تظهر معادن الناس وقت الشدة".. عبارة موروثة برهن عليها المصريون منذ اللحظات الأولى لحادث تصادم قطاري الإسكندرية أرقام "13" و"571"، الذي أسفر عن مقتل 42 شخصًا، وإصابة 167 آخرين، لتجسد مواقف لم يسع أبطالها لشيء سوى إنقاذ حياة إنسان دون الالتفات لهيئته أو ديانته.

خلال السطور التالية يرصد "مصراوي" 4 مشاهد لبطولات، قام بها مواطنون بدافع الإنسانية التي لم تفرق بين ضحايا الحادث الأليم.

المشهد الأول: "قرية الشيخ".. ملحمة شعبية لإنقاذ الضحايا

أ- مساعدة أهالي قرية الشيخ للمصابين  (1)

لم تمنع المعاناة وقلة الخدمات أهالي "قرية الشيخ" من إنقاذ ركاب حادث تصادم القطارين، ليضربوا أحد أفضل الأمثلة الإنسانية لشهامة المصريين وقت الشدائد، إذ شاءت الأقدار أن يكون أبناء القرية أول من هرعوا لموقع الحادث قبل وصول فرق الإنقاذ لتقديم المساعدة للمصابين.

"مفيش حد وقف ساكت ولا فرد فضل في بيته، القرية كلها خرجت لمساعدة المصابين".. يقول صبحي السيد، وهو من أهالي المنطقة، مضيفًا أن جميع الأهالي من رجال ونساء وأطفال وحتى العجائز هرولوا لتقديم المساعدة، فمنهم من أحضر الملاءات والبطاطين لتضميد جراح المصابين وستر الجثامين، كما وصف، ومنهم من أحضروا الماء لسقاية الركاب، وكذلك غسل جروحهم وإبقاءهم يقظين لحين وصول الإسعاف.

أ- مساعدة أهالي قرية الشيخ للمصابين  (2)

وتؤكد فاطمة سعيد، من قاطني القرية، أن جميع أهالي العزبة ذات الطابع الريفي لازالوا يحافظون على مفاهيم "الشهامة والجدعنة" والوقوف مع من يحتاج المساعدة وقت الشدة دون تمييز، لافتة إلى أن الأهالي فتحوا منازلهم لاستضافة ركاب القطارين فيما قام آخرون بتوصيل المياه للمصابين ومساعدة الجرحى.

المشهد الثاني: الإسكندرية تتبرع بدمائها

جندي ومدني يتبرعون بالدم

لم يمر وقت طويل على وقوع الحادث قبل أن تنتشر دعوات مكثفة أطلقها أبناء الإسكندرية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تطلب من المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ الضحايا، ولاقت الدعوات استجابة واسعة من أبناء المحافظة خاصة الشباب حيث امتلأت ممرات بنك الدم بالمستشفى الأميري الجامعي بعشرات الراغبين في التبرع من أجل المصابين.

ب- جنود الشرطة يتبرعون بالدم (2)
المشهد نفسه، تكرر بشكل لافت للنظر ولاقى استحسان أهالي الإسكندرية، بعد مشاركة العشرات من جنود الشرطة والجيش في التبرع بدمائهم لإنقاذ المصابين، فيما اعتبروه واجبًا وطنيًا، وفي الوقت نفسه أعلنت الأجهزة الأمنية استقبال مستشفى الشرطة بالإسكندرية عدد من مصابي الحادث، فضلًا عن توجيه عدد من مجندي إدارة قوات الأمن للتبرع بالدم.

المشهد الثالث: مهمة أهلية للبحث عن المفقودين وعائلات المصابين

ج- مصباح السيد مصاب عثر عليه أهله

للمرة الثانية تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي المشهد في مهمة جديدة اتخذت طريقين، أولهما النشر عن المصابين الذين وصلوا للمستشفيات دون معلومات كافية عنهم، وكذلك من فقدوا وسائل اتصالهم بذويهم حتى تتمكن عائلاتهم من الوصول إليهم، أما الطريق الثاني فكان مساعدة أهالي بعض المفقودين بالحادث في نشر صور أرشيفية لهم، للبحث عنهم أملًا في معرفة مصيرهم، ومنهم الطفلتين مي ومنة اللائي لم يتم التوصل لهن منذ نقل والدتهن لتلقي العلاج بالمستشفى الأميري الجامعي.

ج--طفل-مصاب-مجهول-(1)

نشاط أبناء الإسكندرية عبر مواقع التواصل أثمر عن وصول بعض العائلات لذويهم بالمستشفيات رغم بُعد محافظاتهم عن الإسكندرية، ومنها حالة مصباح السيد حسين، وهو أحد المصابين من الدقهلية الذي استطاعت أسرته الوصول إليه في المستشفى الأميري الجامعي، بينما لا تزال بعض الحالات في انتظار من يبحث عنها ومنهم 3 أطفال لم يستدل على هويتهم بمستشفيات الأميري والإيطالي بالإضافة إلى مصاب بالغ يدعى هاني فتحي من محافظة الشرقية.

طفل مجهول مصاب ج

المشهد الرابع: "على باب المشرحة.. أكفان و سيارات نقل موتى بدون مقابل"

د- أهالي الضحايا أمام مشرحة كوم الدكة (1)

وسط جموع الأهالي المكلومين في مصابهم وقف رجل في العقد السادس من العمر أمام مشرحة كوم الدكة يوزع عشرات الأكفان بدون مقابل على من لا يستطيعون شرائها. الشيخ الذي حاول مصراوي التواصل معه أبدى رغبته في عدم نشر اسمه معتبرا أن ما يفعله خالصا لوجه الله ولا يريد منه إلا الثواب.

د- أهالي الضحايا أمام مشرحة كوم الدكة (2)

وروت فُلة ميخائيل، وهي إعلامية سكندرية بالقناة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موقفا مماثلا تعرضت له أثناء تواجدها وسط أهالي الضحايا أمام مشرحة كوم الدكة، وصفته بأروع مواقف الإنسانية قائلة "علي باب المشرحة لفت نظري رجل وقور يرتدي عباءة ويحمل في يديه أكياس، سألني محتاجة كفن مجاني من غير فلوس؟"

د- أهالي الضحايا أمام مشرحة كوم الدكة (3)

وأضافت: شكرته وأجبته بأنني لست في حاجة للكفن لأنه ليس لي أي أحد داخل المشرحة، وعندها لاحظ وجود الصليب في سلسلتي، ليخبرني بعدها بعبارة أثرت في كثيرا قائلا " الكفن مجاني يا بنتي لمسيحي لمسلم لأي حد ده ثواب"، فقلت له" ده ثواب يا حاج والثواب عند ربنا.. ربنا يباركلك."

وتابعت "عرفت منه أنه جاء لتوزيع عشرات الأكفاء لضحايا من حادث القطارين وأيضا لضحايا الحوادث الأخرى، بالإضافة إلى توفير سيارات مجانية لنقل الموتى في حالة إذا كان أهل المتوفى لا يملكون المال."، مشيرة إلى أنه رغم الإحباط والحزن في مشهد القطار والمشرحة إلا أن هذا الرجل أثر فيها كثيرا لأنه كان دليلا حيا على وجود أشخاص يهتمون بأوجاع الناس ويقدرون آلامهم النفسية، ويعرفون قيمة الإنسان دون النظر لديانته، واصفة الأمر بأنه أصبح عملة نادرة.

فيديو قد يعجبك: