إعلان

"هاني وبيشوي" شهيدا دير الأنبا صموئيل.. صديقان جمعهما الموت

07:28 م الخميس 06 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بني سويف ــ أحمد كامل:

45 يومًا من الحزن والذكريات الأليمة، أُسَرٌ فقدت أبناءها في ثوان معدودة، لم يكن هدفهم إلا قضاء يوم روحاني وديني داخل دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا، غير أنهم لم يعلموا أن الموت ينتظرهم، وأنهم سيصبحون ضحية عمل إرهابي يودي بحياة 28 قبطيًّا، بينهم 7 من محافظة بني سويف.

هنا قرية نزلة حنا بمركز الفشن ببني سويف، أهلها لم يعرفوا التفرقة يومًا بين مسلم ومسيحي، يتسابقون دومًا في الأفراح والأحزان، تحولت منذ الحادث لسرادق كبير، خيّم الحزن على الوجوه، 7 من أبناء القرية راحوا ضحية عمل إرهابي في ثوان، لم يتبق منهم سوى صور أعلى كنيسة مار جرجس بوسط القرية، لتكون شاهدة على ما حدث، ومصدرًا للحزن والذكريات المؤلمة.

في قداس الأربعين لتأبين روح الشهداء، تسارع أهالي القرية من المسلمين والأقباط للحضور، للتأكيد على أن الحادث أصاب الجميع وليس أهالي الشهداء فقط، وأن روح المحبة هي سمة أهل القرية..

وترأس صلاة القداس الأنبا إسطفانوس، أسقف ببا والفشن وسمسطا بمحافظة بني سويف، وبعض من الآباء الكهنة من إيبارشيات مطرانية بني سويف، بحضور المئات من الأهالي.

مجدي عدلي، أحد أهالي القرية، يقول ووجهه يكسوه الحزن: "فقدنا سبعة من أبنائنا في هذا الحادث المؤلم، علي رأسهم الصديقان هاني وبيشوي، اللذان كانت تربطهما صداقة أكثر من الأخوة، لم يفترقا في الحياة حتى لحظة استشهادهما، كانا يتناولان الطعام والشراب معًا، يقضيان أوقاتهما سويًّا لا يفترقان إلا عند النوم، حتى عندما التحق بيشوي بالجيش كان هاني يرتدي ملابسه".

حديث "عدلي" أعاد شريط ذكريات العمل الإجرامي الخسيس، فأردف: "يوم الحادث المشئوم، اتفق الشهيدان سويًّا على الذهاب لهذه الرحلة لقضاء يوم ديني جميل، تقربًا إلى الله بالصلوات، فاستقلا الأتوبيس وجلسا سويًّا يتبادلان أطراف الحديث حتى وقع الحادث المشئوم، لتصعد روحهما للسماء معًا، فالاثنان شهد لهما الجميع بدماثة الخلق والاحترام والطيبة والود بأهلهم".

وتابع عدلي: "يوم الرحلة بيشوي كان مترددًا في الذهاب معهم، بل رفض بالفعل، لكن صديقه هاني أقنعه بالسفر معه لقضاء يوم روحاني داخل الدير، حتى أنه تأخر متعمدًا عن الموعد فظل الجميع ينتظرونه لأكثر من نصف ساعة، وكأنه كان يشعر بأنها ستكون النهاية، وأنه لن يعود للقرية ولمنزله مرة أخرى".

وإلى والدة الشهيد بيشوي الذي استُشهد على يدها.. تقول لـ"مصراوي": "نفسي أشوف صورة ابني في غير مشهد الدماء، صورته أمامي لم تتغير منذ يوم الحادث حتى الآن"..

وظلت تلك السيدة الأربعينية ترتدي ملابس الحادث لمدة أسبوع كامل بدماء ابنها.. وأنهت حديثها قائلة: "يوم الحادث لم يذهب من عقلي، كل ثانية أستعيد الذكريات، ابني في حضني مات على إيدي.. ذكريات مؤلمة".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان